وئام عماشة لـ"روزنة": رفض قرار الجولان ليس شرعنة لنظام هجّر وقتل شعبه

وئام عماشة لـ"روزنة": رفض قرار الجولان ليس شرعنة لنظام هجّر وقتل شعبه
الأخبار العاجلة | 27 مارس 2019
حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى الزج بملف الجولان في كل المناسبات والصفقات الدولية الكبرى، لدرجة أنه طرح على إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الحصول على اعتراف منه بالسيادة على الجولان مقابل دعم الاتفاق النووي مع إيران، على اعتبار أن ذلك يجعل من الاتفاق النووي مع إيران اتفاقاً عادلاً من وجهة النظر الإسرائيلية.

تعقيدات الملف السوري دفعت نتنياهو إلى البحث عن مصالحه في الجولان داخل أروقة الكرملين، فأصبح ضيفاً دائماً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطرح عليه ملف الجولان أكثر من مرة، ودعا إلى أن تكون الهضبة المحتلة جزء من أي تسوية يمكن أن تحصل في سوريا، لأنها لم تعد مجرد ترتيب أمني بالنسبة إلى إسرائيل بعد التدخل الدولي الذي شهدته سوريا، من نشر قوات إيرانية وروسية وتركية وأميركية على أراضيها.

في هذا السياق، قال الكاتب والصحافي سامر الراشد، لـ"روزنة"، إن "التنسيق الإسرائيلي الروسي كان كبيراً وثابتاً طوال الأزمة السورية وروسيا لم تخف يوماً أنها تدعم وتساند وتريد أن تضمن أمن إسرائيل. يجب التركيز على أن الجانب الروسي ربما يكون مؤيداً لفكرة إسرائيل لكن لا يمكن له بأي شكل من الأشكال أن يقول علناً أنه مع انتقاص سيادة أي دولة ومخالفة القوانين الدولية، لأن ذلك يضرب في مصداقيته والطرح الذي تبرزه روسيا في وجه الولايات المتحدة والدول الأخرى بأنها تحافظ على القانون الدولي".

قد يهمك أيضاً: ترامب بدأ بـ رسم خارطة سوريا الجديدة.. ما السيناريوهات المحتملة؟

وأضاف الراشد، أن "الجانب الروسي كان حريصاً على عدم إغضاب إسرائيل وأخذ إذنها خلال العملية التي شنتها روسيا في درعا والقنيطرة. وبعد الانتهاء من السيطرة على القنيطرة والجزء الغربي من محافظة درعا، سعت روسيا إلى نشر الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة وهو يحدث الآن، وتحضير البنية التحتية لإعادة قوة حفظ السلام إلى الحدود. هذا بحد ذاته تطمينات لإسرائيل بأنها في أمان"، في إشارة إلى التفاهم الإسرائيلي الروسي على مسائل الحدود.

وفور إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بأن أهالي الجولان يفضلون ما أسماها "الديموقراطية الإسرائيلية".

رداً على هذا الكلام، قال الناشط السياسي والأسير السابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي ​حسن فخر الدين، لـ"روزنة"، إن "ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي هو هراء واستغلال للرأي العام العالمي، وأن قانون يهودية الدولة الذي أقره الكنيست يثبت أن إسرائيل دولة عنصرية وليست ديموقراطية". وأضاف "أي استفتاء يجري في الجولان سيبين أن الغالبية المطلقة ستختار العودة إلى سوريا، وهو خيار مستمر في كل دقيقة منذ عام 1967، وأن لا خيار لدى أهالي الجولان سوى الهوية السورية".

قد يهمك أيضاً: ما تداعيات قرار ترامب حول السيادة على الجولان المحتل؟

من جهته، قال الناشط السياسي والأسير السابق في سجون الاحتلال الاسرائيلي وئام عماشة، لـ"روزنة"، إن "النظام السوري يستثمر هذه الحادثة ويتدخل عبر إعلامه الذي غطى الحدث"، وأكد أن "أهالي الجولان ينظرون الى موقف النظام بعدم ثقة وبنظرة من الاشمئزاز". وأشار إلى إلى أن "إسرائيل كدولة محتلة تستمد دعمها من المعركة العسكرية الأولى لاحتلالها للمنطقة، وتستمد قوتها من الولايات المتحدة الاميركية"، وأن ذلك القرار يواجه "رفضاً عام من  أهالي الجولان (..) بسبب تدخلات النظام السوري بات هناك صعوبات للم شمل الناس هنا في الجولان".

ولفت عماشة إلى أن النظام خلق "حالة من الانقسام مما منع الناس للخروج (معاً استنكاراً للقرار الأميركي) رافضين أن يتظاهروا لرفع صور رئيس النظام السوري"، وبرر ذلك بالقول أن الناس "لا يريدون أن يرفضوا القرار الأميركي وفي المقابل يتم شرعنة رئيس نظام  قتل شعبه وهجر أهالي البلد".

وختم عماشة بالقول "نحن أصحاب حق ونحن أصحاب الأرض ونحن نعمل على لم الشمل ما بين معارض وموالي حتى نقف امام الهجمة الإسرائيلية التي عملت بشكل كبير لأسرلت الجولان بتغيير كل شيء فيه، والنظام السوري يعمل على مساعدة إسرائيل بتنفيذ هذا المخطط عبر قدرته على تفتيت الناس وتقسيمهم".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق