تركيا وروسيا في ادلب.. انقلاب على إيران ودفن لمسار أستانة؟

تركيا وروسيا في ادلب.. انقلاب على إيران ودفن لمسار أستانة؟
سياسي | 08 مارس 2019

أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، بدء تسيير دوريات عسكرية روسية على حدود محافظة إدلب، ودوريات للقوات التركية في ما أسماها "المنطقة العازلة"، تطبيقاً لتفاهمات اتفاق سوتشي بين الطرفين.

وقال أكار، في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع مع محرري وكالة "الأناضول" التركية، إن "الدوريات التركية والروسية في محيط إدلب تعد خطوة هامة لحفظ الاستقرار ووقف إطلاق النار". واعتبر أن التنسيق مع روسيا وإيران جنّب المنطقة "كارثة إنسانية كبيرة" على حد تعبيره.

الكاتب والصحافي سامر الراشد قال لـ"روزنة"، إنه من الواضح وجود "تفاهمات تركية روسية بشأن المعركة في إدلب، وهذا الموضوع يصب في مصلحة تركيا في الأساس، ولكنه أيضاً يمكن أن يؤدي إلى صفقات مشتركة بين الطرفين بشأن شرق الفرات والمنطقة الآمنة".

وحول عقدة وجود "هيئة تحرير الشام" في إدلب، والمطالبات الروسية المتكررة لتركيا بفصلها عن "مقاتلي المعارضة المعتدلة"، قال الراشد إن التنسيق التركي الروسي حول مسألة وجود "هيئة تحرير الشام" في إدلب، واحتمال أن يتم إطلاق عملية عسكرية مشتركة بين الطرفين، سيشكل "ضربة للنظام والإيرانيين المتحمسين مثيراً لعملية عسكرية في إدلب". واستدرك "لكن من المبكر الحديث عما إذا كانت الأمور ستنتهي إلى عملية عسكرية مشتركة بين أنقرة وموسكو في لحظة معينة".

وكان من اللافت تجاهل وزير الدفاع التركي الحديث عن إيران خلال تصريحاته، مكتفياً بالإشارة إلى طرفين في اتفاق سوتشي، وإلى أن أنقرة تتواصل مع طهران عند الحاجة، ما بدا وكأنه حالة من الفرز بين معسكرين، تمثل تركيا وروسيا طرفه الأول، وإيران والنظام طرفه الثاني.

في هذا السياق، قال الراشد، إن الفرز بدأ قبل هذه الفترة، وتصريحات أكار هي "دلالة على أن هناك فرزاً واضحاً بات يزداد في سوريا، ويزداد التباعد بين ضامني أستانة". وأضاف "الاختبار الأول (للعلاقة بين ضامني عملية أستانة تركيا وإيران ورسيا) هو ما إذا كان سينعقد اجتماعهم الشهر الحالي (آذار/مارس)، إذ من المقرر أن يكون هناك قمة رئاسية جديدة". وأوضح "إذا عقدت هذه القمة فنحن أمام محافظة على هذا الثلاثي الضامن، ولكن هذا الضامن كان هناك إرهاصات باكرة أنذرت بانهياره، وذلك عقب اللقاء المهم الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" مؤخراً.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، اطلع على المحادثات بين بوتين ونتنياهو، قوله إن موسكو وتل أبيب اتفقتا على ضرورة سحب القوات الأجنبية من سوريا، وفي مقدمتها القوات والمليشيات الإيرانية، فضلاً عن ضوء أخضر روسي حصلت عليه إسرائيل لاستئناف ضرباتها ضد الأهداف الإيرانية في سوريا.

وختم الراشد حديثه بالقول، إن "إيران باتت في عزلة أكبر، وهذا يمكن أن نبني عليه من نتائج الجولة الخليجية التي قام بها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف (..) واحداً من أهم أهداف هذه الجولة هو طرح عملية في سوريا لا يكون لإيران فيها دور كبير.. نحن أمام تغيرات أعتقد أن إيران هي الخاسر الأكبر فيها".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق