ردا على سؤال هل ستدعم أنقرة هيئة تحرير الشام؛ في حال حدوث هجوم من قبل قوات النظام على إدلب أجاب مصطفى سيجري: "لا نعتقد أن النظام السوري وإيران وروسيا قادرين على بدء عمل عسكري على إدلب حاليا، بسبب وجود قواعد ونقاط مراقبة تركية، ولكن في حال سحبت تركيا نقاطه، فإنها لن تترك أربعة ملايين سوري يواجهون مصيرهم أمام النظام السوري وإيران دون دعم.
"أنقرة هددت بالانسحاب من مسار أستانة وطالبت الفصائل بالرد على قصف النظام"، تحت هذا العنوان نقلت القدس العربي عن مصدر في الجبهة الوطنية للتحرير أن أنقرة أبلغت قيادة “الجبهة الوطنية للتحرير” أن ترد على قصف مدفعية النظام المستمر منذ شهر على مدن وبلدات ريف إدلب الشرقي، وأنها أخبرت الفصائل بالاستعداد لتفاقم حملة القصف والتحسب للأسوأ، مشيرة إلى أنها تبذل جهدها مع روسيا لوقف الهجوم.
وزاد المصدر أن المسؤولين الأتراك طمأنوا قادة “الوطنية للتحرير” من ناحية بدء عملية عسكرية برية للنظام ما دامت نقاط المراقبة التركية الـ12 موجودة في إدلب.
وأضافت صحيفة القدس العربي أن تركيا وجهت تحذيراً إلى كل من موسكو وطهران بخصوص إدلب، هددت خلاله بانسحابها من مسار أستانة بشكل نهائي وأنها ستراجع قراراتها بخصوص عدد من الاتفاقيات بينها وبين الدولتين في حال عدم حفاظها على اتفاق إدلب. وهو ما سيطيح بالمسار الذي بدأته تركيا مطلع عام 2017 مع روسيا وإيران على حساب مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر من الكويت خلال جولة خليجية من أن بنود الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا حول إدلب، لم تنفذ بشكل كامل بعد، وكان يشير الوزير الروسي إلى اتفاق سوتشي.
لكن لافروف وعلى مقلب آخر أشاد بصيغة أستانا التي قال إنها أثبتت فاعليتها، وقال: "نتيجة للقرارات التي تبنتها الاجتماعات الدولية حول سوريا في أستانا، تم إعلان مناطق وقف التصعيد في البلاد، وانخفض مستوى العنف بشكل ملموس، وتهيأت الظروف لعودة اللاجئين والنازحين".
اقرأ أيضا: الجيش التركي ينتظر أمر أردوغان لبدء عملية في منبج وشرق الفرات
وفي هذا الصدد رأى مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم، وهو التشكيل الرئيسي في قوات درع الفرات أن الأمور اتجهت إلى طريق مسدود، ولا يحق للطرف الروسي أن يتحدث كوصي على الاتفاق الروسي التركي في سوتشي، لأنه وقع بين رئيسين، والطبيعي أن الطرفين مسؤولان عن نجاحه، وليس طرف واحد.
وتابع سيجري بأن الروس لم يستطيعوا أن يكونوا ضامنين لقوات النظام والإيرانيين، وخصوصا مع مشاهد القصف والمجازر اليومية التي غطتها وسائل الإعلام بالكامل، وبالتالي لا يمكن أن يلوم الروس الأتراك، وهم لم يقوموا بواجبهم تجاه الاتفاق بحسب تعبير القيادي في الجيش الوطني المدعوم من أنقرة.
واليوم وبما أن الفريقين وصلا إلى طريق مسدود فتركيا معنية بتقديم الدعم اللازم للمعارضة، إذ لا يمكن لأنقرة إلا فعل ذلك وهي كانت ضامنا للاتفاق، وعليه ربما نشهد تطورات عسكرية في الأيام المقبلة.
وعن تعقيدات هيئة تحرير الشام التي تفرض كامل سيطرتها على المنطقة المعنية، قال سيجري نحن نعتبر "تنظيم النصرة" إرهابيا؛ وبالتالي يوجد خلاف كبير بين الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام، ما يمنع إمكان وجود عمل مشترك لمواجهة التحديات القادمة، ونحن أخرنا العمل العسكري ضد النصرة على اعتبار وجود ملفات أخرى يعمل عليها الجيش الوطني، كتحسين نقاط انتشارنا وتوزعها في إدلب، وشرق الفرات من جهة أخرى.
ولدى سؤاله عن موقف أنقرة في حال حدث الهجوم على إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، أكد سيجري أن أنقرة أبلغتهم بعدم قدرة النظام السوري وإيران وروسيا على بدء عمل عسكري على إدلب حاليا، بسبب وجود قواعد ونقاط مراقبة تركية وعددها 12 نقطة تضم جنودا أتراك، وعناصر من الجيش الوطني، ولكن في حال سحبت تركيا نقاطها، "لن تترك أربعة ملايين سوري يواجهون مصيرهم أمام النظام السوري وإيران من دون دعم"، وفق سيجري.
وكان منسوب التوتر قد ارتفع في الأسبوعين الأخيرين على خطوط التماس المحيطة بالمنطقة «منزوعة السلاح» المفترضة في محيط إدلب، مع تحوّل عمليات القصف المتبادل إلى اشتباكات ومعارك عنيفة في عدّة جبهات بين ريفي حماة واللاذقية، ما أودى بحياة العشرات من المقاتلين من كل الأطراف.
وكان منسوب التوتر قد ارتفع في الأسبوعين الأخيرين على خطوط التماس المحيطة بالمنطقة «منزوعة السلاح» المفترضة في محيط إدلب، مع تحوّل عمليات القصف المتبادل إلى اشتباكات ومعارك عنيفة في عدّة جبهات بين ريفي حماة واللاذقية، ما أودى بحياة العشرات من المقاتلين من كل الأطراف.
الكلمات المفتاحية