بين "الدباديب" والعملات الورقية اختلفت هدايا عيد الحب في سوريا في هذا العام، بعضها كان مفاجئاً، وباهظ الثمن، بالنسبة لبلد يعاني تدهوراً في عملته واقتصاده في ظل الحرب، ما دفع عشرات رواد وسائل التواصل الاجتماعي للتعليق وأحياناً التهكّم، وبعضها كان تقليدياً كما في كل مناسبة مضت.
سيخ شاورما من العملات
لكن لم يكن خبر إهداء شاب لحبيبته سيخ شاورما من العملات السورية، أمرأ معتاداً، إذ قالت صفحة "مطاعم ومأكولات دمشق" على فيسبوك، إن الشاب أهدى حبيبته وهي طالبة جامعية، سيخ شاورما مصنوع من مليون ونصف المليون ليرة سورية، وبعض الورود، مع عدم وجود "لحم دجاج".
الشاب أكد – بحسب صفحة مطاعم ومأكولات دمشق – بأن حبيبته تعشق الشاورما وهو ما دفعه للقيام بهذه المفاجأة.
لفت المنشور، عشرات الفتيات، إذ اعتبرت بعضهن بأنه تعبير بالفعل عن الحب، حيث قالت سيرينا نور "يا هيك الهدايا يا أما بلا"، لكن تهكّمت فتيات أخريات على طريقتهنّ، حيث قالت عطر اللافندر "أنا قبلانة بشاورما عربي ما بدي سيخ بينتزع الدايت".

ومن الهدايا اللافتة بحسب ما تداولت صفحات التواصل الاجتماعي، إهداء شاب لحبيبته ألف ليرة سورية مصنوعة من الذهب الخالص.

فول وفتّة.. بلون الحب
كما فاجأ مطعم بوز الجدي في منطقة الشعلان بدمشق، متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي، بخلطة غريبة، علّق عليها "فتّة بالسمنة - حمص ناعم – فول بالزيت باللون الأحمر، حصرياً بعيد الحب".
وشهدت الصور للمأكولات التي ذكرها المطعم، عشرات التعليقات، بينها من اعتبر أن مظهر تلك الأكلات على طبيعتها أجمل بكثير – كما قالت رند صالح، إحدى المعلّقات –
لكن المطعم أوضح بعدها عندما رد على التعليقات بقوله "هدول بس للعرض مو للأكل".
تسابق للمشاركة في المناسبة
حتى فنّياً، وبعيداً عن فنون الطبخ، أطلقت فرقة "طرابيش السورية" في ليلة عيد الحب أغنية "بونجورك" من غناء ريتا طحان وكلمات موفق عماد الدين، وألحان معتز النابلسي، تتحدث خلالها عن الطقوس السورية اليومية التي تحمل أهمية بالغة لدى السوري ، منها معنى الاستيقاظ باكراً، والعجوز الذي يغسل بالماء واجهة منزله صباح كل يوم.
فيما ابتكر مقهى "كرز" الخاص للفتيات في مدينة سلمية بحماه، فكرة جديدة للتعبير عن حب الغائبين، عندما أضاء روّاده ما أسماه المقهى بـ"قناديل الغياب" وهي رسائل مضاءة وموجّهة لشبان الغائبين عن المدينة مغترين كانوا أو ملتحقين بالخدمة العسكرية.
ماذا عن الهدايا التقليدية؟
لم تغب الهدايا المتعارف عليها منذ أجيال عن الأسواق، فهدايا لورد و"الدباديب" الحمراء، أصبحت عرفاً تقليدياً في هذه المناسبة، لكن اختلفت الأسعار بصورة كبيرة بين الماضي والحاضر.
إذ وصل سعر الوردة الحمراء في دمشق إلى نحو ألفي ليرة سورية، في حين وصل سعر "الدب الأحمر" إلى 135 ألف ليرة، فيما بلغت أسعار الورود في حلب حد الـ1500 ليرة سورية للوردة الواحدة.
اقرأ أيضاً: في عيد الحب .. سوريات يصارعن ألم الحرب ومرارة الفراق
وهو ما دفع صفحات كثيرة، لنشر صور، مصحوبة بسؤال تدفع من خلاله المتابع للاختيار بين "الوردة حمراء واحدة أو فروّج مشوي" نظراً لتقارب سعرهما.
أما إذاعة ميلودي إف أم في دمشق، أجرت استطلاعاً للرأي، حول ذات السؤال "هل ستختار وردة جوريّة أم فروج مشوي؟"، لكن كانت هذه المرّة الإجابات مختلفة عن التعليقات على صفحات كثيرة، إذ فضّل معظم المستطلعين "وردة على فروج".
الكلمات المفتاحية