المبعوث الأممي يسعى لإحداث طريقة عمل جديدة بخصوص الملف السوري!

المبعوث الأممي يسعى لإحداث طريقة عمل جديدة بخصوص الملف السوري!
الأخبار العاجلة | 21 مارس 2019

 

أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا؛ غير بيدرسن، يوم الثلاثاء الفائت، أن حل النزاع المستمر منذ 8 سنوات في سوريا يبدأ بإجراءات بناء الثقة والمصالحة بين الأطراف المتحاربة.

وكتب بيدرسون على تويتر بأن "الطريق إلى سوريا الجديدة يبدأ ببناء الثقة والمصالحة الوطنية"، مضيفاً بالقول "يحتاج السوريون إلى المزيد من الوحدة لبناء مستقبلهم".

تعليقات بيدرسن تأتي بعد زيارته إلى حمص ودمشق؛ يوم الاثنين، حيث التقى المبعوث الأممي خلال زيارته لدمشق بوفد عن "هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة.
وتم خلال اللقاء بين بيدرسن ووفد هيئة التنسيق (المنضوية ضمن الهيئة العليا للتفاوض)، بحث خطة العمل المستقبلية لتجاوز العقبات التي تواجه العملية السياسية التفاوضية.

وأكد وفد هيئة التنسيق في بيانه "على متابعة التفاعل الإيجابي ضمن فريق هيئة التفاوض السورية مع المبعوث الأممي وفق بيان جنيف والقرارات والبيانات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 2254 الذي يعتبر خطة عمل متكاملة للعملية السياسية التفاوضية، كما تم التأكيد على ضرورة الإفراج عن كافة المعتقلين والمخطوفين".

ما الذي تعنيه تصريحات بيدرسن؟

الكاتب المتخصص في الشأن السوري؛ طالب الدغيم، قال في حديث لـ "راديو روزنة" أن تصريحات بيدرسن حول المصالحة السورية وبناء الثقة مبنية على رغبة دولية بإنهاء الملف السوري؛ وإجراء تغيرات سياسية ودستورية تحقق مصالح الأطراف المتداخلة في الصراع المحلية والإقليمية والدولية.

متابعاً بالقول: "بيدرسن صاحب الخبرة الدبلوماسية في ملفات كبيرة في فلسطين ولبنان والذي عمل في الخارجية النرويجية، يدرك أبعاد استمرار الصراع السوري والمزاج العالمي تجاه الأزمة في سوريا؛ بعد ثمان سنوات من الصراع المرير".


اقرأ أيضاً:قياديون في المعارضة لـ "روزنة": نرفض الجلوس المباشر مع النظام إلا بهذه الشروط


من جانبه اعتبر الباحث السياسي، عبد الرحمن عبارة، خلال حديثه لـ "راديو روزنة" التصريحات التي أدلى بها بيدرسن يمكن تصنيفها ضمن إطار "الكليشيهات الدبلوماسية" التي تُقال عادة من قبل المبعوثين الدوليين في مثل هذه الزيارات واللقاءات.

ورأى أن المبعوث الدولي يدرك جيداً أنه أمام مهمة صعبة ومعقدة، وأن المطلوب منه ليس القيام بزيارات بروتوكولية للأطراف المعنية بالملف السوري فحسب، بل يجب أن تكون له بصمته الخاصة في الملف السوري، بحيث لا يكرر ذات السياسات والخطوات التي انتهجها سلفه "ديمستورا" لكي لا يصل إلى النتيجة ذاتها.

وأضاف: "يحاول المبعوث الدولي بيدرسن وفريقه، إيجاد آليات جديدة تشجع أطراف النزاع في سوريا؛ للقبول بخارطة طريق تُفضي إلى حل سياسي ينهي الصراع، وبالتالي البدء بعملية إعادة الإعمار وعودة ملايين اللاجئين والنازحين السوريين ومن في حكمهم".


ماذا يتوجب على المبعوث الأممي فعله؟

في حين لفت الدغيم بأن "بيدرسن" لا يطرح آلية مختلفة عن خط دي ميستورا، وإنما جاء ليكمل جهود المبعوث الأممي السابق، وفق رأيه، مشيراً بالقول: "(بيدرسن) يؤكد أنه مبعوث لتسوية الصراع، وهو يحاول أن يكتب النصر على يده ولو بإجراء تعديلات شكلية دون النظر إلى حجم الجراح وآلام السوريين والنزيف المتدفق حتى الآن".

كما اعتبر أنه لا يمكن وجود آلية ناجعة ومفيدة دون القيام بخطوات عملية تبدأ بوقف تدمير المناطق الآمنة في شمال سوريا؛ وصولاً لإخراج المعتقلين والجلوس بندية على طاولة الحوار، و ليس برعاية روسية منفردة وانكفاء غربي غير مكترث، مشدداً على أنه ومن خلال ذلك تبدأ الآليات الصحيحة التي توصل للسلام والمصالحة التدريجية؛ التي تحدث عنها بيدرسن.

وكان المبعوث الأممي قام بأول زيارة عمل إلى سوريا، من خلال وصوله إلى دمشق منتصف شهر كانون الثاني الماضي، ونقلت وكالة "سانا" آنذاك، أن بيدرسن التقى خلال تلك الزيارة، وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، الذي زعم أن دمشق "مستعدة" للتعاون مع المبعوث الأممي الجديد من أجل "انجاح مهمته لتيسير الحوار السوري-السوري".

قد يهمك:دي ميستورا خلال 4 سنوات.. هل نجح بدور "السوبرمان" ؟

في حين أفاد الناطق باسم "هيئة التفاوض العليا" المعارضة؛ يحيى العريضي، في حديث سابق لـ "راديو روزنة"، أنه وبحكم تدويل القضية السورية ووجود أيادي كثيرة منخرطة في المسألة السورية؛ فإنه لا بد لأي مبعوث دولي أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح تلك الدول والقوى وتشابكها واختلافاتها.

العريضي أشار خلال حديثه، في إطار التوقعات المأمولة من المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا "غير بيدرسن"، بأنه ورغم مصالح تلك الدول المتداخلة في الملف السوري، إلا أنه وفي الوقت نفسه فإن هناك جوهر أساسي لهذه القضية؛ يجب الأخذ به، وفق تعبيره.

وأضاف موضحاً حول ذلك: "إذا أخذ المبعوث الدولي هذه المصالح وتشابكها بعين الاعتبار؛ مغفلا جوهر الصراع، فسيبقى ضائعا بين مصلحة و أخرى، ويقفز بين منصة و أخرى؛ بين بلد و آخر"، كما أكد العريضي على ضرورة أن يأخذ بيدرسن جوهر القضية السورية بعين الاعتبار خلال مسيرة عمله التي انطلقت مطلع الشهر الجاري.

لافتاً حسب وصفه بأن جوهر القضية السورية يكمن في تحصيل حق الشعب السوري الملحوظ بالقرارات الدولية، "بيان جنيف والقرار 2254"، حيث اعتبر أن هذه القرارات بمثابة أدوات أساسية بيد المبعوث الدولي من أجل تطبيقهم، والذي يؤمن عمليا الحفاظ على حق الإنسان السوري.

وأضاف متابعاً: "هناك مسألتين يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، مصالح الدول لتأمين التوافق، و جوهر القضية السورية ومصلحة الإنسان السوري وحقه بعودة كريمة إلى بلد حر ديمقراطي ملتزم بالقرارات الدولية، هذا الشكل المثالي لعمل المبعوث الدولي".

اقرأ أيضاً:رؤية فرنسية للحل في سوريا.. هل توافق واشنطن عليها؟ 

وتشترط دمشق على بيدرسن ضرورة العمل على وحدة الأرض والشعب في سوريا، وقوفه بصراحة ضد "الإرهابيين" ومكافحة هذه الظاهرة بتسهيل من المجتمع الدولي ودعمه الكامل لذلك، وأن يقود مهمته بحياد خلافاً للمبعوثين الثلاثة الذين سبقوه بدءاً من كوفي عنان (2012) مروراً بالأخضر الإبراهيمي الى ستيفان ديمستورا.

وأمام هذه التحديات وبعد التطورات الميدانية في سوريا خلال العام الماضي؛ اعتبر الباحث السياسي في العلاقات الدولية؛ طارق وهبي، خلال حديث لـ "روزنة" أن مهمة غير بيدرسن، مهمة محفوفة بالمخاطر.

مضيفاً بأنه وبعد استعادة دمشق على أراض واسعة في سوريا بدعم كل من روسيا وإيران، فإنه تبرز الأزمات الحقيقية التي يعيشها اللاجئون في دول الجوار (لبنان-تركيا والأردن)؛ فضلا عن الدول الأوروبية، وبالتالي فإن حلم العودة بين الترغيب والترهيب؛ سيكون حاضراً.

معتبراً أن العقبات التفاوضية في ازدياد، وكذلك فإن صعوبة التوصل إلى اتفاق سياسي، ستكون في مواجهة أمام دمشق بتحديد المعارضات وتصنيفها ما بين الوطنية و"الإرهابية"، ولفت وهبي إلى أن المبعوث بيدرسن سيواجه صعوبة في إقناع النظام السوري أنه يأتي ليكمل كل ما تم الاتفاق عليه بين جميع الأطراف الداعمة وحتى المترددة بالدعم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق