الأسد يرغب بزيارة العراق.. هل تفتح بغداد أبوابها؟

الأسد يرغب بزيارة العراق.. هل تفتح بغداد أبوابها؟
سياسي | 22 مارس 2019

رجح مصدر عراقي لـ "راديو روزنة" إمكانية زيارة رئيس النظام السوري للعراق خلال شهر نيسان القادم، في حال إتمام الترتيبات التي يعمل عليها مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني.

تقارير صحفية لبنانية كانت قد نقلت عن مصادر لم تسمها بأن الأسد وبعد زيارته مؤخراً إلى طهران، سيتوجه إلى العراق خلال الفترة القريبة القادمة، دون أن تشير إلى موعد وطبيعة اللقاء المفترض.

الكاتب والمحلل السياسي العراقي نظير الكندوري، قال في حديث لـ " راديو روزنة" أن زيارة رئيس النظام السوري إلى العراق يلفها عدم اليقين إلى حد الآن، معتبراً في الوقت ذاته بأنه لا يرى ما يمنع من قيام الأسد بمثل هذه الزيارة للعراق، وهو الذي كان في زيارة لطهران قبل أيام، عازياً ذلك إلى اعتبار أن هذين البلدين "إيران والعراق"؛ هما من ساندا النظام "طيلة السنوات الثمانية من ثورة الشعب السوري".


 ورأى الكندوري أن الذي يميز هذه الزيارة إذا ما تمت، سيكون لها بعدًا اقتصاديًا مهمًا، حيث يسعى النظام السوري أن يخرج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها عبر بوابة العراق، كما تفعل إيران وفعلتها قبلهما الأردن، وفق قوله.

وأضاف بالقول: "يحاول الأسد أن يفتح الحدود مع العراق لتدفق البضائع السورية إليه، مثل ما فعلها مع الأردن ولبنان، وبالتالي فإن على العراق عبأ تحسين حالة اقتصاد البلدان المجاورة كإيران وسوريا والأردن، ولكن على حساب مصلحته الاقتصادية".

اقرأ أيضاً:الحشد الشعبي العراقي يسعى لـ دور عسكري وسياسي في سوريا

 ولفت الكندوري إلى التكهنات التي تدور حول هذه الزيارة بخصوص الترتيبات الأمنية المتعلقة بها، حيث يريد النظام الإيراني وفق تقديره؛ بأن يقيم حلف عسكري واقتصادي بين الدول الثلاث (إيران والعراق وسوريا)، ليشكل قوة عسكرية واقتصادية مهمة في مواجهته للحلف الذي تقوده المملكة السعودية المدعومة أميركيًا.

مشيراً إلى أنه ووفق التسريبات يعتقد أن الاجتماع الذي عُقد في العاصمة السورية دمشق بين رؤساء الأركان لتلك الدول الثلاث، ربما ناقش هذا الموضوع تفصيليًا لغرض إعلانه في القريب العاجل.

ما موقف واشنطن من هذه الزيارة؟

وفي سياق الموقف الأميركي من الزيارة المحتملة، اعتبر المحلل السياسي العراقي، أن هذه الزيارة ستكون مزعجة جدًا للجانب الأميركي، إلا أنهم لا يملكون خيارات حيال ذلك.

متابعاً: "وكذلك ليس لها القدرة على منعها من خلال تأثيرها على الحكومة العراقية، فهي لم تستطيع منع الاتفاقيات الملياريَّة التي أبرمتها الحكومة العراقية مع النظام الإيراني رغم أنه تحت طائلة العقوبات الأميركية، فكيف ستستطيع أن تمنع اتفاقيات جديدة مع النظام السوري".

واعتبر الكندوري أن واشنطن "لن تكون قادرة على منع الزيارة أو منع إبرام اتفاقيات، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية بين الطرفين، بل أنها وجدت نفسها مضطرة إلى تمديد الإعفاءات للحكومة العراقية من العقوبات الاقتصادية على إيران، لمدة 90 يوم جديدة".

من جانبه لفت المحلل السياسي العراقي؛ مؤيد العلي؛ خلال حديث لـ "روزنة" أن الزيارة المحتملة للأسد يمكن حصولها بسبب أن العراق يشهد في هذه الفترة العديد  من الزيارات لرؤساء دول متعددة؛ كان آخرها زيارة الرئيس الايراني إلى العراق.

معتبراً أن طبيعة العلاقات الجيدة والتعاون الفاعل بين العراق وسوريا في العديد من المجالات؛ وفق تعبيره، تتطلب تعزيز التعاون بين البلدين وحماية الحدود المشتركة بين البلدين والسيطرة على المنافذ الحدودية.

قد يهمك:هل تتدخل العراق عسكرياً "بشكل رسمي" في سوريا؟

وتابع بالقول: أن "لقاء رؤساء الأركان لكل من العراق وسوريا وايران؛ وما جرى تداوله في اللقاء قد تكون من أسباب الزيارة لتفعيل ماتم الإتفاق عليه، فمن المعلوم أن الانتصار على داعش في العراق وسوريا يمهد لمرحلة جديدة في المنطقة؛ يكون فيها العراق وسوريا مرتكزين أساسيين لهذه المرحلة".

ورأى العلي أن لهذه الزيارة أهمية وحساسية بالغة؛ لذا ستواجه محاولات أميركية لمنعها؛ على حد تعبيره، معتبراً أن الولايات المتحدة لا تريد أي تقارب عراقي سوري أو عراقي إيراني، و إنما تريد للعلاقات العراقية أن تقتصر على الدول التي تدور في فلك المحور الأميركي في المنطقة.

وكان موقع إخباري عراقي؛ أفاد مطلع شهر شباط الفائت، بأن مستشار الأمن الوطني العراقي؛ فالح الفياض، عمل على نقل رسالة خاصة من رئيس النظام السوري إلى المسؤولين السعوديين تتعلق بوضع تصور جديد حول وضع حل نهائي للأزمة السورية.

وذكر آنذاك موقع "الغد برس" العراقي المُقرب من "الحشد الشعبي"، عن مصدر سياسي، قوله: إن "زيارات فالح الفياض، إلى السعودية وسوريا تمت بموافقة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لنقل بعض الرسائل للرياض من دمشق وبغداد".

الفياض كان قد وصل إلى دمشق في الـ 29 من شهر كانون الأول الماضي للقاء رئيس النظام السوري، حيث سلمه رسالة من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، تمحورت حول "تطوير العلاقات بين البلدين وأهمية استمرار التنسيق بينهما على الأصعدة كافة، وخاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتعاون القائم بهذا الخصوص ولا سيما على الحدود بين البلدين".

محطة دمشق كانت مهمة لتحركات الفياض الإقليمية؛ الذي وصل بعدها إلى الرياض في الـ 31 من كانون الثاني الماضي، والذي بحث مع مسؤولين سعوديين العلاقات المشتركة بين بغداد والرياض، وأهمية تطويرها.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق