منذ شهر أيلول من العام الفائت، كانت روسيا قد أعلنت عن خلو منطقة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان المحتل، من كامل الأسلحة الثقيلة، وذلك بعد تصعيد إسرائيلي تصاعد في تلك الفترة، إلا أن موسكو باتت مضطرة على ما يبدو لتهدئة أي تصعيد عسكري أوسع بعدما ألمح أفيخاي أدرعي؛ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الفائت، إلى احتمالية بدء تصعيد عسكري جديد ضد النفوذ الإيراني في سوريا، عندما كشف عن أعمال حزب الله لإقامة بنية سرية في هضبة الجولان من الجانب السوري، بهدف استخدامها في أي مواجهة مع إسرائيل.
و فيما يشي من تصريحات رئيس قسم الشرطة العسكرية في الدفاع الروسية، الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي، أول أمس، بأن منطقة فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا أصبحت جاهزة لعمل بعثة الأمم المتحدة، والتي تكشف عن مسعى روسي في إيجاد عامل تهدئة يؤثر على الواقع الميداني في المنطقة.
فقد أضاف إيفانوفسكي؛ في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية: "هيئنا جميع الظروف لتتمكن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك من وضع مواقعها والبدء بشكل كامل على (خط برافو) لتنفيذ المهام التي قامت بها قبل عام 2013".
وتابع: "تم إنشاء ستة مراكز مراقبة منذ نهاية العام الماضي، والتي تراقب وضع المنطقة المنزوعة السلاح، فضلًا عن مراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل".
طمأنة إسرائيل؟
الكاتب الصحفي المتخصص بالشؤون الروسية؛ طه عبد الواحد، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن تصريحات المسؤول الروسي جاءت لطمأنة إسرائيل بأن الروس أقاموا حزاما أمنيا متاخما للمنطقة العازلة بحيث يشرفون عليها بشكل مباشر، بينما تشكل المؤسسات الأمنية في النظام السوري الحزام الثاني؛ الداخلي.
وأضاف: "ما يعني أن الروس عمليا يطمأنون تل أبيب أنهم لم يكتفوا بإبعاد الإيرانيين عن تلك المنطقة، بل وأبعدوا كذلك مؤسسات النظام السوري، التي يبدو أنها مكلفة، كما يُفهم من التصريحات الروسية، بمراقبة الأوضاع في المناطق الداخلية، أي التحركات في المدن جنوب سوريا، ولا شك بأن رسائل الطمأنة هذه تشكل محاولة لاحتواء أي تصعيد من جانب الإسرائيليين".
اقرأ أيضاً:ما تأثير إيران على مكانة الأسد لدى روسيا؟
وفيما يتعلق بتأثير النفوذ الإيراني وتحركاته على الحدود السورية الجنوبية وتأثيراتها على تصعيد عسكري محتمل، أفاد المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات؛ هاني سليمان، خلال حديثه لـ "راديو روزنة" أنه وعلى الرغم من حالة العزلة السياسية التي تواجهها طهران، وكذلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي دفعتها إلى تقليص ميزانية الدفاع إلى النصف، إلا أن الحرس الثوري له الأولوية الرئيسية ودعم أنشطته الخارجية خاصة في سوريا؛ والتي تحظى بالاهتمام الكبير من النظام الإيراني، والنفوذ الإقليمي الذي تسعى له طهران هو ما يشكل حالة وجود إيران؛ والتخلي عنه يعني انسحاب إيران عن المشهد كقوة إقليمية".
ولفت سليمان إلى أنه وبعد دفع فاتورة كبيرة للتدخل الإيراني في سوريا، وعلى إثر تقديم تضحيات كثيرة ومعارك كبيرة خاضتها طهران في سوريا بجانب النظام، فإنها لن تتخلى عن تواجدها بسوريا.
مضيفاً بأن تواجدها يمثل مصالح رئيسية واستراتيجية لطهران، لذلك فإنه وبعد كل هذه السنين وكل هذا الدور والمبالغ التي دفعتها طهران في سوريا، فإنها لن تتخلى بسهولة عن وجودها ونفوذها؛ وفق تعبير سليمان، واعتقد الباحث السياسي بأن روسيا تعي جيدا المآرب الإيرانية؛ بأنها تنطلق من اعتبارات مذهبية وطائفية، وكذلك عن طريق محاولات تغيير ديمغرافي على الأرض ومحاولة تأسيس حزب الله جديد في سوريا.
وتابع مضيفاً: "روسيا كانت تريد الحفاظ على مصالحها بعدما فقدت نفوذها في ليبيا، ولا تريد أن تخسر الورقة الأهم وهي سوريا؛ والخلاف المستتر ظهر علنا لاكثر مرة، وخاصة بعد مفاوضات بين ترامب و بوتين والحديث عن استخدام إيران في صفقة مشتركة".
قد يهمك:شبح حرب إقليمية يحوم في سوريا... من يشعلها؟
فيما اعتبر الكاتب والباحث عصام زيتون، أن المواجهة الإسرائيلية مع إيران واقعة لا محالة، مدللاً بتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي منذ عدة شهور، حين قال بأن الحرب على إيران قد بدأت.
مبيناً خلال حديثه لـ "روزنة" بأن أي رد فعل على إسرائيل من قبل النظام أو إيران ممكن أن يشعل الحرب، مضيفاً: "للأسف هذه الأرض ستقع على أرضنا و بشبابنا،وهذا ما كنا نحاول تفاديه ونخفف من أضراره".
وأضاف بالقول: "لم يستطع كل من النظام والمعارضة بأن يقوموا على بلورة أي مشروع وطني، بحيث كانت تبقى المشكلة سورية، وانما تحولت لمشكلة إقليمية وايضا دولية، والحرب قادمة للأسف الشديد، في الواقع سيحصل هجوم بري، فمن الجو لا يمكن حسم أي معركة مع إيران، وقد نشهد اجتياح بري من الجنوب السوري وكذلك من الشمال خلال عام 2019".
من جانبه، قال الباحث السياسي عبد الرحمن عبّارة في حديث لـ "راديو روزنة"، أن تعاظم الخطر الإيراني في سوريا، واقترابه من الحدود الشمالية "لإسرائيل"، مع اضمحلال دور النظام السوري في المشهد بشكل عام، هي أمور رئيسية دفعت إسرائيل لتغيير استراتيجيتها السابقة "غير المباشرة" نحو التواجد الإيراني في سوريا؛ والذهاب نحو المواجهة المباشرة.
لافتاً إلى أن التغيير في الاستراتيجية الإسرائيلية تمثّل باستهدافها العسكري للمنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا؛ منذ منتصف عام 2018 وحتى الأيام القريبة الفائتة.
وكان الخبير العسكري، العقيد خالد المطلق، اعتبر في تصريحات سابقة لـ "راديو روزنة" باقتراب العمل خلال الفترة القادمة على المدى المتوسط عبر تحالف يكون تحت مظلة الأمم المتحدة لإخراج إيران من سوريا عسكريًا.
معتبراً أن إسرائيل دائما ما تقوم بضرب المواقع الإيرانية ذات الأهمية الخاصة لها غير المتفق عليها، بمعنى أن إسرائيل كانت متفقة مع روسيا و أميركا على دخول إيران إلى سوريا لحماية النظام؛ وفق قوله.
إلا أنه أشار إلى أن إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تنشىء قواعد عسكرية قوية، وكذلك أن تطور أسلحتها من خلال تواجدها في سوريا، الأمر الذي يؤثر على أمنها على المدى القريب والبعيد، وأضاف بالقول: "أغلب الضربات تستهدف قادة وفنيين عسكريين؛ أو مستودعات أسلحة أو طائرات تحمل أسلحة وذخائر ذكية".
وكان موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي، أكد يوم الاثنين الفائت، أن كل من طهران ودمشق وبغداد اتفقوا على تنفيذ عملية عسكرية مشتركة لفتح الحدود السورية العراقية، في خطوة تعزز المخاوف الأمنية الإسرائيلية والأمريكية.
وذكر الموقع في تقريره أن هذا القرار اتخذ خلال الاجتماع الأول من نوعه بين قيادات جيوش الدول الثلاث في دمشق مؤخرا، وتم خلاله تحديد طبيعة وحجم المساعدات العسكرية والاقتصادية الإيرانية لحكومة النظام السوري؛ خلال الفترة المقبلة.
وأشار الموقع استنادا إلى معلومات حصرية حصل عليها من مصادر عسكرية واستخباراتية إلى أن هذا الاجتماع جاء بناء على اتفاق تم التوصل إليه في 25 شباط الماضي خلال زيارة بشار الأسد المفاجئة إلى طهران ولقائه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وحسب التقرير، فإن اتفاقات الأسد وخامنئي تضمنت، بالإضافة إلى قرار عقد الاجتماع العسكري، سلسلة من القرارات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية التي "ستؤدي حتما إلى صدام عسكري بين إيران وسوريا من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى".
و فيما يشي من تصريحات رئيس قسم الشرطة العسكرية في الدفاع الروسية، الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي، أول أمس، بأن منطقة فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا أصبحت جاهزة لعمل بعثة الأمم المتحدة، والتي تكشف عن مسعى روسي في إيجاد عامل تهدئة يؤثر على الواقع الميداني في المنطقة.
فقد أضاف إيفانوفسكي؛ في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية: "هيئنا جميع الظروف لتتمكن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك من وضع مواقعها والبدء بشكل كامل على (خط برافو) لتنفيذ المهام التي قامت بها قبل عام 2013".
وتابع: "تم إنشاء ستة مراكز مراقبة منذ نهاية العام الماضي، والتي تراقب وضع المنطقة المنزوعة السلاح، فضلًا عن مراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل".
طمأنة إسرائيل؟
الكاتب الصحفي المتخصص بالشؤون الروسية؛ طه عبد الواحد، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن تصريحات المسؤول الروسي جاءت لطمأنة إسرائيل بأن الروس أقاموا حزاما أمنيا متاخما للمنطقة العازلة بحيث يشرفون عليها بشكل مباشر، بينما تشكل المؤسسات الأمنية في النظام السوري الحزام الثاني؛ الداخلي.
وأضاف: "ما يعني أن الروس عمليا يطمأنون تل أبيب أنهم لم يكتفوا بإبعاد الإيرانيين عن تلك المنطقة، بل وأبعدوا كذلك مؤسسات النظام السوري، التي يبدو أنها مكلفة، كما يُفهم من التصريحات الروسية، بمراقبة الأوضاع في المناطق الداخلية، أي التحركات في المدن جنوب سوريا، ولا شك بأن رسائل الطمأنة هذه تشكل محاولة لاحتواء أي تصعيد من جانب الإسرائيليين".
اقرأ أيضاً:ما تأثير إيران على مكانة الأسد لدى روسيا؟
وفيما يتعلق بتأثير النفوذ الإيراني وتحركاته على الحدود السورية الجنوبية وتأثيراتها على تصعيد عسكري محتمل، أفاد المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات؛ هاني سليمان، خلال حديثه لـ "راديو روزنة" أنه وعلى الرغم من حالة العزلة السياسية التي تواجهها طهران، وكذلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي دفعتها إلى تقليص ميزانية الدفاع إلى النصف، إلا أن الحرس الثوري له الأولوية الرئيسية ودعم أنشطته الخارجية خاصة في سوريا؛ والتي تحظى بالاهتمام الكبير من النظام الإيراني، والنفوذ الإقليمي الذي تسعى له طهران هو ما يشكل حالة وجود إيران؛ والتخلي عنه يعني انسحاب إيران عن المشهد كقوة إقليمية".
ولفت سليمان إلى أنه وبعد دفع فاتورة كبيرة للتدخل الإيراني في سوريا، وعلى إثر تقديم تضحيات كثيرة ومعارك كبيرة خاضتها طهران في سوريا بجانب النظام، فإنها لن تتخلى عن تواجدها بسوريا.
مضيفاً بأن تواجدها يمثل مصالح رئيسية واستراتيجية لطهران، لذلك فإنه وبعد كل هذه السنين وكل هذا الدور والمبالغ التي دفعتها طهران في سوريا، فإنها لن تتخلى بسهولة عن وجودها ونفوذها؛ وفق تعبير سليمان، واعتقد الباحث السياسي بأن روسيا تعي جيدا المآرب الإيرانية؛ بأنها تنطلق من اعتبارات مذهبية وطائفية، وكذلك عن طريق محاولات تغيير ديمغرافي على الأرض ومحاولة تأسيس حزب الله جديد في سوريا.
وتابع مضيفاً: "روسيا كانت تريد الحفاظ على مصالحها بعدما فقدت نفوذها في ليبيا، ولا تريد أن تخسر الورقة الأهم وهي سوريا؛ والخلاف المستتر ظهر علنا لاكثر مرة، وخاصة بعد مفاوضات بين ترامب و بوتين والحديث عن استخدام إيران في صفقة مشتركة".
قد يهمك:شبح حرب إقليمية يحوم في سوريا... من يشعلها؟
فيما اعتبر الكاتب والباحث عصام زيتون، أن المواجهة الإسرائيلية مع إيران واقعة لا محالة، مدللاً بتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي منذ عدة شهور، حين قال بأن الحرب على إيران قد بدأت.
مبيناً خلال حديثه لـ "روزنة" بأن أي رد فعل على إسرائيل من قبل النظام أو إيران ممكن أن يشعل الحرب، مضيفاً: "للأسف هذه الأرض ستقع على أرضنا و بشبابنا،وهذا ما كنا نحاول تفاديه ونخفف من أضراره".
وأضاف بالقول: "لم يستطع كل من النظام والمعارضة بأن يقوموا على بلورة أي مشروع وطني، بحيث كانت تبقى المشكلة سورية، وانما تحولت لمشكلة إقليمية وايضا دولية، والحرب قادمة للأسف الشديد، في الواقع سيحصل هجوم بري، فمن الجو لا يمكن حسم أي معركة مع إيران، وقد نشهد اجتياح بري من الجنوب السوري وكذلك من الشمال خلال عام 2019".
من جانبه، قال الباحث السياسي عبد الرحمن عبّارة في حديث لـ "راديو روزنة"، أن تعاظم الخطر الإيراني في سوريا، واقترابه من الحدود الشمالية "لإسرائيل"، مع اضمحلال دور النظام السوري في المشهد بشكل عام، هي أمور رئيسية دفعت إسرائيل لتغيير استراتيجيتها السابقة "غير المباشرة" نحو التواجد الإيراني في سوريا؛ والذهاب نحو المواجهة المباشرة.
لافتاً إلى أن التغيير في الاستراتيجية الإسرائيلية تمثّل باستهدافها العسكري للمنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا؛ منذ منتصف عام 2018 وحتى الأيام القريبة الفائتة.
وكان الخبير العسكري، العقيد خالد المطلق، اعتبر في تصريحات سابقة لـ "راديو روزنة" باقتراب العمل خلال الفترة القادمة على المدى المتوسط عبر تحالف يكون تحت مظلة الأمم المتحدة لإخراج إيران من سوريا عسكريًا.
معتبراً أن إسرائيل دائما ما تقوم بضرب المواقع الإيرانية ذات الأهمية الخاصة لها غير المتفق عليها، بمعنى أن إسرائيل كانت متفقة مع روسيا و أميركا على دخول إيران إلى سوريا لحماية النظام؛ وفق قوله.
إلا أنه أشار إلى أن إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تنشىء قواعد عسكرية قوية، وكذلك أن تطور أسلحتها من خلال تواجدها في سوريا، الأمر الذي يؤثر على أمنها على المدى القريب والبعيد، وأضاف بالقول: "أغلب الضربات تستهدف قادة وفنيين عسكريين؛ أو مستودعات أسلحة أو طائرات تحمل أسلحة وذخائر ذكية".
وكان موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي، أكد يوم الاثنين الفائت، أن كل من طهران ودمشق وبغداد اتفقوا على تنفيذ عملية عسكرية مشتركة لفتح الحدود السورية العراقية، في خطوة تعزز المخاوف الأمنية الإسرائيلية والأمريكية.
وذكر الموقع في تقريره أن هذا القرار اتخذ خلال الاجتماع الأول من نوعه بين قيادات جيوش الدول الثلاث في دمشق مؤخرا، وتم خلاله تحديد طبيعة وحجم المساعدات العسكرية والاقتصادية الإيرانية لحكومة النظام السوري؛ خلال الفترة المقبلة.
وأشار الموقع استنادا إلى معلومات حصرية حصل عليها من مصادر عسكرية واستخباراتية إلى أن هذا الاجتماع جاء بناء على اتفاق تم التوصل إليه في 25 شباط الماضي خلال زيارة بشار الأسد المفاجئة إلى طهران ولقائه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وحسب التقرير، فإن اتفاقات الأسد وخامنئي تضمنت، بالإضافة إلى قرار عقد الاجتماع العسكري، سلسلة من القرارات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية التي "ستؤدي حتما إلى صدام عسكري بين إيران وسوريا من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى".
الكلمات المفتاحية