طالب العديد من أهالي العاصمة دمشق وزارة الأوقاف لدى النظام السوري بفتح أبواب المساجد ليلاً للمتسوّلين، لإيواء المشرّدين، وذلك بعدما تم إسعاف العديد منهم نتيجة الظروف القاسية التي يعيشونها.
وقال مراسل روزنة في دمشق كرم منصور اليوم الاثنين، إن تلك المبادرات الأهلية انطلقت في كل من أحياء ركن الدين، والميسات، ومنطقة المزرعة، في العاصمة دمشق.
وأوضح أن بعض الأهالي في تلك الأحياء عملوا على تأمين مأوى لبعض المتسولين، فيما أقدم آخرون على إرسالهم إلى أحد المساجد، الأمر الذي رفضه القائمون على المسجد مطالبين بموافقة وزارة الأوقاف.
وقدّم ناشطون محليون عريضة لوزارة الأوقاف مطالبين فيها بإيواء المتسولين في المساجد خلال فترة الشتاء، دون أي رد منها حتى اللحظة.
وتابع منصور، أن الناس اعتادت الشهر الماضي على رؤية المتسولين في الشوارع وخاصة الشعبية، وهم يشعلون حاويات القمامة للتدفئة عليها في ظل البرد الشديد، فيما كان البعض يستخرج من الحاويات قطع بلاستيكية أو خشبية لإشعالها على الأرصفة والتدفئة عليها.
وأشار إلى أنه نتيجة تردي الأوضاع الصحية لهؤلاء المشرّدين، وعدم استقبالهم من قبل المشافي الحكومية وخاصة مشفيي المواساة والمجتهد، لعدم امتلاكهم أوراق ثبوتية، أطلق الأهالي تلك المبادرة، ألا وهي فتح باب المساجد لأولئك المتسولين ليلاً ليناموا فيها عوضاً عن نومهم في الشوارع أو الحدائق.
اقرأ أيضاً: خمسة آلاف متسول بينهم ألفي امرأة في سوريا
ولفت منصور إلى أنه يوجد في كل منطقة بدمشق نحو عشرة إلى خمسة عشر متسولاً.
وقال مصدر قضائي لصحيفة "الوطن" المحلية عام 2017، أن عدد حالات التسول التي يتم ضبطها يومياً في دمشق وريفها بلغت 6 حالات معظمها من النساء برفقتهن أطفال،مشيراً إلى أن 90 بالمئة من المتسولين يمتهنون التسول في حين عشرة في المئة دفعتهم الظروف المعيشية إلى مثل هذا الفعل.
وأضاف المصدر، أن معظم الأطفال الذين يتم ضبطهم هم دون العاشرة من عمرهم.
وقالت مديرة "الخدمات الاجتماعية"ميساء ميداني، حسب صحيفة الوطن في تشرين الثاني العام الماضي، إن ظاهرة التسول باتت تنتشر بكثرة في شوارع دمشق وريفها، موضحة أن الأطفال يواجهون الاستغلال الجنسي والجسدي إضافة إلى الإدمان على المخدرات، فضلاً عن وجود حالات من التسول تشمل المسنين وذوي الإعاقة والأطفال وأمهات مع أطفالهن.
ويعاني السوريون في مناطق سيطرة النظام السوري من عدة أزمات كان آخرها، نقص مادة حليب الأطفال، والغاز المنزلي، والتيار الكهربائي، إضافة إلى عدم توفر مادة الخبز، واشتدت تلك الأزمات مع حلول فصل الشتاء البارد.
الكلمات المفتاحية