قال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إن الدستور السوري "غير خاضع للمساومة"، لافتاً إلى أن أمام السوريين 4 حروب، واتهم وسائل التواصل الاجتماعي بالإسهام في تردي الأوضاع في البلاد.
وأضاف الأسد، كلمة له خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية، نقلها التلفزيون السوري مباشرة، اليوم الأحد، أن "مستقبل سوريا يقرره حصراً السوريون، ومرحبٌ بدور الأمم المتحدة إذا كان مستنداً إلى ميثاقها".
وتابع أن "الدول المعادية ما زالت مصرة على عدوانها وعرقلة أي عملية خاصة إذا كانت جدية مثل سوتشي وأستانة"، مضيفاً أنه "لن نسمح للدول المعادية أن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أياً من أهدافها".
ويجري الحديث عن قرب تشكيل اللجنة الدستورية التي من المقرر أن تضع دستوريا جديداً لسوريا، وتضم ممثلين عن النظام السوري، والمعارضة، وممثلين عن المجتمع المدني.
وأشار الأسد إلى أنه "لا حوار بين طرف وطني وآخر عميل.. من حمى الوطن هو صمود الشعب واحتضانه للجيش العربي السوري.. والحوار المبني على الحقائق يميز بين صاحب المشكلة الحقيقية وبين الانتهازي".
ولفت إلى أن "الحوار ضروري لكن هناك فرق بين طروحات تخلق حواراً وأخرى تخلق انقساماً ويجب التركيز على الأشياء المشتركة الجامعة".
وقال المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسن أمس السبت، إن تشكيل اللجنة الدستورية السورية لم يتم الاتفاق عليه بعد، لكن هذه العملية سجلت تقدما ملموسا حتى الآن، على حد تعبيره.
أقرأ أيضاً: كيف تدخلت روسيا لاعتماد أعضاء اللجنة الدستورية؟
وعن ملف اللاجئين السوريين، قال الأسد، "لن نسمح لرعاة الإرهاب بتحويل اللاجئين السوريين إلى ورقة سياسية لتحقيق مصالحهم، وندعو كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للمساهمة في عملية إعادة الإعمار فالوطن لكل أبنائه"، على حد تعبيره.
وأضاف أن "الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي تعرقل عودتهم، والدعامة الأساسية للمخطط المرسوم لسوريا هي موضوع اللاجئين الذي بُدء بالتحضير له قبل بداية الأزمة".
وأردف أن "موضوع اللاجئين كان مصدراً للفساد استغله مسؤولو عدد من الدول الداعمة للإرهاب.. وعودة المهجرين ستحرم هؤلاء من الفائدة السياسية والمادية".
ولفت إلى أن "المتآمرين على سوريا فشلوا باعتمادهم على الإرهابيين والعملاء في العملية السياسية فانتقلوا إلى المرحلة الثالثة وهي تفعيل العميل التركي في المناطق الشمالية"، على حد قوله.
وتقول أنقرة إنها ستعمل على إقامة "منطقة آمنة" شمال سوريا، بالتنسيق مع دول أخرى معنية بالشأن السوري، بهدف إعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى تلك المنطقة.
وخاطب الأسد من أسماهم "المجموعات العميلة للأميركي" قائلاً "الأمريكي لن يحميكم وستكونون أداة بيده للمقايضة.. لن يدافع عنكم سوى الجيش العربي السوري"، مضيفاً أن "أي شبر من سوريا سيحرر وأي متدخل ومحتل هو عدو".
إقرأ أيضاً.. لافروف: إشراك لاعبين جدد في سوريا لن يخدم التسوية
وعن أوضاع السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري، قال الأسد إن "وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد وهي مجرد أدوات، وما حصل مؤخراً من تقصير بموضوع مادة الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين".
وأضاف "علينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت.. ونقول هذا الكلام للمواطن والمسؤول.. أمامنا أربع حروب.. الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الإنترنت والرابعة حرب الفاسدين".
يذكر أن السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري يعانون من اشتداد نقص الخدمات الأساسية، ومنها الغاز والكهرباء والخبز، وتصاعدت حدة شكاوى المواطنين، ضد مسؤولي حكومة النظام واتهامهم بالمسؤولية عن تردي الأوضاع المعيشية.
الكلمات المفتاحية