واشنطن تعرض منطقة آمنة على تركيا.. وخلافات حول التفاصيل

واشنطن تعرض منطقة آمنة على تركيا.. وخلافات حول التفاصيل
أخبار | 14 يناير 2019
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير اقتصاد تركيا، إذا أقدمت على شن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم واشنطن، ودعا في الوقت نفسه الأكراد إلى عدم استفزاز أنقرة.

تهديد ترامب جاء في تغريدة نشرها على "تويتر" دعا فيها أيضاً إلى إقامة "منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً، من دون أن يقدم توضيحاً حول مكان هذه المنطقة وتمويلها والجهة التي ستقوم بحمايتها.

الباحث والمحلل السياسي فراس أوغلو قال لـ"روزنة"، إن التهديدات الأميركية الجديدة لتركيا، تفتح الباب لـ"الدخول في مفاوضات جديدة"، معتبراً أنه دائماً "هناك مفاوضات حول ما يمكن أن تكسيه تركيا، وما يمكن أن تخسره"، وشدد على أن ذلك سيثير ردود فعل غاضبة من جهة أنقرة.

وأضاف أوغلو، أنه رغم التهديدات الأميركية، إلا أن الأوضاع الميدانية لن تشهد تغيرات من ناحية الحشود التركية، لكن يمكن أن يحدث "تريث"، وت"تغيير في التكتيك".

وجاءت تصريحات ترامب عقب تجدد التوتر بين أنقرة وواشنطن غداة زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى تركيا، وتصريحات أطلقها الأخير،  شدد خلالها على أن واشنطن لن تقبل بأي عملية عسكرية تركية في سوريا من دون التنسيق مع واشنطن لضمان حماية الحلفاء الأكراد، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى رفض استقباله، واعتبار تصريحاته إخلالاً بالاتفاق بينه وبين نظيره الأميركي.

اقرأ ايضاً: واشنطن: متفائلون بالتوصل لنتيجة تحمي تركيا والمقاتلين الأكراد

وزاد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الذي يجري جولة في المنطقة، من غضب أنقرة، مع تأكيده أن الولايات المتحدة ستحمي حلفاءها في "وحدات حماية الشعب" الكردية رغم سحب 2000 جندي أميركي منتشرين في سوريا، كانوا يقدمون الدعم اللوجستي للمقاتلين الأكراد في مناطق شمال وشمال شرق سوريا لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية".

الرد التركي على تهديدات ترامب جاء سريعاً، إذ قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن تركيا تنتظر من الولايات المتحدة القيام بمسؤولياتها وفقا لمقتضيات الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، قبل أن تصدر تصريحات أكثر حدة عن وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.

وقال وزير الخارجية التركية إن أنقرة أبلغت واشنطن بأنها لا تهاب أي تهديد، وأنه لا يمكن بلوغ الغايات عبر التهديدات الاقتصادية. وأضاف "الشركاء الاستراتيجيون لا يتحدثون عبر وسائل التواصل الإجتماعي". كما رحب تشاوش أوغلو باقتراح واشنطن انشاء "منطقة آمنة" شمالي سوريا، واعتبر أن الاقتراح جاء بعد إدراك واشنطن عزم وإصرار تركيا على حماية حدودها، وأعلن عدم معارضة أنقرة لهذه الخطوة مبدئيا.

وقبل نحو سنة، كانت الولايات المتحدة قد عرضت على تركيا إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً في شمال سوريا، إلا أن الجانب التركي رفض العرض الأميركي، آنذاك، رغم مطالبات عديدة من جانب أنقرة، لأسباب قال إنها تتعلق بوجود ملفات عالقة يجب توضيحها في العلاقة بين البلدين.

في هذا السياق، قال أوغلو، إن مقترح المنطقة الآمنة كان في الأصل "مقترحاً تركياً.. الرئيس أردوغان تكلم عن منطقة آمنة (..) الآن هناك اختلاف في التفاصيل، كيف ستكون هذه المنطقة؟ أين ستكون؟ هل سيكون هناك مضادات تركية؟ وهل سيسمح لسلاح الجو التركي التحليق فوقها؟ هذا الأمر ينظر إليه في تركيا على أنه اقتراح إيجابي، لكن هناك تفاصيل كثيرة يجب البحث فيها".

وحول هوية القوات التي يمكن أن تنتشر في تلك المنطقة، في حال وافقت أنقرة على العرض الأميركي، قال أوغلو إن "هناك قوات كردية أخرى (غير وحدات الحماية وحزب العمال الكردستاني) مثل البيشمركة السورية، وهي تابعة للمجلس الوطني الكردي". 

وأوضح "تركيا تريد أن تقول إن وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، ليسوا الممثل الشرعي والوحيد لأكراد سوريا... هذا غير مقبول لاعقلياً ولا منطقياً ولا حقيقياً على أرض الواقع.. هناك 480 ألف كردي في تركيا، وأحزاب كردية طردت من مناطق سيطرة الوحدات.. ما مصير هؤلاء؟".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق