لاجئون عادوا إلى سوريا تعرضوا للاختطاف.. هل يتحدى النظام الاتحاد الأوروبي؟

لاجئون عادوا إلى سوريا تعرضوا للاختطاف.. هل يتحدى النظام الاتحاد الأوروبي؟
الأخبار العاجلة | 12 فبراير 2019

أكد باحث اقتصادي سوري أن الموازنة العامة التي اعتمدتها حكومة النظام السوري للعام الحالي، تشير بأن حكومة النظام ليست لديها أية نوايا تجاه تأمين عيش كريم ولائق للاجئين السوريين في حال قرروا عودتهم إلى بلدهم من جديد.

وقال الباحث الاقتصادي يونس الكريم، في حديث لـ "راديو روزنة" أنه وبحسب الأرقام المالية المعتمدة للموازنة خلال هذا العام تشير إلى أن مشاريع عودة اللاجئين وكذلك إعادة الإعمار ليست ضمن حسابات حكومة النظام نهائياً.

موضحاً بالمقارنة بين الموازنة العامة لعام 2011 التي كانت 16,55 مليار دولار بمعدل زيادة عن الموازنة العامة التي تم الإعلان عنها للسنة الحالية بنسبة 43 بالمئة.

ولهذا الرقم تفسير لدى الباحث الاقتصادي السوري الذي قال "هذا الرقم يتناسب مع أعداد اللاجئين السوريين، فبحسب الإحصاءات الدولية هناك تقريباً 12 مليون سوري من أصل 21 مليون خارج البلاد".

واعتبر الكريم أن النظام السوري يقدم موازنته بناء على عدد السوريين في الداخل مما يعني اعتراف النظام بأن هناك عدد ضخم من السوريين في الخارج والدولة لا ولن تقدم لهم خدمات.

ويشير الباحث الاقتصادي السوري "يونس الكريم" خلال حديثه لراديو روزنة بأنه ومن خلال أرقام الموازنة يمكن الاستدلال بأنه لن يكون هناك إعادة إعمار في العام الحالي مطلقاً؛ حيث لم يدخل هذا الأمر في حسابات النظام للموازنة، حيث تقدر الأرقام التي ستخصص لإعادة الإعمار بحوالي 114 مليون دولار، وهي أرقام جدا بسيطة ولا تتوافق مع متطلبات إعادة الإعمار، وفق رأي الباحث الاقتصادي السوري.

اقرأ أيضاً:هل يسعى النظام لتنسيق فتح المعابر الحدودية مع تركيا؟

وعلى ضوء هذا المعطى الاقتصادي، يمكن الاستدلال بأن النظام السوري ليس ضمن أجندته أي خطة لاستقبال اللاجئين وعودتهم لمناطقهم، وذلك يأتي لأسباب عدة، أولها، أن كثير من المناطق التي هجرها سكانها لم تعد صالحة للسكن، بفعل القصف ونار الحرب، وثانيها يتمثل بأن دعوة النظام وحليفه الروسي لضرورة عودة اللاجئين تأتي للضغط على المجتمع الدولي من أجل الإقرار والمشاركة بإعادة الإعمار حتى قبل تحقيق أي خطوة لحل سياسي.

اختفاء قسري في معتقلات النظام؟

وضمن هذا السياق؛ تجدر الإشارة إلى تقرير لفتت من خلاله مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن الموت في أفرع مخابرات النظام السوري؛ ينتظر اللاجئين السوريين العائدين إلى ديارهم من أوروبا، كما سلَّطت المجلة؛ الضوء على انتهاكات ارتكبتها سلطات النظام السوري بحق لاجئين عادوا إلى سوريا من دول أوروبية.

وأكد التقرير أن سوريا لا تزال تقبع تحت حكم "دولة بوليسية"، فيها نفس الحكومة والأجهزة الأمنية القمعية، المُتهمة باعتقال آلاف السوريين لأسباب سياسية، وهو ما يشكِّل خطرًا على عودة اللاجئين.

وحول ذلك، أكد المدير الإقليمي للمنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان؛ محمد كاظم هنداوي، خلال حديثه لـ "راديو روزنة" أنهم استطاعوا في المنظمة بتوثيق حالات اختفاء لـ 3 عوائل سوريّة عادت إلى بلدها مؤخراً.

وأشار هنداوي بأن العوائل عادت في أوقات متقاربة من مصر، تركيا، و أوروبا، إلا أنها اختفت منذ وصولها للمطار، و قطعت الاتصالات معهم منذ لحظة وصولهم إلى سوريا.

وكشف خلال حديثه لـ "روزنة" عن وجود فرع أمني خاص لمتابعة ملفات السوريين الذي غادروا البلاد بعد عام 2011، مشيراً إلى إضبارات خاصة يتم تحويلها لكل من غادر لمدة أكثر من عام، وتوجه إلى الفرع الذي يحمل تسمية "الفرع السري للمعلومات".

واعتقد هنداوي أن هذا الفرع يتبع لـ إيران بشكل رئيسي، على اعتبار أن الإيرانيين لا يرغبون بعودة أي من السوريين إلى بلدهم من جديد؛ وفق تعبيره.

مشيراً حول ذلك بالقول: "النظام وحلفائه يضغطون بكل ثقلهم على الشعب السوري بأن يهاجر خارج سوريا، فبحسب ما يزعم النظام بأنهم كانوا في حالة حصار من 8 سنين، فلماذا الآن وفي هذا الوقت ظهرت آثار الحصار".  

قد يهمك:حكومات أوروبية تتهرب من التزاماتها تجاه اللاجئين.. ماذا عن السوريين؟

وأضاف في سياق آخر بشأن تحذير اللاجئين السوريين من العودة إلى بلدهم في هذه الفترة، "نحن في المنظمة كنا أول منظمة حقوقية تنذر السوريين، وتطلب منهم عدم تلبية دعوات النظام التي يطلقها لعودة اللاجئين في أوروبا، حيث كان النظام يسوق حينذاك بأنه انتصر، ومن خلال هذا التسويق يوحي للناس بأنه يجب أن يساعدوه بإعادة الإعمار وليس بعودة اللاجئين".

وتابع: "مع العلم أن أعداد اللاجئين الموجودين في أوروبا من المستحيل أن يصل للمليون، بينما هناك 3 مليون سوري متواجد في تركيا لا يتم الحديث عنهم نهائيا، فضلا عن المتواجدين في لبنان والأردن، وهذه أعداد لا يستهان فيه، فالموضوع هدفه يكمن في الضغط على الإتحاد الأوروبي، وهذا الضغط له غايات سياسية".

ولفت المدير الإقليمي للمنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان، إلى ازدياد الأعباء على المواطن السوري، متسائلاً حول أسباب عودة اللاجئين السوريين في في ظل خدمات معيشية سيئة.

وأضاف في السياق ذاته: "سوريا ليست فقط بلد غير آمنة، وإنما هي أصبحت غابة تتبع لعائلة الأسد، وعلى ذلك فإن أي عائلة تقرر العودة إلى سوريا وكأنها اتخذت قرار بالإنتحار بحقها، وعلى السوريين أن يعلموا بأن العودة للنظام؛ ليست البديل عن بعض الأوضاع الصعبة التي يمر بها اللاجئ السوري في بلدان اللجوء".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق