ما تأثير الجنوب اللبناني على إشعال حرب في الجولان؟

ما تأثير الجنوب اللبناني على إشعال حرب في الجولان؟
الأخبار العاجلة | 15 مارس 2019

 

غيَّرت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء الفائت، في تقريرها الحقوقي السنوي وصفها المعتاد لمرتفعات الجولان المحتلة، ووصف التقرير الأمريكي مرتفعات الجولان، من التي "تحتلها إسرائيل"، إلى التي "تسيطر عليها إسرائيل"، في تقريرها السنوي العالمي لحقوق الإنسان، بحسب وكالة "رويترز".

وأتى هذا التطور بعدما تعهد السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، المقرب من دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، بأن تعترف واشنطن، بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة.

وقد جاء ذلك التعهد أثناء زيارة قام بها غراهام برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمرتفعات الجولان المحتلة، وقال "غراهام": "هنا، أنا أقف في إحدى أهم المناطق في إسرائيل، لمن سنعيدها؟ لبشار الأسد، لا أعتقد ذلك".

وتابع: "أريد نقل رسالة بسيطة مفادها أنني سأعود لمجلس الشيوخ، حيث سأعمل مع السيناتور كروز، على بدء حراك يسعى إلى الاعتراف بالجولان كجزء من دولة إسرائيل لأبد الآبدين".

اقرأ أيضاً:ضوء أخضر روسي لإسرائيل باستهداف المواقع الإيرانية في سوريا!

إلا أنه وضمن سياق آخر ذي صلة بملف هضبة الجولان، ألمح أفيخاي أدرعي؛ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى احتمالية بدء تصعيد عسكري جديد ضد النفوذ الإيراني في سوريا، عندما كشف أدرعي عن أعمال حزب الله لإقامة بنية سرية في في هضبة الجولان من الجانب السوري، بهدف استخدامها في أي مواجهة مع إسرائيل.

وقال أفيخاي أدرعي عبر "تويتر": "بعدما فقد حزب الله شرعية بقائه العلني في سوريا مع انتهاء الحرب الداخلية، قررت قيادة "المحور الشيعي" محاولة إعادة إنشاء وتموضع وحدة سرية، لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل وقت الحاجة".

وذكر أن "إنشاء الوحدة يتم من خلال الاعتماد على أُطر حزب الله الأخرى القائمة في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى بنية تحتية ووحدات في الجيش السوري وسكان سوريين في الشق السوري من هضبة الجولان".

وأضاف أنه يتم خلال هذه المرحلة "تجميع معلومات عن مواقع قائمة وتابعة للجيش السوري، ويُتوقع أن يتم استخدام هذه المواقع من قبل الوحدة السرية دون علم عناصر الجيش السوري".

بينما نقلت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية عن مصادر استخباراتية إسرائيلية، إن وحدة "ملف الجولان" التابعة لحزب الله كانت تعمل في سوريا دون علم النظام السوري في دمشق، ونقلت الصحيفة يوم الأربعاء عن ضابط في المخابرات الإسرائيلية قوله: "نفضح هذا البرنامج الإرهابي بينما يجلس بشار الأسد في مكتبه ولا يعلم به".

ما الذي تخبئه إسرائيل؟ 

الكاتب والباحث؛ عصام زيتون، أشار خلال حديثه لـ "راديو روزنة"، أن الصحافة الاسرائيلية منذ مدة؛ لا يخلو منها التلميح إلى استمرار التواجد الإيراني في سوريا، معتبراً أن أدرعي أرسل في حديثه عن حزب الله اللبناني، رسائل سرية يلمح فيها إلى موضوع خطير، وفق وصف زيتون.


ونوه إلى ما يقوم به حزب التوحيد العربي (اللبناني)، الذي يرأسه وئام وهاب، والذي كان ينشط بكثافة في القرى التي تحدث عنها أدرعي، (حضر وعرنة)، لافتاً إلى المساعي الجارية هناك لتشكيل ما يمكن تسميته بـ "حزب الله السوري".
وأضاف:"تلعب إيران على وتر بخبث شديد، حيث تستخدم الطائفة الدرزية ولاسيما أن هذه الطائفة لها جذور وعلاقات وطيدة مع مشيخة الطائفة بالجليل".
متابعاً: "إسرائيل ألمحت إلى تواجد معلومات لديها بشكل كبير وبأن لديها كل التفاصيل المتعلقة، ولكن الذي لم يعلنوه أكثر مما أعلنوا عنه".

قد يهمك:هل تحقِق إسرائيل الأهداف الروسية في سوريا؟

 
 واعتبر الكاتب والباحث عصام زيتون، أن المواجهة الإسرائيلية مع إيران واقعة لا محالة، مدللاً بتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي منذ عدة شهور، حين قال بأن الحرب على إيران قد بدأت.


 
 وبيّن زيتون بأن أي رد فعل على إسرائيل من قبل النظام أو إيران ممكن أن يشعل الحرب، مضيفاً: "للأسف هذه الأرض ستقع على أرضنا و بشبابنا،وهذا ما كنا نحاول تفاديه ونخفف من أضراره".


وختم بالقول: "لم يستطع كل من النظام والمعارضة بأن يقوموا على بلورة أي مشروع وطني، بحيث كانت تبقى المشكلة سورية، وانما تحولت لمشكلة إقليمية وايضا دولية، والحرب قادمة للأسف الشديد، في الواقع سيحصل هجوم بري، فمن الجو لا يمكن حسم أي معركة مع إيران، وقد نشهد اجتياح بري من الجنوب السوري وكذلك من الشمال خلال عام 2019".

ما علاقة الجولان بالجنوب اللبناني؟

من جانبه اعتبر الباحث والخبير في الشؤون الإسرائيلية، د.عبدالله صوالحة، خلال حديث لـ"راديو روزنة" أن مساعي حزب الله لتكريس تموضع له بالقرب من الجولان ترتبط بما حدث في الفترة الأخيرة من اكتشاف الأنفاق التي أسسها الحزب في الجنوب اللبناني؛ حينما قام الجيش الاسرائيلي باكتشاف هذه الأنفاق و تدميرها.

وأردف بالقول: "حزب الله يفشل في الجنوب اللبناني، ويحاول تعويض ذلك من خلال التموضع مجددا في هضبة الجولان، وهذه أيضا مرتبطة باستراتيجية متكاملة للإيرانيين، حيث فشلت إيران في تموضع عسكري واضح في الجنوب السوري".

متابعاً أنه و "بالتالي بعد عمليات القصف المكثفة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي لهذه القواعد الإيرانية، والضغط الروسي أيضا، انتقلت إيران إلى استراتيجية أخرى من خلال الانضمام للجيش السوري على شكل مستشارين، وعلى شكل جنود وضباط يرتدون الزي العسكري السوري من خلال السيطرة على البلديات والمجالس المحلية في الجنوب، وبالتالي يكون لهم موطئ قدم سياسيا، وأيضا استخدام حزب الله لبناء بعض البؤر يستطيع من خلالها تهديد إسرائيل مستقبلا".

اقرأ أيضاً:هل اتفق روحاني و الأسد على مواجهة إسرائيل؟

وأشار صوالحة إلى أن الكشف الإسرائيلي للتوجه الجديد لـ حزب الله يستفيد منه نتنياهو انتخابيا، ويعزز موفقه على الساحة الداخلية، معتبراً أيضاً أن إسرائيل تستفيد منه؛ من حيث الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

في حين تشير تسريبات إلى أن تطور الأحداث المتعلق بالصراع الإيراني-الإسرائيلي، يُعجّل من توقيت الحرب الكبرى القادمة بين الطرفين، بحيث تكون ساحتها الرئيسية سوريا، مع احتمال أن تتوسع جغرافياً لتشمل بقاع أخرى.

إلا أن ما يبقي الأمور حيال ذلك ضبابية، هو موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في نيسان المقبل، والتي قد ينتج بعدها تطورات حاسمة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق