أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تهدف لتأسيس منطقة آمنة من أجل عودة 4 ملايين سوري في تركيا إلى بلادهم.
وقال أردوغان خلال كلمة في الاجتماع التأسيسي لشبكة تعاون جمعيات الهلال والصليب الأحمر في اسطنبول، يوم الاثنين، "سنحقق السلام والاستقرار والأمن في منطقة شرق الفرات قريباً، تماماً كما حققناه في مناطق أخرى".
وأوضح الرئيس التركي أن الهدف من تلك العملية هو تأسيس مناطق آمنة تُمكِّن أربعة ملايين لاجئ سوري من العودة إلى بلادهم، وستقوم أنقرة بإحلال الأمن والرفاهية شرق الفرات، مشيراً إلى وجود تنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا استعداداً للخطوات القادمة على الأرض.
وأشار إلى أن تركيا أنفقت بحسب معطيات الأمم المتحدة، 35 مليار دولار على كافة اللاجئين، وفي مقدمتهم قرابة 4 ملايين سوري، لافتاً إلى أن نحو 300 ألف سوري عادوا إلى بلادهم التي تم تطهيرها من الإرهابيين.
تصريحات تسبق انتخابات البلديات في تركيا
وبهذا الصدد يقول المحلل السياسي الأكاديمي ياسر النجار بأن تركيا أول من طرح مفهوم المنطقة الآمنة عام 2013 لمنع تهجير السوريين، إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وأن واشنطن تذرعت حينها بضرورة الحصول على تفويض أممي، حيث ترصد قرار مجلس الأمن فيتو روسي.
ويؤكد النجار وجود شعور لدى أنقرة بأن واشنطن طرحت فكرة الانسحاب، والمنطقة الآمنة، لتزرع بذرة شقاق بين أنقرة وموسكو، فيما تبدو تركيا متحمسة ومستعدة إن كان على صعيد البنية التحتية أو الكتلة المالية لتأهيل منطقة تؤسس لعودة السوريين من تركيا، ومن أوروبا، إلى هذه المساحة الجغرافية السورية.
إقرأ أيضاً: اتفاق على "تعاون وثيق" بين واشنطن وأنقرة لإقامة "المنطقة الآمنة"
وعلى مقلب آخر تريد تركيا تنفيس الشارع الذي تحاول أحزاب المعارضة استغلال تذمره من التواجد السوري قبل انتخابات الشهر القادم، والرسالة هي أن حزب العدالة والتنمية مهتم بهموم الشارع التركي وأمنه.
أوغلو قرأ تصريحات أردوغان كإرادة من الرئاسة التركية لتكون حدود بلادها خالية من أي نشاط للأحزاب الكردية التي قد تستهدفها مستقبلا، رابطا ذلك بتوقيت التصريحات المتزامنة مع حالة تذمر ليس من السوريين -يقول أوغلو- إلا أن المعارضة التركية تضيق ذرعا بالأفغان والأوزبك وغيرهم من اللاجئين المتواجدين في تركيا.
أوغلوا أكد أن المعارضة التركية تعي أن هناك رؤوس أموال سورية دخلت الى الأراضي التركية وأسست لمشاريع اقتصادية جيدة.
مهما حصل فالعودة ستكون طوعية بالغالب … وتركيا ملتزمة بالقانون الدولي
المحلل السياسي فراس أوغلو يرى أن الحديث عن إعادة الملايين الأربع لا تعني إرغام السوريين على العودة لهذه المنطقة الآمنة إذا أقيمت، ويلفت الخبير في الشأن التركي لوجود مهجرين من شرق الفرات يعيش بعضهم في تركيا، يبلغ عدد هؤلاء نصف مليون مواطن غادر مناطق شرق الفرات تحت ضغوط قوات سوريا الديمقراطية.
قد يهمك: هذه السيناريوهات الجديدة لـ "اتفاقية أضنة".. هل توافق تركيا؟
ويضيف أوغلو في حديثه لروزنة أنه ومن ناحية قانونية ودستورية تركية فإنه لا يحق لتركيا إرغام أي لاجئ يعيش على أراضيها على العودة إلى بلده، وأن في ذلك إن وقع مخالفة للقانون والدستور التركيين، وأضاف فراس أوغلو أن الكثير من الأحزاب السورية الكردية التي تعمل في تركيا، تريد العودة إلى المناطق التي كانوا يعيشون فيها، والأمر الثاني تريد تركيا أن تدخل في مجال إعادة الإعمار في هذه المناطق إضافة الى التسوية السياسية.
ما هي المدة الزمنية المتوقعة لإقامة منطقة آمنة شمال سوريا؟
وعن إمكانية إقامة هذه المنطقة يرى الأكاديمي "النجار" أنه لا بد من توافق روسي أمريكي تركي، ولن تستطيع أي دولة أن تفرض هذه المنطقة منفردة، وهذا عامل غائب حاليا، فالولايات المتحدة حتى اللحظة ليست جادة بالانسحاب من سوريا، ونحن نشهد تسويفا وترددا يقيد هذا الانسحاب، بينما لا تبدو حكومة العدالة مستعجلة حين تتحدث عن أشهر قادمة، قبل معركة لا تريدها أن تتزامن مع الانتخابات، وبالتالي هي ليست مستعجلة على تنفيذ الاتفاق سوى لجهة إرضاء الرأي العام التركي، بينما تسعى موسكو إلى إعادة تأهيل النظام، فتطرح على أنقرة تنفيذ اتفاقية أضنة، التي تقتضي اعترافا تركيا صريحا بشرعية النظام السوري.
الكلمات المفتاحية