ضمن الفعاليات الموازية التي نظمها مجلس الاتحاد الأوروبي خلال وقائع مؤتمر المانحين الثالث المقام حاليا في العاصمة البلجيكية بروكسل، الذي استهدف في إحدى جلساته آليات تطوير الحلول الرقمية لدعم السوريين، وكذلك تمكين المواطنة والمجتمع المدني، فضلاً عن تعزيز روح المبادرة وإشراك الشباب والنساء السوريين.
وبحضور عدد من أعضاء منظمات المجتمع المدني، أقيمت يوم أمس الثلاثاء، جلسة تحت عنوان "احتمالات العودة: الآن الوقت غير مناسب" وناقش فيها المشاركون خطورة العودة الغير الآمنة، و الظروف الضرورية لتحفيز العودة الطوعية والكريمة والآمنة على نطاق واسع نحو المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي على وجه التحديد، وذلك بحضور د.موسى زاهد، و بسام الاحمد عن مؤسسة سوريون من أجل العدالة، وربى محيسن.
ولفت زاهد خلال حديثه لـ "روزنة" إلى الفجوات في التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، وكذلك عدم وضوح الأعداد الحقيقية ما بين النازحين و اللاجئين، وعن هذا الموضوع أضاف: "الحديث عن أكثر من مليون شخص عادوا إلى سوريا، يعني أن الأمور باتت مواتية لعودة اللاجئين، ونشعر عن وجود نوايا لدى بعض الأطراف الدولية في الدفع نحو عودة اللاجئين".
وتابع بالقول: "لذلك كان هناك من ضرورة للإضاءة على حقيقة الواقع الحالي، و هناك مصالح للدول التي تستضيف اللاجئين وهذا امر متفهم لكن نفضل أن يكون هناك حوار مستمر على ظان يكون هناك تصرف فردي من قبل هذه الدول".
بينما أشار من جانبه الأحمد خلال حديثه لـ "روزنة": "تأتي أهمية هذه الجلسة مع ارتفاع وتيرة الحدث عن الانتهاء من العمليات العسكرية، خاصة أن هناك حالات للاجئين و النازحين عادوا الى سورية لكن تعرضوا الى الاعتقال والاختفاء".
وتابع "من حيث المبدأ لا يرفض أحد من السوريين العودة إلى البلاد، ولكن هناك نظرة قاصرة تجاه ذلك فهناك جوانب متعلقة لا يتم الحديث عنها، ونرى أن جذور المشكلة ما زالت قائمة، ولا يوجد حل سياسي، حيث أن هناك حالات عادت للبلاد ولكن قد تم اعتقالها، لذا نحاول القول بأن دفع اللاجئين للعودة حاليا دون حل سياسي سيعرضهم للمخاطر".
فيما أشار إلى قيام النظام السوري بالانتقام من مناهضيه السياسيين، من خلال عدة أشكال كان منها مصادرة الأملاك.
وفي ختام الجلسات، تم التأكيد على أن الازمة الحالية في سوريا هي أزمة ممتدة، وأن الأرقام الواردة عن عودة اللاجئين ليست بالمؤشر الكبير الذي يمكن التعويل عليه، وإنما تُظهر بضرورة دعم حياة اللاجئين في البلدان التي تستضيفهم.
مما يعني بوجوب وضع سياسات لتقديم المساعدات للراغبين في العودة؛ و كذلك تقديم دعم للمجتمعات المضيفة، والتأكيد على أنه دون وجود ظروف آمنة؛ فإنه لا يمكن تأمين عودة آمنة للاجئين.
الكلمات المفتاحية