تستخدم الأحزاب التركية المعارضة ملف اللاجئين السوريين كأداة للإعلان عن حملاتها الانتخابية القادمة في تركيا، سواء بالتصرّيحات المعادية للوجود السوري في المنطقة، و التوعد بترحيل اللاجئين من تركيا، أو بعدم تجنيسهم أو منحهم تراخيص عمل، في الوقت الذي تقدّم فيه مساعدات دولية لمساعدة الدول المضيفة للاجئين السوريين بملايين الدولارات.
ونشرت وسائل إعلام تركية تسجيلاً مصوراً كحملة دعائية للمرشّح تانجو أوزغان من "حزب الشعب الجمهوري المعارض"لانتخابات البلدية في مدينة بولو، قال فيه: "إنه في حال نجاحه في الانتخابات لن يعطي أي ترخيص عمل للسوريين، لأنهم استحوذوا على كافة أماكن العمل".
وأضاف أوزغان، بحسب ما ترجمت روزنة عن موقع " Sözcü" التركي، في تصريحات معادية للسوريين، "أنه لن يعطي أي قرش كمساعدة لأي سوري، لكونهم يأخذون مساعدات من المنظمات الخيرية والهلال الأحمر".
كما أعلن دورسون أتاش مرشّح حزب "الجيد" المعارض في ولاية قيصري عن حملته الانتخابية من خلال فيديو ترويجي تحت عنوان "من أجل قيصري بدون سوريين"، وتوعّد بإرسال السوريين من قيصري، لأنهم يهددون سلامة المدينة وصحتها، على حد قوله.
اقرأ أيضاً: حزب تركي معارض يتهم السوريين بانتشار فايروس معدٍ.. ووزير الصحة ينفي!
أما إلاي أكسوي مرشحة حزب "الجيد" لبلدية الفاتح في اسطنبول، خاطبت جمهورها التركي خلال حملتها الانتخابية، ورفعت لافتات كتبت عليها: " لن نسلّم الفاتح للسوريين"، انتشرت في مناطق مختلفة.

كما نشرت أكسوي تسجيلاً مصوراً ، خلال جولة لها في سوق في حي الفاتح، بررت فيه الحملة التي أطلقها حزبها ضد وجود السوريين، و ادّعت أن الحي تسلمه السوريون، قائلة: "إن 18 من أصل 44 محلاً في السوق تعود للسوريين، يضعون عليها لافتات باللغة العربية".
Yer Malta Çarşısı, İslambol Caddesi, gerçek durumu göstermeye devam edeceğim. Birinci önceliğimiz esnaflarımızın gelir kapısını kapatmamaktır. Ben Fatih’i Suriyelilere teslim etmeyeceğim. @iyiparti @fatihiyiparti @FatihBelediye pic.twitter.com/OO0AN0MXr1
— İlay Aksoy (@miadavet) ١٨ مارس ٢٠١٩
وأضافت أكسوي خلال التسجيل المصور " أنا لا أريد أن أكون عنصرية لكني أريد أن أحمي مصلحتنا الوطنية".
وعن الخطوات التي ستقوم بها المرشحة لبلدية الفاتح قالت "سأبدأ بجعل لافتات المحلات باللغة التركية وسأزيل العربية منها"، مشيرة إلى أنها ستعمل على دمج اللاجئين في أوطانهم وليس في البلدان التي نزحوا إليها، بحسب صحيفة " Yeni Çag".
قد يهمك: السوريون في تركيا يشعلون "تويتر" بالهاشتاغا
يشار إلى اكسوي كانت مرشحة "الحزب الجيد" في الانتخابات البرلمانية الـ 27 عام 2018 عن المنطقة الثانية في اسطنبول.
ويعتبر "حزب الشعب الجمهوري" من أبرز الأحزاب السياسية المعارضة في تركيا، ويتميز بدعمه للنظام السوري ومعارضته للثورة السورية، حيث دعا مسؤولون من الحزب سابقاً الحكومة التركية إلى ضرورة الحوار مع النظام السوري من أجل التوصل إلى حل سياسي، وإعادة اللاجئين السوريين.
كما انتهج حزب "الجيد" بزعامة "ميرال أكشينار" سياسة معادية تجاه اللاجئين السوريين، وقالت أكشينار في حملة دعائية لحزبها في ولاية مرسين عام 2018، إن السبب الكامن خلف قدوم ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا السياسة الخاطئة التي انتهجتها حكومة "العدالة والتنمية" حيال القضية السورية.
وأنهى مؤتمر الجهات المانحة لدعم مستقبل سوريا والمنطقة أعماله في الرابع عشر من الشهر الجاري في العاصمة الأوروبية بروكسل بعد تعهد الدول المشاركة بمبلغ وقدره سبع مليارات دولار لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المستضيفة، وخصصت مبلغ وقدره 2.3 مليار للعام 2020.
وقدرت الأمم المتحدة قيمة الدعم المالي لعام 2019 بنحو 5,5 مليارات لمساعدة نحو 9 ملايين شخص سوري نازح داخل البلاد، ولاجئ في تركيا و الأردن و لبنان والعراق و مصر.
وأعلنت المفوضية الأوروبية في تموز عام 2018 عن تقديم 400 مليون يورو لتركيا، بهدف دعم عروض التعليم للاجئين السوريين الموجودين في المنطقة، تنفيذاً لاتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة عام 2016.
وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، موزعين على مدن وبلدات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها: "عينتاب، هاتاي، أورفا، واسطنبول"، فيما يعيش 250 ألف منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية مع سوريا جنوب البلاد، حيث فرّ معظمهم هربًا من الحرب الدائرة في بلادهم.
وأسهم السوريون في الاقتصاد التركي بشكل ملحوظ، حيث كشفت صحيفة "يني شفق" التركية في أيلول 2017 أن الاستثمارات السورية في تركيا تشكل 14 في المئة من الاستثمارات الأجنبية، وأن عدد الشركات السورية وصل إلى أكثر من 6 آلاف شركة.
وأضافت، أن المساهمة السنوية للسوريين في الاقتصاد التركي وصلت إلى مليار و260 مليون ليرة تركية، ما يعادل 371 مليون دولار أمريكي، والذي يساهم بدوره في توفير فرص العمل للسوريين والتقليل من البطالة، ويوفر زيادة إيجابية في الاقتصاد التركي.
الكلمات المفتاحية