قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في حديث لـ "راديو روزنة" أن ما قام به ترامب من اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، هو عمل غير قانوني من قبل الإدارة الأميركية؛ مشيرة إلى أن ما تم هو اعتراف بأخذ أرض بطريقة غير قانونية في ظل رفض الأمم المتحدة لذلك.
وأكدت سارة كيالي؛ الباحثة المختصة في شؤون سوريا في منظمة هيومن رايتس ووتش، أن اعتراف ترامب هو انتهاك للقانون الإنساني الدولي فضلاً عن أنه يساهم في تشريع الانتهاكات الممارسة من قبل إسرائيل.
كما اعتبرت كيالي أن ما قام به ترامب سيؤدي إلى عزله عن المجتمع الدولي بطريقة مضرة جدا لاهتمامات الولايات المتحدة، خصوصا بعد حالة الرفض التي صدرت من قبل دول الاتحاد والتي أكدت على أن الجولان ما زالت محتلة، وفق قولها.
وتابعت: "هذا يشير إلى أنه وبالإضافة إلى أن قرار ترامب لن يكون له وقع على الأرض، وإنما سيضر بموقف الولايات المتحدة ضمن المجتمع الدولي".
هل تتغير قواعد الصراع في المنطقة؟
د.مكرم رباح، الباحث السياسي والمحاضر في كلية التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، قال في حديث لـ "راديو روزنة" أن الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان لن يفك عزلة الأسد، معتبراً بأن العديد من الدول الأوروبية تحضر لنوع من الملفات القضائية بحق الأسد لا سيما في ما يتعلق بخصوص التعذيب، فضلا عن مصادقة الكونغرس الأميركي على قانون قيصر.
وأضاف: "أعتقد أن الأسد بعيد كل البعد عن العزلة؛ لأن تصرفاته على الأرض تشير إلى أنه لا يريد أن يكون جزء من هذا المجتمع الدولي؛ ولا أعتقد بأن الإيرانيين سيسمحون له القيام بهذه الخطوة".
اقرأ أيضاً:هل تُكسر عزلة الأسد بعد الاعتراف الأميركي بسيادة "إسرائيل" على الجولان؟
من ناحيته رأى الكاتب والباحث في العلاقات الدولية؛ هشام منور، خلال حديثه لـ "روزنة" أنه ومن خلال الاعتراف الأميركي فإن واشنطن تسعى إلى تحصين حصة إسرائيل من الأزمة السورية، خصوصا و أن المعارك و الاشتباكات هدأت إلى حد كبير في سوريا؛ وفق قوله، وتابع حول ذلك بالقول: "على ما يبدو بدأت الآن المحاصصة السياسية والجغرافية لكل القوى التي شاركت في هذه الأزمة بشكل مباشر وغير مباشر".
معتبراً بأن الولايات المتحدة أرادت أن تقطع حصة إسرائيل من هذه المحاصصة؛ باقتطاع الجولان السوري ومنحه لإسرائيل، مع قرب انتهاء الملف السوري؛ وفق توصيفه، وفيما يخص إعلان الحرب على إسرائيل؛ أكد منور أن كل ما جرى في سوريا هو حرب بالوكالة من قبل قوى على الأرض وكيلة؛ عن قوى أكبر منها إقليما ودوليا.
وتابع الباحث في الشأن السياسي مردفاً بالقول: "حتى هذه الحرب التي ستكون شبه إعلامية ونستمع لخسائرها في الاعلام فقط مثلما ما سمعنا عن اندثار داعش بشكل مفاجئ من سوريا والعراق".
تداعيات ميدانية وسياسية وقانونية
مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي؛ قال في حديث خاص لـ "راديو روزنة" أن خطوة الاعتراف الأميركي "لا تقدم ولا تؤخر قانونيا"، وأن القانون الدولي لا يعترف بدولة ثالثة تقرر اقتطاع جزء من أراضي دولة أولى كي تمنحها لدولة ثانية.
وأضاف: "لكن بالمعنى الميداني والسياسي فيمكننا القول أن إسرائيل انتهكت الوضع القائم بمدينة القدس بموجب القرار 181 واستولت على القدس الغربية، ثم تطاولت في عام 1967 واحتلت بقية القدس، ومنذ ذلك اليوم تعاملنا مع كل هذه القرارات بوصفها أمرا واقعا، وبدأنا نطالب إسرائيل بعدم التمادي، وعدم احتلال المزيد وهي تفعل".
وأردف "بهذا المعنى؛ فالأمر خطير سيما إذا بقي الحال العربي من ضعف وتفكك؛ لانقسام وحروب داخلية، في هذه الحالة قد يصبح المؤقت دائم، ويتحول هذا الترتيب غير الشرعي إلى مقدمة لشرعية لاحقة.
الرنتاوي رأى في قرار الجولان، بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل؛ من أجل ضم الضفة الغربية في فلسطين كاملة، وقال: "إذا بقي الحال السوري-الفلسطيني-العربي على ما هو عليه فأنا أتوقع أن تفقد سوريا جولانها بالفعل.
قد يهمك:ما تداعيات قرار ترامب حول السيادة على الجولان المحتل؟
صحيفة "الغارديان" البريطانية؛ نشرت في تقرير لها أن اعتراف الرئيس الأميركي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967، ستعزز من فرص نتنياهو للفوز في الانتخابات، في الوقت الذي ستؤدي فيه إلى معارضة دولية، خاصة أن الإدارات الأمريكية السابقة تعاملت مع مرتفعات الجولان على أنها أراض سورية محتلة، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية؛ د.حسن مرهج، أشار في حديث لـ "راديو روزنة" إلى أن اعتراف ترامب لن يغير أي شيء من الواقع، معتبراً أن هذا الاعتراف لا توجد له أي شرعية، فضلاً عن أنه مخالف لقرار هيئة الأمم المتحدة رقم "٤٩٧" وانتهاك سافر له.
وأضاف بالقول: "لا توجد أي شرعية دولية تدعم مثل هذا القرار، خاصة بوجود الفيتو الروسي الصيني، و أميركا لم تعد الدولة القوية والمسيطرة والتي تستطيع تمرير ما تريد".
واعتبر مرهج أن تصريحات ترامب في مثل هذا الوقت؛ لا تخدم إلا شخص واحد فقط وهو "نتنياهو" شخصيا، وذلك في ظل ملفات الفساد ضده والتي تؤثر على وضعه الانتخابي، مبيناً أن عدم فوز نتنياهو في الانتخابات القادمة في التاسع من نيسان المقبل؛ لها معنى واحد فقط وهو ذهابه إلى السجن.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وقع يوم أمس في البيت الأبيض، على مرسوم ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة "إسرائيل" على الجولان السوري المحتل، بحضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو.
وقال ترامب، قبل لحظات من التوقيع على المرسوم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب لقاء بينهما، إن "إسرائيل لديها حق تام في الدفاع عن نفسها" بما في ذلك من أي هجوم إيراني من الأراضي السورية.
الكلمات المفتاحية