ما تداعيات قرار ترامب حول السيادة على الجولان المحتل؟

ما تداعيات قرار ترامب حول السيادة على الجولان المحتل؟
الأخبار العاجلة | 26 مارس 2019

وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم أمس في البيت الأبيض، على مرسوم ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة "إسرائيل" على الجولان السوري المحتل، بحضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب لقاء بينهما، إن "إسرائيل لديها حق تام في الدفاع عن نفسها" بما في ذلك من أي هجوم إيراني من الأراضي السورية.

معتبراً أن أن أي صفقة تخص السلام في الشرق الأوسط يجب أن تعتمد على حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، متعهداً بأن الولايات المتحدة ستقف إلى الأبد جنبا إلى الجنب مع "إسرائيل".
               
تداعيات ميدانية وسياسية وقانونية

في الـ 14 من كانون الأول 1981 أقر الكنيست الإسرائيلي ما يسمى بـ "قانون الجولان"، وهو قرار تم بموجبه فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على الهضبة، وإقامة انتخابات بلدية إسرائيلية فيها.

إلا أن مجلس الأمن الدولي رد بسرعة على الخطوة الإسرائيلية؛ عندما اتخذ قراره رقم 497 بتاريخ 17 كانون الأول 1981، والذي اعتبر فيه أن قرار إسرائيل بضم الجولان لاغياً وباطلاً وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي.

مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي؛ قال في حديث خاص لـ "راديو روزنة" أن خطوة الاعتراف الأميركي "لا تقدم ولا تؤخر قانونيا"، وأن القانون الدولي لا يعترف بدولة ثالثة تقرر اقتطاع جزء من أراضي دولة أولى كي تمنحها لدولة ثانية.

وأضاف: "لكن بالمعنى الميداني والسياسي فيمكننا القول أن إسرائيل انتهكت الوضع القائم بمدينة القدس بموجب القرار 181 واستولت على القدس الغربية، ثم تطاولت في عام 1967 واحتلت بقية القدس، ومنذ ذلك اليوم تعاملنا مع كل هذه القرارات بوصفها أمرا واقعا، وبدأنا نطالب إسرائيل بعدم التمادي، وعدم احتلال المزيد وهي تفعل".

وأردف "بهذا المعنى؛ فالأمر خطير سيما إذا بقي الحال العربي من ضعف وتفكك؛ لانقسام وحروب داخلية، في هذه الحالة قد يصبح المؤقت دائم، ويتحول هذا الترتيب غير الشرعي إلى مقدمة لشرعية لاحقة.

اقرأ أيضاً:رايتس ووتش لـ "روزنة": قرار ترامب بخصوص الجولان يعزل واشنطن عن المجتمع الدولي

الرنتاوي رأى في قرار الجولان، بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل؛ من أجل ضم الضفة الغربية في فلسطين كاملة، وقال: "إذا بقي الحال السوري-الفلسطيني-العربي على ما هو عليه فأنا أتوقع أن تفقد سوريا جولانها بالفعل.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" كانت قد أشارت في تقرير لها يوم أمس؛ بأنه لا بد من الاعتراف بضرورة استغلال وجود شخص داعم لإسرائيل داخل البيت الأبيض إلى هذا الحد، لكن أيضاً لا بد من الانتباه إلى أن الاستخفاف بالمجتمع الدولي، وهو سلوك اتسمت به إدارة الرئيس ترامب، لن مرور الكرام، فبكل بساطة من الممكن أن يحل رئيس جديد مكان ترامب، ثم يكتب تغريدة يلغي فيها ما قرره بخصوص الجولان. لذا، فلا بد من مراجعة في تاريخ قيام دولة إسرائيل، وطريقة حصولها على اعتراف الأمم المتحدة، عندما كانت مجرد حاضرة يهودية في فلسطين، ونالت الاعتراف دونماً بدنم.

مشيرة بأنه وعلى أساس ذلك المبدأ انهمك زعماء إسرائيل على مدى سنين طويلة بالتواصل "مع جيراننا". ونتنياهو شخصياً حاول التواصل مع الأسد الأب عام 1999، ومع ابنه عندما خلفه عام 2010، وكان يسعى إلى إبرام اتفاق معه يسمح بموجبه بفتح سفارة إسرائيلية في دمشق مقابل إعادة الجولان إلى سوريا، بل إن نتنياهو كان مستعداً لإعادة الجولان بمجرد أن تسمح دمشق للإسرائيليين بـ"مسح صحون الحمّص في دمشق"، في إشارة إلى السماح للإسرائيليين بالعمل في دمشق.

وتعليقا على ما قالته الصحيفة الإسرائيلية إن كان نتنياهو مستعداً لإعادة الجولان بمجرد أن تسمح دمشق للإسرائيليين بـ"مسح صحون الحمّص في دمشق"، قال الرنتاوي إن كل عروض الاحتلال كانت مفخخة ومحاطة بالانتقاصات التي تجعل قبول عروض السلام صعبة للغاية.

ويؤكد الرنتاوي من خلال متابعته أن السوريين كانوا ذاهبين في طريق السلام واسترداد الجولان، لكن موضوع المياه وموضوع عشرة الأمتار الأخيرة، وأخيرا الانتخابات ووصول مسؤولين إسرائيليين جدد، أعاد الجانبين إلى المربع الأول من التفاوض.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق