قال مصدر في حركة "رجال الكرامة" لـ "راديو روزنة" أن اجتماعاً يعقد خلال الأيام القليلة القادمة، يضم قيادات من التشكيلات المسلحة المحلية، بهدف التوحد ضمن جسم واحد جامع لكل المقاتلين في السويداء.
الحركة التي كان قد أسسها الشيخ وحيد البلعوس (أبو فهد)، عام 2012، قبل أن يقتل في أيلول 2015، بانفجار سيارة مفخخة، ترأسها على إثر ذلك الشيخ يحيى الحجار (أبو حسن)، لكنها اتخذت منحى آخر عما كانت عليه وفق رؤية بعض مؤيدي البلعوس، بسبب السياسة الجديدة التي اعتبروها أكثر سلمية تجاه قضايا تعتبر محورية لديهم.
ما دفع أبناء البلعوس (فهد وليث)؛ آنذاك، إلى تأسيس "قوات شيخ الكرامة"، إلا أن تشكيل القوات لا يعتبر منشقًا عن حركة "رجال الكرامة"، بل تعتبر قيادته أنه يعمل على مبادئها وليس منافسًا لها.
ولفت مصدر روزنة بأن الاجتماع المقبل ينتج عنه التوحد ضمن جسم واحد يطلق عليه "الشريان الواحد"، وهو ما يؤكد على مساعيهم في مواجهة نوايا النظام الذي يتحضر منذ أشهر للسيطرة العسكرية و الأمنية على كامل محافظة السويداء؛ رغبة منه في سحب أكبر عدد من الشباب المتخلفين عن الخدمة العسكرية؛ فضلا عن تصفية الحسابات مع المنشقين عنه والمعارضين السياسيين، وكذلك ممن حمل السلاح ضده.
اقرأ أيضاً:ما المخطط الذي يرسمه النظام للسيطرة على السويداء؟
ويبرز في السويداء كثرة التشكيلات والبيارق المنضوية تحت فصائل مسلحة رئيسية، كان آخرها "درع شيخ الكرامة" والذي أعلنت عنه "قوات شيخ الكرامة" وحذرت في بيان لها يوم الجمعة؛ من تبعات أي اعتداء على "مبادئ وكرامة أبناء السويدا"”، وذلك بالتزامن مع استقدام النظام تعزيزات عسكرية إلى حواجزه في المحافظة.

ونفت “قوات شيخ الكرامة” الإشاعات المتداولة في وقته؛ عن إعطاء مهلة مدتها 48 ساعة لخروج “الجيش من المحافظة”، معتبرة أنهم ضيوف في أراضي الجبل، و استقدمت قوات النظام؛ نهاية الأسبوع الفائت، تعزيزات عسكرية من آليات وعناصر إلى عدد من حواجزها المنتشرة بمناطق مختلفة من السويداء.
ما دفع "قوات شيخ الكرامة" لأن تشير في بيانها أن القوات التي استقدمت للسويداء تكفي لفتح جبهات واسعة باتجاه الجولان، و أضاف البيان "لاسيما أن العصابات المنتشرة في المحافظة لاتحتاج إلى كل هذه المظاهر"، كما طالب البيان قوات النظام باحترام خصوصيات السويداء، والابتعاد عن أي استفزاز أو تجاوزات من شأنها أن تعكر أمن المحافظة، وتفضي إلى حرب.
مجموعات مسلحة تتوالد بكثرة!
وحول كثرة التشكيلات المسلحة في السويداء، أشار مصدر روزنة في حركة "رجال الكرامة" أن هذه التشكيلات مهما كثرت لا تعني بأنهم على خلاف مع أي فصيل؛ وفق قوله، معتبراً أن ذلك زيادة في ضمان الحفاظ على أمن المنطقة ومنع تغلغل عناصر النظام فيها.
بينما اعتبر الصحافي رواد بلان؛ في حديثه لـ "راديو روزنة" أن كثرة التشكيلات المسلحة تعود إلى وجود قلق من قبل شرائح في السويداء حيال وضعهم بشكل كامل وما قد ينتظرهم في المستقبل المجهول بالنسبة إليهم.
منوهاً بالقول بأن هناك "ارتياب من الجوار بشكل عام، وخاصة أن تنظيم داعش مازال يشكل تهديدا على الريف الشرقي للمحافظة، ولا أعتقد أن أي تشكيل جديد هو نابع من حاجة أكبر مما ذكرت في الوقت الحالي، وبالطبع ليس هناك فائدة أبدا من تعدد التشكيلات العسكرية، وهذا ليس خاص بالسويداء بل على ساحة الوطن جميعا".
كما أشار بلان خلال حديثه بأن تشكيل المجموعات المسلحة في السويداء يتأثر بالعديد من العوامل العائلية والمناطقية، على الرغم من وجود محاولة لتوحيد المجموعات الموجودة، منوهاً بأنها "لم تكلل بالنجاح"، وعزى ذلك لوجود قوى تعمل على إبقاء الواقع على حاله؛ حسب وصفه.
قد يهمك..باحث من السويداء: كل ما يحصل في المحافظة تحت أنظار النظام وأجهزته الأمنية
وأضاف: "ما تعانيه المحافظة هو وجود مجموعات صغيرة ترتكب أعمال مثل الخطف والسرقات والتجارة غير المشروعة، لم يعتد الأهالي وجود مثل هذه الأفعال، وتقول مصادر من المحافظة أن من يسجل رسميا بأنهم خطر هم 18 شخص، أما فيما يخص حفظ أمن المحافظة فداخليا هي مستقرة نسبيا، والجرائم التي تشهدها هي جرائم فردية مرتبطبياة بشكل غير مباشر بنتائج الصراع طوال السنوات الأخيرة".

الكلمات المفتاحية