هل ينجح الأسد بإحداث "انقلاب" داخل عائلة سعد الحريري؟

هل ينجح الأسد بإحداث "انقلاب" داخل عائلة سعد الحريري؟
الأخبار العاجلة | 23 يناير 2019

ذكر موقع لبناني، يوم أمس الثلاثاء، أن بهاء الحريري، شقيق رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، زار دمشق بشكل سري، يوم الأربعاء الفائت، والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وبحسب موقع "ليبانون ديبايت"، فإن بهاء الحريري يقود حراكا للدخول إلى سوريا بغطاء إقليمي ودولي، والاستثمار في البلاد في الإطار العمراني، وربما السياسي؛ وفق وصف الموقع اللبناني، وأوضح تقرير الموقع، أن بهاء الحريري عمل بجهد كبير من أجل إتمام الزيارة، واللقاء، متوسطا في ذلك رجال أعمال أردنيين، وروس، ولبنانيين.

وأضاف التقرير: "يوم الأربعاء، في السادس عشر من كانون ثاني الجاري حطت طائرة خاصة في مطار بيروت الدولي آتية من مطار شارل ديغول من فرنسا، وعلى متنها بهاء الحريري الذي وصل على عجل إلى بيروت للانتقال منها وبموكب خاص إلى سوريا، حيث حُدد له موعد مع الأسد في القصر الرئاسي (بدمشق) في اليوم نفسه".

عودة العلاقات مع عائلة الحريري؟

وحول أسباب زيارة بهاء الحريري، يشير الكاتب الصحافي اللبناني منير الربيع في حديث  لـ "راديو روزنة"، بأنه في حال حصول هذه الزيارة فإنها في المقام الأول مرتبطة بإعادة الإعمار، على اعتبار أن بهاء الحريري رجل أعمال وكان يفكر منذ مدة في الاستثمار بسوريا انطلاقاً من الأردن، وبالتالي فإن الجانب الأول لسبب الزيارة في حال حصولها بحسب الربيع قد يكون مرتبطاً بمجالات العمل والإعمار.

ويلفت الربيع إلى عدم إمكانية حسم أبعاد هذه الزيارة في ظل غياب المعلومات الدقيقة، إلا أنه يستدرك بالقول: "لكن بلا شك لا يمكن فصل المسار السوري عن المسار اللبناني، والعلاقة بين بهاء وشقيقه سعد متوترة بسبب أزمة استقالة سعد الحريري من الرياض؛ والأزمة التي حصلت معها وبرز معها طموح لدى بهاء لدخول المعترك السياسي".

اقرأ أيضاً:السعودية تدفع الدول الخليجية لتحسين علاقاتها مع النظام السوري!

ويشير الكاتب الصحافي اللبناني إلى احتمالية سعي النظام السوري  فتح باب الاستثمار أمام بهاء الحريري من أجل الانتقام من شقيقه سعد وتوجيه الرسائل له واستفزازه من خلال ذلك، خاصة وأنه أعلن سابقاً كرئيس للحكومة أنه يرفض التطبيع مع النظام السوري ووصفه بـ "النظام المجرم".

وكان موقع "ليبانون ديبايت" قال إن الأسد استضاف بهاء الحريري بحفاوة، في اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين، وتابع: "تطرق الحريري في حديثه إلى المشاريع التي يريد الاستثمار بها في سوريا، والفرص المتاحة أمامه، بعد أن سمع شرحا مفصلا من الأسد عن الوضع العام في البلاد، والمراحل التي اجتازتها سوريا منذ بداية الأزمة، إضافة إلى التسوية السياسية التي يُعمل عليها".

هذا وقد تُحسب هذه الزيارة فيما لو تمت فعلاً؛ بأنها إشارة سعودية جديدة تجاه النظام السوري في إطار إعادة العلاقات بين الجانبين؛ كما تكشف أيضاً إلى احتمالية اعتماد الرياض على بهاء الحريري كشخصية مقبولة لدى الأسد؛ على عكس شقيقه سعد الحريري.

ولم ينخرط بهاء في العمل السياسي طيلة فترات حياته؛ ودرس "إدارة الأعمال" بجامعة بوسطن بأميركا، وتعرف على مجتمع المال في واشنطن. أتاحت له هذه الفترة نسج شبكة علاقات مع كبار رجال المال والسياسة من كُل الجنسيات؛ وهو الابن الأكبر لرفيق الحريري الذي كان ملء السمع والبصر، من زوجته الأولى نضال بستاني، وهو الطموح لتوسيع إمبراطورية الحريري المالية داخل إمارات الخليج التي كانت لا تصدُّ والده في طلب.
 
وكانت تقارير إعلامية أفادت في نهاية عام 2017؛ بأن معلومات مُسربة من مسؤولين غربيين وسعوديين بأن احتجاز سعد الحريري داخل السعودية في ذلك الوقت؛ يتعلق بإجباره على التنحية لأخيه الأكبر؛ بهاء، الذي يُفضله ولي العهد السعودي عن سعد الحريري.

وبحسب موقع "ليبانون ديبايت"، فإن الحريري أوضح للأسد أنه نأى بنفسه عن الحديث في السياسة طيلة الفترة الماضية، ويأتي اليوم إلى سوريا في إطار التوافق الذي جرى ولا سيما بين دول الخليج وسوريا، واختتم اللقاء بحسب الموقع، بالتشديد على "التواصل والبدء بترتيب الملفات الاقتصادية الخاصة بالحريري والمتعلقة بشركاته ودخولها إلى سوريا".

قد يهمك:اجتماع عربي وشيك مع الأسد برعاية روسيّة!

وكان رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أكد في شهر آب الفائت، بأنه يفضل التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التعامل مع رئيس النظام السوري.

وأضاف الحريري؛ آنذاك، في حديث لقناة يورونيوز: "سنتعامل مع الروس، وعلاقتي بروسيا والرئيس فلاديمير بوتين جيدة جدا، بوتين هو رجل أحترمه كثيرا وأعتقد أنه شخص يمكننا العمل معه، وأفضل التعامل مع الرئيس بوتين على بشار الأسد".

وبسؤاله عن احتمال قرب انتهاء الحرب السورية بانتصار الأسد و حليفته روسيا، قال الحريري إن "روسيا هي من تسيطر على سوريا" بشكل فعلي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق