"ظروفي هي أجبرتني، وأنا قبلت منشان ولادي وزواجنا رح يكون شكلي"، تقول أماني التي تزوجت شقيق زوجها الذي يصغرها بـ 15 سنة، بعد وفاة زوجها.
وأضافت أماني (38 سنة) لـ روزنة، "ما عندي خيار ثاني.. أنا لحالي في إدلب وغريبة وولادي مالهن حدا"، وتوضح "أنا لبنانية وما معي أوراق ثبوتية وكان الحلّ أن إتزوج من سِلفي الصغير حتى حافظ على عائلتي".
خاضت أماني وأطفالها تجربة عبور الطريق من إدلب إلى تركيا عبر طرق "تهريب" لكنهم تعرضوا لإطلاق نار عند الحدود وقتلت طفلتها إثر ذلك، ورفضت المحاولة مجدداً خوفاً على بقية أطفالها، بحسب قولها.
مهند (23سنة) قال لـ روزنة "طلب مني والدي أن أتزوج من زوجة أخي المتوفى مشان حافظ على العيلة وأتحمل مسؤوليتهم ومالهم حدا غيري من بعد الله".
وأضاف "بحياتي ما فكرت أتزوج وحدة أكبر مني وما عم تزبط بعقلي بس الظروف حكمتني".
هل يشكل زواج الشقيق من زوجة أخيه المتوفى حلاً اجتماعياً؟
وقال الباحث الاجتماعي، صفوان قسام لـ روزنة، إن "تزويج الأرملة من أخ الزوج المتوفى، هو عادة قديمة في المجتمع السوري وبخاصة في الأرياف".
وأضاف أن "ذلك يشكِّل حلاً اجتماعياً تفرضه عناصر الضبط الاجتماعي في العائلة والبلدة أي الكبار في السن والوجهاء، على الشباب الصغار بالسن الذين يكونون أسهل تقبلاً وانصياعاً لأوامر عناصر الضبط الاجتماعي".
إقرأ أيضاً: زواجك بمجهول الهوية.. جيلٌ بلا نسب!
وأوضح أن "مثل تلك الزيجات غالباً ما تساهم في التماسك الاجتماعي في المجتمعات الريفية، وبالتالي يمكن لتلك العلاقات أن تستمر وتستقر في ظل دعم تلك المجتمعات لها".
"أما في مجتمعات المدينة، لا نجد انتشاراً كبيراً لمثل تلك الزيجات، إذ يرفض معظم الشباب في المجتمعات المدنية للسلطة الاجتماعية"، بحسب قسام.
تجارب ناجحة.. ولكن!
أسماء (39 سنة) تزوجت شاباً يصغرها بعشر سنوات بعد طلاقها من زوجها، وقالت لـ روزنة "حبينا بعضنا وقررنا نتزوج صحيح ما حدا من أهالينا وافق بس بالأخير عملنا الي بدنا ياه".
ولفتت "لكن لم يستمر زواجنا طويلاً بسبب رفض والدته وحصل الطلاق بعد زواجنا بأشهر".
وداد (أرملة -33 سنة)، غادرت بصحبة طفليها من سوريا إلى تركيا منذ 3 سنوات، وهي متزوجة حالياً من شاب عمره 23، وتقول إنها سعيدة مع زوجها.
وأضافت "أول ما تعرفت عليه ساعدني كثيراً وحن على أولادي وبعد فترة طلبني للزواج، بالأول خفت ورفضت ولما أصر قبلت وحالياً نحن مرتاحون والحمد لله".
"وعن الأسباب، التي دفعتها إلى القبول بالزواج به، قالت "أكتر سبب خلاني أقبل هو ظروفي المادية، أنا بحاجة رجل يشتغل ويساعدني وكمان لأنه شب عزّابي، يمكن لو كان متزوج غيري ما كنت قبلت".
لكن عائلة زوجها لم تقبل بالزواج حتى الآن، لأنهم "يرون أن هذا الزواج غير مناسب ويجب على الشاب أن يتزوج فتاة أصغر منه"، بحسب وداد.
أم وليد: شو بدو يعمل بالحب؟
أم وليد (سيدة سورية)، قاطعت ابنها وتبرّأت منه لأنه أحب فتاة أكبر منه بالسن وتزوجها، وقالت لـ روزنة "صرولو متزوج سنتين لهلأ ما حكيت معو وصار عندو ولد وما قبلت أشوفو، مش قادرة أفهم ليش أخذها، قلة نسوان؟".
وتابعت "سنتين زمان وبتصير عجوز وما بتخلف"، وتساءلت قائلةً "شو بدو يعمل بالحب؟".
أما هادي المحمد، فقد مضى على زواجه 12 سنة من عايدة، التي تكبره 15 سنةً، وقال "أحببت زوجتي وطلبت من عائلتي أن تخطبها لي ولكنهم رفضوا وحاولوا يقنعوني أتزوج بنت أصغر مني".
إقرأ أيضاً: في المحكمة.. ضرب زوجته بأداةٍ حادة والحكمان يتفرجان!
وعن ردة فعل والده، قال هادي "ضربني أبي وقلعني من البيت ولحد الآن علاقتي فيهم مو زيادة.. وأنا مبسوط مع زوجتي حتى لو فارق العمر كبير".
ورزق هادي وعايدة (49 سنة) بثلاثة أطفال ذكور وبنت، وأكبر أطفاله يبلغ من العمر 10 سنوات.
الاختصاصية الاجتماعية صبحية الأحمد أوضحت لـ روزنة أن "رفض جزء من المجتمع لزواج المرأة برجل يصغرها سناً قائم على أساس خصوبة المرأة وعمرها".
وأوضحت أن "المرأة تصبح غير قادرة على الإنجاب في سن معين، كما تبدو أكبر سناً من الرجل، لذلك يدعو أصحاب هذه العادات إلى زواج المرأة الصغيرة برجل أكبر سناً لضمان أطول فترة خصوبة بينهما".
يذكر أن الحرب التي تشهدها سوريا منذ أكثر من 8 سنوات، أدت إلى مقتل واختفاء مئات الآلاف معظمهم من الشباب العازبين والمتزوجين، فضلاً عن تشرد الملايين داخل سوريا وخارجها.
الكلمات المفتاحية