فرّ المئات من المعتقلين في سجن إدلب المركزي التابع لـ "هيئة تحرير الشام" عقب غارة جوية روسية قبل أيام، وبحسب مصادر خاصة بـ "روزنة" فإنّ جميع المعتقلين في السجن تمكنّوا من الفرار عقب الغارة، لكن حواجز (الهيئة) في إدلب استطاعت إعادة اعتقال نحو 80 شخصًا فقط من أصل أكثر من 2300 سجين فار.
وقال وائل أبو أحمد الغابي شقيق علاء الغابي قائد "جيش النخبة" سابقًا، والذي استطاع الهرب عقب الغارة ، لـ "روزنة": إنّ "شقيقه علاء تمكّن من الفرار من سجن إدلب المركزي التابع لهيئة تحرير الشام، عقب استهداف الطيران الروسي للسجن منتصف الشهر الحالي، ووصل إلى مدينة الريحانية التركية بعد مسير دام ستة أيام داخل المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام".
وأشار الغابي إلى أنّ "الغارة استهدفت الطابق الرابع من مبنى السجن ، وخرقت الغارة المهجع السابع الذي كان مسجوناً فيه علاء، وعند الغارة الثانية فتحت أبواب عدد من المهاجع نتيجة ضغط الانفجار، الأمر الذي دفع بكامل السجناء للخروج من المهاجع وفتح الأبواب للسجناء الآخرين".
ولفت الغابي إلى أنّ "عناصر إدارة السجن كانوا مجتمعين في أثناء الغارة مع أمير السجن المدعو أبو عمر، في ساحة السجن الرئيسية، ولاذوا بعدها بالفرار عقب تحليق الطيران الروسي فوق المنطقة"، وأنّه "بعد فرار شقيقه من السجن مع أغلب السجناء الذين بقوا على قيد الحياة، استطاع تأمين ملابس عسكرية كالتي يرتديها مقاتلي الفصائل، وبقي مرتدياً هذه الملابس حتى وصولي إلى أحد المعابر مع تركيا".
اقرأ أيضاً: إدلب مقابل منطقة آمنة هل اقتربت الصفقة الكبرى؟!
وبحسب الغابي فإنّ "أعداد الفارين من السجن بلغ نحو 2300 سجينًا، قُتل منهم 13 في غارة جوية روسية ثانية وجرح 20 آخرون، فيما تمكنت حواجز الهيئة من القبض على نحو 80 منهم، بينما لاذ البقية بالفرار"، مشيرًا إلى فرار عدد كبير من السجناء إلى مناطق درع الفرات، محذرًا من خطورة بعضهم كون جزءًا منهم ينتمي للنظام وآخرين لداعش.
وفيما يتعلق بالتهم الموجهة للسجناء في سجن إدلب، أوضح الغابي أنّ "ثوار، جيش حر، دواعش، خلايا تابعة للنظام جلّهم من النساء، إضافة إلى كل من لا يخضع للسياسة الشرعية للهيئة".
وعن العقوبات التي كان يتعرض لها المعتقلين في سجن إدلب، قال الغابي إنّ "العقوبات تتلخص في (الشبح، التجويع، سحب البطانيات، الضرب بالسوط وغيرها)"، مشيرًا إلى أنها عقوبات ضيئلة أو ضعيفة في ضوء ما يتعرض له المعتقلين في العقاب حيث كان معتقلًا مع شقيقه في منتصف عام 2018".
وبيّن الغابي أنّ "العقوبات كانت في سجن العقاب الواقع في وادي مرتحون شرق بلدة كنصفرة بريف إدلب، تترواح مابين: (التابوت، والصعق بالكهرباء، والضرب بكل أنواعه، التعذيب النفسي والتهديد بالإعدام بشكل متكرر)"، مشيرًا إلى أنه كان مسجونًا مع شقيقه الذي فرّ مؤخرًا في العقاب في زنزانة انفرادية تحت الأرض تأكلها الرطوبة، ما تسبب له بعدة أمراض".
قد يهمك: تكثيف القصف الجوي على إدلب وفرار عشرات السجناء
وكشف الغابي عن إغلاق سجن العقاب في 22 شباط من عام 2018 بسبب اندلاع الاقتتال بين (الهيئة) وحركة (أحرار الشام) ومخاوف (الهيئة) الأمنية من اقتحام الأحرار للسجن، موضحًا أنه تم "نقله مع جميع سجناء العقاب إلى سجن إدلب (شاهين 2)، حيث تم إطلاق سراحه في شهر آب من العام ذاته.
لكن في المقابل لفت إلى إعادة فتح "الهيئة" لسجن العقاب بعد حل الخلاف بين الفصيلين وسيطرة الأخيرة على كامل الشمال السوري، حيث تم إعادة 54 سجينًا بينهم 5 عراقيين وإيرانيين إليه من سجن إدلب، بحسب الغابي، لافتًا إلى "قيام المحتجزين الإيرانيين والعراقيين بأعمال السخرة في السجن من تنظيف وتوزيع طعام"
يشار إلى أنّ وائل وعلاء الغابي هم أشقاء قائد جيش التحرير محمد الغابي الذي قتل في تشرين الثاني من عام 2016 خلال عملية (درع الفرات) ضد تنظيم داعش بريف حلب الشمالي، حيث قام شقيقه علاء بتسيير أمور الجيش وإعادة هيكلته تحت مسمى جيش النخبة، وبعدما تأمين الدعم للفصيل بنحو ربعة أشهر، حضرت دورية من سجن العقاب في اليوم السابع والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 2017 إلى منزل أحد صرافي إدلب في أثناء تواجده عنده، وأبلغته بوجوب الذهاب معهم بسبب شكوى مالية مقدمة ضده، حيث دخل إلى سجن العقاب ثم جرى نقله بداية عام 2018 إلى سجن إدلب الذي بقي فيه إلى حين الفرار منه بتاريخ 14 آذار / مارس الماضي عقب الغارة الجوية الروسية التي استهدفت السجن.
الكلمات المفتاحية