تستمر حملة تضييق النظام السوري على الصحفيين السوريين العاملين في مناطق سيطرته، ليس أولها اعتقال وسام الطير مدير شبكة "دمشق الآن"، ولا آخرها الاعتداء على صحفية في جريدة "بقعة ضوء" بالضرب.
وبحسب صحيفة "بقعة ضوء" المحلية، اعتدى مدير مكتب وزير المالية في حكومة النظام السوري على صحفية سورية بالضرب بسبب فتحها ملفات فساد كبيرة في وزارة المالية.
وأوضحت الصحيفة على "فيسبوك"، أنّ الصحفية "سناء دياب" ادّعت أمام الشرطة على قيام مدير مكتب وزير المالية الاعتداء عليها بالضرب، وهم بانتظار قرار القضاء في ذلك الأمر، دون ذكر مكان التهجم عليها.
بينما قال المكتب الإعلامي في بيان نشرته "دمشق الآن"، إن الصحفية تهجمت على المكتب وفتحت الباب، وضربت مدير المكتب، وهدّدت العاملين في الوزارة المالية بكافة مستوياتهم، على حد قوله، حيث تقدمت وزارة المالية بشكوى ضدها أمام الشرطة، على ماقامت به.
وحصلت روزنة اليوم الجمعة على توضيح من صحيفة "بقعة ضوء"، رداَ على بيان المكتب الإعلامي في وزارة المالية، قالت فيه "إن الصحفية سناء دياب قدمت شكوى في قسم عرنوس في العاصمة دمشق ضد مدير مكتب وزارة المالية، وإنها بانتظار كلمة القضاء للبت في الموضوع".
وأشارت الصحيفة إلى أن "القضية ليست شخصية مع شخص ما في وزارة المالية، مؤكدة أن من حق الإعلام مناقشة أي قضية عامة، أو ملف، ومن الواجب على أي جهة إعطاء المعلومة الدقيقة والصحيحة بكتاب رسمي لهذا الإعلامي، وفق الأنظمة وتعميم رئاسة مجلس الوزراء"، دون توضيح نوع الملف الذي تم البحث فيه والسؤال عنه..
ولفتت الصحيفة رداً على بيان الوزارة، أن دياب صحفية عضو في اتحاد الصحفيين السوريين، كما تعمل في صحيفة "بقعة ضوء" المرخّصة منذ 15 سنة، عن طريق رئيس مجلس الوزراء، وأنّ لها تاريخها ومهنيتها المشهود لها بها.
اقرأ أيضاًَ: هل تأخرت أسماء الأسد في إطلاق سراح "وسام الطير"؟
وأضاف المكتب الإعلامي في وزارة المالية، إن الصحفية سناء دياب، أرادت الحديث عن ملف المتضررين من الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1991، وأنه تم الرد على هذا الملف منذ زمن بعيد، بعد أن تم رفعه إلى الجهة المعنية، وأن لا علاقة لوزارة المالية فيه، وإنما هي جهة صرف فقط.
وسبق لسناء دياب أن عرضت مشكلة طرد صحفي سوري من قبل أمينة سر جمعية "الرجاء الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة" لعدم تبنيه وجهة نظرها في مشكلة الأموال المقبوضة من قبل الجمعية من أولياء الأمور في العطلة الصيفية، دون توضيح مزيد من التفاصيل.
وتم الإفراج منذ يومين عن الصحفي عمار العزو مدير المكتب الصحفي في محافظة حلب ومراسل وكالة سانا، بعد 8 أشهر من توقيفه منذ شهر تموز عام 2018 من قبل فرع جرائم المعلومات التابع لوزارة الداخلية، بحسب ما أكد الإعلامي شادي حلوة.
ولا يزال مصير الصحفي وسام الطير مدير شبكة "دمشق الآن" غير معروف إلى الآن، بعد أن اعتقلته الأجهزة الأمنية في أواخر كانون الأول العام الماضي، دون توفر أي معلومات عنه منذ ذاك الوقت، وناشدت عائلته المسؤولين لمعرفة مصيره والتهمة الموجهة إليه دون أي فائدة.
ونفى موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحافيين لدى النظام السوري في وقت سابق، وجود أي معلومة لديه حول اعتقال "الطير"، قائلاً: إن "لا علم له بالموضوع"، بحسب موقع هاشتاغ سوريا الموالي للنظام.
وأغلقت سلطات النظام إذاعة "صدى إف إم" في حلب لأيام في شهر تموز/ يوليو الماضي، التي يديرها شادي حلوة أبرز الإعلاميين الموالين للنظام، بعد أشهر من إقالته من تقديم برنامج على شاشة الفضائية السورية.
كما أصدر المحامي العام في حلب مذكرة توقيف، بحق رضا الباشا مراسل قناة "الميادين" في مدينة حلب، بعد دعوته إلى مقاطعة انتخابات البلدية ومجالس المدن في أيلول/ سبتمبر الماضي، ومطالبته بحل أفرع الحزب، وداهمت منزل والديه قوات أمنية.
قد يهمك: الكاتب سامر رضوان متّهم بالتحريض على "العصيان المسلح " في سوريا
وتوقع الباشا على صفحته في "فيسبوك" ترك الملف مفتوحاً في الأمن الجنائي إلى حين عودته ليتم اعتقاله مباشرة، في فترة لا تقل عن شهرين، على حد قوله.
وأوقف الصحافي عامر دراو في شهر آب/ أغسطس الماضي على خلفية ادعاء هلال هلال الأمين العام المساعد لحزب البعث عليه "بتهمة وهن عزيمة الأمة وإضعاف الشعور القومي".
استمر احتجاز "دراو" نحو مئة يوم، تنقل خلالها في السجون ما بين دمشق وحلب، وأطلق سراحه في النهاية بعد أن أسقط هلال هلال الادعاء الذي قدمه.
كذلك اعتقلت سلطات النظام الصحافي إيهاب عوض، مع زميلته رولا السعدي، اللذين يعملان في موقع "هاشتاغ سوريا" الموالي، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على خلفية اعتصام عدد من الطلاب بشأن الدورة التكميلية في دمشق، ثم تم إطلاق سراحهما بعد اعتقال دام أكثر من 20 يوماً.
الكلمات المفتاحية