سلقين.. شاب يقتل صديقه بسبب لعبة "بوبجي"

سلقين.. شاب يقتل صديقه بسبب لعبة "بوبجي"
أخبار | 07 فبراير 2019

قتل شاب قاصر صديقه في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، بطلق ناري، بسبب اللعبة الإلكترونية المعروفة باسم " PUBG".

 
وقال مراسل روزنة في إدلب مصطفى العلي، إنّ القاتل يبلغ من العمر نحو 17 سنة، قتل صديقه أمس الأربعاء، بإطلاق الرصاص عليه بمسدس "معدل"، أي (يتم تحويل المسدس الصوتي "خلبي" إلى مسدس يطلق رصاصاً حقيقياً) بعد رفض المقتول إنقاذه داخل اللعبة.
 
وأضاف العلي، أنه بعد قتل الشاب لصديقه سلّم نفسه إلى "هيئة تحرير الشام".
 
و"بوبجي – pubg"، هي لعبة "أكشن" يصل عدد اللاعبين فيها في الجولة الواحدة إلى 100، ‏والهدف منها هو القتال، أما الرابح فهو من يصمد حتى نهاية المعركة.‏
 
كما تسبب اللعبة الإلكترونية بمشاكل أسرية بين السوريين، وخاصة بين الأزواج، ووصلت أحياناً إلى حد الطلاق، نتيجة التوترات الحاصلة بسبب الإدمان عليها.
 
وقالت مها محمد لـ"روزنة"، إن ابنها من أحد المدمنين على اللعبة، يجلس ويلعب مع رفاقه لساعات طويلة، مما سبّب مشكلات كثيرة مع زوجته لعدم الاهتمام بعائلته وقضاء حاجات المنزل، الأمر الذي اضطرها في نهاية المطاف إلى الذهاب إلى منزل أهلها لحين أن يحذف زوجها لعبة "بوبجي" من هاتفه المحمول".
 
أما زهى القاسم قالت لـ"روزنة" إن مشكلات كثيرة حصلت بينها وبين زوجها بسبب تلك اللعبة وفي إحدى المرات كسرت له هاتفه، فما أن يعود زوجها من عمله، يمسك هاتفه ويبدأ باللعب مع رفاقه لساعات طويلة" وأضافت أنها ترجّته أن يحذفها دون فائدة، ووصلت لمرحلة أنها تأقلمت مع هذا الوضع، قائلة "إلا ما يجي يوم ويمل منها".

اقرأ أيضاً: ادلب: اعصار لعبة "بوبجي" ...معارك وهمية و استعارة للشجاعة
 
خليل إبراهيم، ناشط اجتماعي قال لـ"روزنة"، إنه "ازدادت عزلة الشباب بعد إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، عزلة أخرى بوجود لعبة "بوبجي"، مضيفاً "ربما يجب أن يكون هنالك حملات توعية لأهمية الحديث الاجتماعي الطبيعي لا الافتراضي أو الافتراضي الحربي، وإلا سنصبح منعزلين جميعاً مع هواتفنا وألعابنا كل شخص في منزله أو غرفته إلى أن ينقطع الاتصال بالانترنت".
 
وكان  ثائر عبد الغني معروف قائد "لواء سمرقند" ، أحد فصائل الفيلق الأول في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون،أصدر قراراً إدارياً منذ أيام بمنع تحميل لعبة "بوبجي" على الهواتف المحمولة لعناصر اللواء.
 
وأوضح البيان، أن سبب منع اللعبة، "لما لها من تأثير سلبي على حياة الفرد من مضيعة للوقت، إضافة إلى أنها تشغل من يلعبها عن القيام بواجباته وعمله، كما منع البيان استخدام العناصر للهواتف المحمولة أثناء عملهم".
 
وأضاف، أنه "في حال وجود اللعبة في هواتف العناصر المقاتلة أو القادة في وقت العمل أو غيره، تفرض عليهم غرامة مالية تُخصم من رواتبهم في المرة الأولى، وفي المرة الثانية يصادر الهاتف لمدة محددة، وفي حال تكرار ذلك يُفصل العنصر صاحب الهاتف".

 

ونشرت (وكالة ستيب الإخبارية) منذ شهرين صورة قالت إنها لفتوى صادرة عن عبد الله المحيسني، أحد شرعيي "هيئة تحرير الشام"، يحرم فيها لعبة بوبجي.
 
وجاء في الفتوى أن "لعبة بوبجي فيها العديد من المنكرات، وتفتح باب كبير للفتنة، كما تسببت بطلاق العديد من الأزواج بسبب الاختلاط المحرم".
 
وعن الأثر النفسي للعبة، قال الطبيب النفسي جلال نوفل لـ"روزنة" سابقاً، إن "المعارك الافتراضية تمنح تحكماً افتراضياً غير متاح في الواقع، أي انتصارات افتراضية في واقع مخنوق بالهزائم".
 
وأوضح أن "النظام والفصائل المتقاتلة في إدلب، يحرمون الناس من إدارة حياتهم الواقعية، والتحكم بشروط الحياة، والموت، ويسلبونهم إمكان تحديد مصائرهم، وفي هذه الشروط يسود انغلاق الأفق من دون إمكانية متاحة للخروج منه إلا بالموت أو الهروب".
 
ولفت إلى أن "الأطفال والشبان يحاولون الهروب من الواقع عبر تحكم افتراضي، ولا يستطيع أحد تقديم مغريات أفضل بديلة لوقف إدمان التحكم، الذي هو أحد أهم مساعي البشر".
 
كما أكد المعالج النفسي، صافي بخصو، لـ"روزنة" أن "لهذه الألعاب تأثيراً سلبياً كبيراً على عقول المراهقين والشباب وتكوينهم النفسي على المدى البعيد".
 
وأضاف أن "الشباب والمراهقين قد يحاولون تطبيق تكتيكات اللعبة وخططها على أرض الواقع، بخاصة بعد انتشار السلاح شمال سوريا، وسهولة الحصول عليه"، مشيراً إلى أن "الإدمان على اللعبة قد يؤدي إلى مشكلات عائلية، وعدم متابعة التحصيل العلمي".
 
يذكر أن لعبة "بوبجي" حققت شعبية عالية في الآونة الأخيرة، لتصبح اللعبة الأولى عالمياً، وظهرت لأول مرة عام 2017 على "ويندوز" و"إكسبوكس" قبل أن إطلاقها على الهواتف الذكية في 2018، بحسب موقع "ميدل إيست أون لاين".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق