أثارت تصريحات قاض في محكمة الجرائم الإلكترونية التابعة للنظام السوري، استياء وسخرية سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما وأنها كانت تهدد بعقوبات تتعلق بنشر أخبار وصفتها بأنها "تنال من هيبة الدولة".
وذكرت رئيسة النيابة العامة المختصة بجرائم المعلوماتية في دمشق القاضي هبة الله سيفو، في تسجيل مصور، أن "كل سوري يذيع في الخارج انباء كاذبة من شأنها ان تنال من هيبة الدولة أو مكانتها المالية يعاقب بالسجن 6 أشهر على الاقل وغرامة مالية من ألفي ليرة إلى عشرة آلاف".
وأضافت سيفو أن "المادة 309 من قانون العقوبات، تنص على أن كل من أذاع وقائع ملفقة أو مزاعم كاذبة لإحداث تدني بقيمة أوراق النقد الوطني، أو زعزعة الثقة بمتانة نقد الدولة، يعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات، وغرامة من 2 إلى 10 آلاف".
كما أن "الأخبار الذي تذاع في زمن الحرب وتثير قلقلة وذعر بين الناس، عقوبتها الأشغال الشاقة المؤقتة من 3 إلى 15 سنة"، بحسب القاضي سيفو.
وطالب صاحب حساب "عبد الرحمن محمود" على فيسبوك، بتعريف مصطلح "هيبة الدولة" الذي ورد ذكره في العقوبات على النشر، وفق قانون الجرائم الإلكترونية.
في حين، أبدى صاحب حساب "حميد حميد" استغراباً من نصوص العقوبات، وقال "أنا ماكنت بعرف سورية هيك صارت بدي امسح الفيسبوك إذا هيك الأحكام عندهم في علي غرامات مالية بترجع الدولار الأمريكي 47 ليرة".
أما صاحب حساب "محمد بغدادي" فقال ساخراً "الخلاصة... وزارة الإعلام عندهم (في إشارة إلى حكومة النظام) كلها عالحبس من كتر الأخبار الكاذبة".
(عدد من التعليقات على كلام القاضي سيفو على فيسبوك)
وتنص المادة (30) من قانون الجرائم الإلكترونية، الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد في عام 2012، على تشديد العقوبات الواردة في القانون إذا كان موضوع الجريمة يمس الدولة أو السلامة العامة.
ولم يذكر القانون تفاصيل أكثر حول ماهية الجرائم التي تمس الدولة أو السلامة العامة، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام تحويل تصنيف الجرائم إلى جرائم "تمس الدولة والسلامة العامة".
وتم تغييب مدير صفحة "دمشق الأن" على فيسبوك وسام الطير، منذ نحو شهرين، وتضم أكثر من 1.5 مليون متابع، إذ تعد إحدى وسائل الإعلام المقربة من النظام السوري.
وقالت عائلة الطير وموقع (سناك سوري) إن عناصر من أجهزة أمن النظام السوري اعتقلت الطير ومجموعة من رفاقه.
إقرأ أيضاً: هل قتلت مخابرات النظام وسام الطير فعلاً؟
وكانت زوجة بشار الأسد، أسماء الأسد كرّمت الطير، المقرب منها ومن القصر الجمهوري، في آخر مشروع له حول استبيان عن أداء حكومة النظام ومدى تقبل الموالين للنظام سياساتها الاقتصادية.
يذكر أن الأسد، حذَّر في خطابة أمام أعضاء المجالس المحلية الشهر الماضي، من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الوضع الداخلي في سوريا، معتبراً أنها ساهمت في تردي الأوضاع في البلاد.
الكلمات المفتاحية