صحف عالمية تحذر من تداعيات قرار واشنطن بخصوص الجولان السوري

صحف عالمية تحذر من تداعيات قرار واشنطن بخصوص الجولان السوري
الأخبار العاجلة | 27 مارس 2019
حذرت صحف عالمية من خطورة اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان، وفيما رأت صحف إسرائيلية بالقرار أنه يفتح الباب أمام مواجهات ودماء، فإن صحفا أمريكية استندت إلى تحليلات صناع القرار، الذين يرون أن قرار ترامب يساعد الأسد وإيران في الحصول على داعمين وقواعد شعبية، فيما رأت صحف فرنسية بالتفرد الأمريكي خطرا على دور الأمم المتحدة.

الصحف الإسرائيلية
"دعوة إسرائيلية للتنازل عن الجولان"، تحت هذا العنوان يرى الكاتب الإسرائيلي ران أدليست في مقاله بصحيفة معاريف في استمرار الحرب السورية دافعا لإسرائيل للاعتقاد بأنه لا إمكانية أمامها للاحتفاظ بهضبة الجولان، الكاتب اتهم الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بتنفيذ أجندة مضللة بهذا الشأن لن يكتب لها النجاح طويلا، وأضاف أدليست في مقالة له بصحيفة معاريف الإسرائيلية أن تل أبيب تحاول استغلال انشغال العالم بما وصفها بالمجزرة المستمرة في سوريا، وما أسفرت عنه من مأساة لمئات آلاف اللاجئين الذين يتوافدون على بوابات أوروبا، وفي ظل رغبة من المجتمع الدولي -خاصة القوى الكبرى- في ترك السوريين يستنزفون بعضهم بعضا، ويرى أن التوجه الذي يقوده نتنياهو في ما يخص الملف السوري يركز على تثبيت الحدود مع سوريا، لكنه يستدرج إسرائيل إلى مراهنة خطيرة، كل سيناريوهاتها تنتهي بالدم.
 
أيضا في صحيفة معاريف وتحت عنوان الجيش يخشى اندلاع مواجهات عنيفة قرب الحدود الشمالية في "يوم الأرض"، تكشف الصحيفة الإسرائيلية عن مخاوف الجيش الإسرائيلي من اندلاع مواجهات على الحدود الشمالية مع الجولان السوري المحتل، وتقول إنّه استعداداً ليوم الارض، تخشى الأجهزة الأمنية من اندلاع مواجهات عنيفة على الحدود الشمالية، خصوصا بعد اعلان ترامب عن منطقة الجولان كمنطقة سيادة اسرائيلية، مما يزيد الخشية لدى الاجهزة الامنية ان يوم الأرض، والذي يصادف الثلاثين من آذار الجاري سيتحول ليوم مواجهات عنيفة على طرفي الحدود السورية، مؤكدة، أنّه تم الدفع بمزيد من القوات الى الحدود الشمالية، ونشرت نقاط عسكرية للسيطرة على أي محاولة لاقتحام الحدود.
يشار، إلى أنّه، في عام 2011 دارت مواجهات عنيفة على الحدود السورية وقد استشهد 4 مواطنين من نيران جيش الاحتلال وأكثر من 100 جريح.
 
صحيفة هآرتس قالت إن الاعتراف بضم الجولان لا يخرج إيران من سوريا!، ويرى الكاتب الإسرائيلي زئيفي باريل، مراسل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على مرتفعات الجولان تُعد تدخلاً صريحاً في الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها يوم 9 أبريل(نيسان) المقبل دون أي تعزيز للأمن القومي أو تغيير للوضع العسكري، مشيراً إلى أن هذا الاعتراف بمثابة صفعة لبوتين وعرض للقوة ضد إيران.
ويعتبر باريل أن الاعتراف الأمريكي لن يلغي اتفاق فصل القوات بين سوريا وإسرائيل الذي أُبرم في عام 1974 عقب حرب أكتوبر 1973، ولن يمنع أيضاً البنية العسكرية الإيرانية في سوريا، ولن يتيح للعمليات العسكرية الإسرائيلية حرية التحرك بشكل واسع حتى مع التنسيق القائم مع موسكو.
لا عقوبات ضد إسرائيل
وتغلبت إسرائيل على أزمة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، ولكن من المتوقع، بحسب المراسل، أن يثير الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان إدانات واسعة من الاتحاد الأوروبي وروسيا والدول العربية. بيد أنه من المستبعد أن يقود ذلك إلى ردود فعل عملية مثل فرض عقوبات ضد إسرائيل على غرار العقوبات التي فرضها الأمريكيون والأوروبيون ضد روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم قبل خمس سنوات.
ويختتم المراسل بأن قرار ترامب بشأن الجولان هو نوع من الانتقام من بشار الأسد الذي ارتكب مذابح وحشية ضد شعبه، ولكنه انتقام قاسٍ بعض الشيء، لأنه يأتي من رئيس أمريكي لم يفعل شيئاً لمساعدة الشعب السوري، والأدهى من ذلك أنه على استعداد لقبول الأسد كرئيس مقبل للبلاد، وهو ما يصب في مصلحة إسرائيل.
 
الصحف الأمريكية
وفي صحيفة نيويورك تايمز قال الكاتب الأمريكي، مايل كوبلو إن "قادة اليمين "الإسرائيلي" سيجدون ضوءا أخضرا لضم الضفة"، موضحا أن "اليمين الإسرائيلي يقرأ الإشارة الأخيرة والأهم من واشنطن بأن ترامب مستعد لقبول السيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، كتشجيع لمواصلة ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية".
 
وفي المقال المعنون: "اعتراف ترامب بالسيادة على الجولان يمهد للسيطرة على الضفة"، اعتبر الكاتب أن مرتفعات الجولان ذات كثافة سكانية منخفضة، وضمتها "إسرائيل" في عام 1981 في تحد للقانون الدولي، وكانت تستخدم من قبل سوريا لقصف منطقة الجليل"، مضيفا أن "الضفة الغربية مكتظة بالسكان، وكان مستقبلها القضية الأكثر تعقيدا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ عام 1967".
 
ووفق رأي الكاتب، فإن "الوصول إلى هذا الهدف سيخلق تحديات مروعة لم تواجهها "إسرائيل" منذ إنشائها عام 1948، وسيكلف الضم مليارات الدولارات سنويا، وسيخلق حدودا لا يمكن الدفاع عنها، بسبب شبكة العنكبوت الخاصة بالأراضي التي تحكمها "إسرائيل" داخل الضفة الغربية".
 
نطالع في مجلة "ذا أتلانتيك" تحقيقا سياسيا بعنوان: "إعلان ترامب بشأن الجولان لم يكن تغريدة ارتجالية"، تكشف كاثي غيلسينان أن قرار ترامب قبل الانتخابات الإسرائيلية يؤكد الاتهامات بمساعدة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه حملة تنافسية لإصدار لائحة اتهام وشيكة حول الفساد المزعوم.
 
وفي أعقاب انتقال سفارة الولايات المتحدة إلى القدس في أيار / مايو الماضي، كانت هذه هي المرة الثانية التي ينقض فيها ترامب مواقف الولايات المتحدة القائمة منذ زمن طويل بشأن “إسرائيل”، ويبدو أنها تقدم هدية كبيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي من دون تقديمه أي تنازلات واضحة في المقابل. ومع ذلك، فإنه تم دفع ترامب للقيام بهكذا خطوة من قبل مسؤولين إسرائيليين وأعضاء كونغرس.
 
يخلص التحقيق الطويل إلى أن السوريين، الذين ما زالوا في خضم حرب أهلية، فإن هذه الخطوة هي ضربة أخرى، وتقول بسمة قضماني، عضو فريق التفاوض للمعارضة السورية، لمجلة "ذا أتلانتيك": "إن هذه الخطوة تضع المعتدلين حقًا في موقف مستحيل. إذا كان ترامب يقاتل إيران والتطرف، فإنه يعتقد أنه هزم المتطرفين للتو واحتوى وخنق إيران … أعتقد أنه قد عكس هذا الاتجاه للتو، وتوقعت الرئيس السوري بشار الأسد أن سيحشد الناس “بمساعدة إيران ويبرر وجود إيران، ووجود الميليشيات، والموقف العدواني لإيران في المنطقة”. ولم تستجب ممثلية سوريا في الأمم المتحدة لطلب المجلة التعليق على القرار الأميركي.
 
نيويورك تايمز تتحدث عن فردية ترامب في اتخاذه قرار الاعتراف وتحت عنوان تصريح ترامب بشأن الجولان «بلا معنى»، تكشف الصحيفة أن اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، له علاقة بالسياسة الإسرائيلية أكثر من المصالح الأمريكية، وليس له أي معنى، مشيرة إلى أن دعم السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان من شأنه أن يمنح الأحزاب اليمينية في إسرائيل فرصة للدفاع عن ضم إسرائيل للضفة الغربية، ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تسحق أي أمل متبقي في إقامة دولة فلسطينية وتعرض مستقبل إسرائيل كديمقراطية يهودية للخطر.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول:" لم يكن هناك ما يشير إلى أن السياسة الجديدة مرت بأي مراجعة رسمية قبل إعلان الرئيس عنها، وبدا وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي زار القدس في استعراض لدعم نتنياهو قبل انتخابات 9 أبريل، مندهشاً من توقيت تغريدة ترامب، لأنه قبل ذلك بساعات، كان بومبيو أخبر الصحفيين أن سياسة أمريكا بشأن مرتفعات الجولان لم تتغير".
 
الصحف الفرنسية:
وفي صحيفة لوموند الفرنسية: "الجولان... هدية ترامب لنتنياهو"، ترى الصحيفة في موقف واشنطن بخصوص سيادة إسرائيل على هضبة الجولان فإن الرئيس "دونالد ترامب الأمريكي" قد عزز وضع حليفه "نتنياهو" لكنه فتح بابا للمخاطرة.
 
اليومية الفرنسية عادت الى التذكير بموقف الولايات المتحدة السابق حول هضبة الجولان وكان ذلك خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجان" التي كانت قد ردت على إسرائيل بقسوة 1981 حين قامت تل أبيب بضم الجولان من جانب واحد بعد تصويت الكنيست وكانت تلك الخطوة الإسرائيلية لم تلقى الاعتراف من قبل المجتمع الدولي وقامت الولايات المتحدة وقتها بتعليق المفاوضات مع تل أبيب لإقامة شراكة استراتيجية بين البلدين.
 
وتوضح الصحيفة أن قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية في إسرائيل يكون "ترامب" قد قدم هدية سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالرغم من ان "نتنياهو" يواجه فضيحة مالية جديدة من خلال علاقاته المالية مع أحد أقربائه يدعى "ناثان ميليكوفسكي" لكنه يبقى اعتماده قائم على الدعم القوي للرئيس الأمريكي خلال الانتخابات.
 
الصحيفة الفرنسية "لاكروا" أيضا رأت في الأمر "هدية لبنيامين نتنياهو عشية مواجهته سباقا حاميا في الانتخابات النيابية" ويشير كاتب المقال "جويل دافيد" الى ان "مبادرة دونالد ترامب نسقت مع نتنياهو والى انها تعني تأكيد واشنطن دعمها لإسرائيل كما انها تحمل رسالة لروسيا وتنبيها لإيران" فيما أشارت صحيفة "لي زيكو" الى ان قرار الرئيس الأميركي الأحادي الجانب لا يغير شيئا على واقع الأرض لكنه يقلب الوضع الدبلوماسي القائم.

 
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق