لا تبدو أن مدينة تل رفعت الواقعة في الريف الشمالي من حلب تحظى بأهمية سياسية أو عسكرية بين الساسة الدوليين الإقليمين، وحتّى المحليين، فعلى الرغم من الإعلان الروسي والتركي قبل نحو أسبوعين عن تسيير دوريات عسكرية مشتركة في محيط تل رفعت؛ إلا أنّ الجمود لا يزال يسيطر على ملف المدينة والغموض يكتنف مستقبلها.
الحراك السياسي لـ "حلحلة" ملف تل رفعت وإعادة نحو مئتي ألف من مهجري المدينة ومحيطها؛ فشل في تشرين الثاني الماضي؛ من التوصل إلى حل، بعد اتهامات لـ "وحدات حماية الشعب" الكردية بعرقلة الاتفاق، فيما اتهم آخرون الجانب التركي بعدم الاتفاق على فصيل عسكري معارض لإدارة شؤون المدينة،
الدوريات العسكرية المشتركة للجانبين الروسي و التركي، تبدو لقادة المنطقة المهجرين منها "اعتيادية"، وتدخل في إطار الاستكشاف لا أكثر، والتحضير لـ"أستانا"، حيث يقول قائد عسكري مهجر من المدينة يطلق على نفسه لقب "أبو البراء" لـ "روزنة" إنّ "الأمر عبارة عن استطلاع من أجل مؤتمر استانا لا أكثر، ونقل الصورة لقيادة الدولتين، حول وجود (البي كي كه) من عدمه".
ولفت القيادي إلى أنّ "الدوريات المشتركة، ستعنى برصد خروقات (البي كي كي) وقصفه لمناطق سيطرة فصائل المعارضة المدعومة من قبل تركيا"، نافيًا أنّ "يكون هذا الإجراء مرتبط بفتح الطريق الدولي (غازي عينتاب)، كونه مرتبط بشكل رئيسي بملف بلدتي (نبل) و(الزهراء) اللتان تسيطر عليهما قوات موالية للنظام السوري".
اقرأ أيضاً:تل رفعت..مخاوف أهلية من بقاء التواجد الروسي في المدينة
من جهته، يقول بشير عليطو، وهو مسؤول الملف العسكري والمدني في تل رفعت لـ "روزنة" إنّ "موضوع تل رفعت غير مثار جدياً؛ كما هو الحال بالنسبة لإدلب ومنبج، رغم أن تل رفعت والقرى المحيطة كانت هي أكثر من دفع ثمن عمليتي درع الفرات عسكرياً من خلال عدد الشهداء وسياسياً واجتماعياً؛ من خلال جعلها نقطة ارتكاز للنظام والقوات التابعة لـ لبنان وإيران، وبقاء الأهالي في المنطقة".
ويضيف: "حتى اللحظة لا تحريك لملف هذه المناطق، وكل ماي حصل بين الفينة والأخرى لا يتعدى اللقاءات الميدانية وقف إطلاق النار المعلن بين مناطق نفوذ تركيا ومناطق نفوذ روسيا وإيران، وذلك بعيد الرمايات والقصف المتكرر الذي تقوم بها (وحدات حماية الشعب) ومن يساندها على المناطق المحررة".
رغم التقليل من أهمية الدوريات المشتركة؛ الروسية- التركية، واستبعاد أن تكون مقدمة لفتح الطريق الدولي، إلا أنّ جميع التسريبات التي خرجت من "أستانا" بمختلف جولاتها، تؤكد أنّ الهدف الرئيس منها هو إعادة فتح الطرق الدولية، التي من بينها طريق (غازي عينتاب) الذي يصل حلب المدينة بمعبر باب السلامة على الحدود السورية مع تركيا.
وتشكّل مدينة تل رفعت مركزًا استراتيجيًا كونها تطل على مطار منغ العسكري الخاضع للوجودين الروسي ووحدات حماية الشعب، إضافة إلى كونها تشكل معبرًا مهمًا بين منطقتي عفرين وريف حلب الشمالي، فضلًا عن البعد الإنساني الذي يمثله المهجرين من المدينة والبالغ عددهم نحو مئتي ألف نسمة يفترشون المخيمات الحدودية.
الكلمات المفتاحية