بالتزامن مع إعلان التحالف الدولي لمحاربة داعش، اليوم الجمعة، بدء الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم التحالف، شون راين.
ترتفع حرارة الأوضاع الميدانية في شمال شرق سوريا، خاصة مع استمرار الإعلان التركي لاستهداف القوات الكردية في المنطقة هناك، إلا أن لروسيا كان رؤية أخرى حينما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الجمعة؛ بأن موسكو تعتقد أنه من المهم أن تنتقل الأراضي التي ستخرج منها القوات الأميركية، إلى سيطرة دمشق.
وكان مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية؛ أكد في وقت سابق اليوم، أن الجيش الأميركي بدأ سحب معدات عسكرية من سوريا.
بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أثناء زيارته القاهرة أمس الخميس، عزم بلاده سحب قواتها من سوريا، موضحا أن الحرب على تنظيم "داعش" ستتواصل، كما شدد بومبيو على أن واشنطن ستعمل بـ"الدبلوماسية" على "طرد آخر جندي إيراني" من سوريا؛ وفق قوله.
تحالف روسي-تركي؟
وفي سياق مواز؛ كشف موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي، يوم أمس الخميس، أن تركيا دعت إلى إقامة حلف روسي تركي إيراني في سوريا، على خلفية الانسحاب الأمريكي المفاجيء من سوريا، "بدعوى أن الإرهاب ما يزال موجودًا في الداخل السوري، والمنطقة ككل".
وأضاف تقرير الموقع بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعتزم زيارة روسيا؛ للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، لبحث ملف الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا.
وأشار موقع "ديبكا" إلى أن الرغبة التركية في التوجّه نحو روسيا بدأت تظهر بوضوح من خلال رفض "أردوغان" لقاء مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، خلال زيارة الأخير لأنقرة؛ يوم الثلاثاء الفائت.
وادعى تقرير الموقع الإسرائيلي أن أنقرة تنوي مهاجمة القوات الكردية في شرق وشمال سوريا، الأمر الذي تعارضه الإدارة الأميركية، وهو ما دفع أنقرة للدفع نحو إعادة الحلف الروسي التركي الإيراني في سوريا.
اقرأ أيضاً:خلافات داخل إدارة ترامب.. ما الذي يدور في البيت الأبيض؟
وحول ذلك يشير المحلل المختص في الشؤون الروسية؛ د.فهيم الصوراني، في حديثه لـ "روزنة" أن طبيعة العلاقات وطبيعة الأزمة (السورية) التي التقى عليها الأطراف الثلاثة (روسيا، تركيا، إيران) لا تتناسب مع مصطلح "الحلف" الذي تم الحديث عنه، مضيفاً بأن رفع مستوى العلاقات بينهم لا يمكن أن يصل إلا إلى ما يمكن تسميتهم بـ "التنسيق".
وأضاف بالقول: "الحديث عن أي حلف لا يمكن أن يتم؛ لأن ما يظهر إلى العيان حالياً بأن هناك خلافات تركية مع واشنطن، ما هي إلا خلافات تكتيكية، فتركيا تبقى عضو في الناتو، وكذلك يبقى التقارب التركي أكبر بكثير مع النظرة الأميركية للمنطقة".
مشيراً إلى أن موسكو تسعى ضمن سياق الملف السوري إلى تحييد الدور التركي فيه، ولفت في الوقت ذاته إلى رغبة موسكو في الحفاظ على مصالحها وعلاقاتها التجارية مع أنقرة؛ خصوصا فيما يتعلق بخط الغاز.
تدهور العلاقات بين أنقرة وموسكو؟
الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي كان قد أشار في تقريره يوم أمس الخميس بأن تركيا قدمت مقترحًا إلى روسيا بشأن مناطق الشمال السوري، إلا أن موسكو كان ردها مفاجئا وهددت في حال تنفيذ المقترح بالرد العسكري عليه.
وقال موقع "ديبكا" أنه وقبل أسبوعين زار وفد تركي عسكري رفيع المستوى روسيا، بهدف إقناع الروس بضرورة دخول القوات التركية إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، ولكن موسكو رفضت هذا الأمر، تماما.
وأوضح الموقع بأن روسيا لم تكتف برفض الأمر؛ بل أنها هددت الوفد التركي بأنه في حال قيام أنقرة بمثل هذا العمل، فإن الصواريخ الروسية المضادة للطائرات ستقوم بالرد الفوري.
وضمن هذا السياق يشير المختص في الشؤون الروسية؛ د. فهيم الصوراني إلى وجود خلافات روسية-تركية غير معلنة، والتي تتعلق حسب تعبيره بعدم إيفاء تركيا بتعهداتها فيما يتعلق باتفاق سوتشي حول إدلب وتنفيذ التزاماتها بالنسبة للفصل بين القوى المسلحة في إدلب بين الجماعات التي توصف بالمعتدلة وبين جبهة النصرة.
قد يهمك:هل باتت هيئة تحرير الشام تتحكم بمصير إدلب وشرق الفرات؟
ويرى الصوراني خلال حديثه لـ "روزنة" ضمن التطورات الحالية في سوريا بأن هناك عملية تجري من أجل إيجاد مخرج للولايات المتحدة وتركيا من ورطة الملف السوري من خلال محاولة الحصول على أي مقابل؛ من خلال رفع يدهم عن سوريا.
وفي نهاية الشهر الفائت، بحث اجتماع تركي روسي مشترك في موسكو، تبعات الانسحاب الأمريكي من سوريا، والتنسيق المشترك بين البلدين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية، في حينه إلى أن الاجتماع الذي ضم وزيري الخارجية والدفاع التركيين، مولود تشاووش أوغلو، وخلوصي أكار، ونظيريهما الروسيين سيرغي لافروف، وسيرغي شويغو، ناقش سحب القوات الأميركية من سوريا.
والتقى الوزيران التركيان، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ومتحدث الرئاسة إبراهيم قالن، نظرائهم الروس في مقر وزارة الدفاع بموسكو، وشارك في الاجتماع من الجانب الروسي أيضا رئيس الأركان فاليري غيراسيموف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف.
وقيّم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، آنذاك نتائج اللقاء الروسي التركي رفيع المستوى، مشيرا إلى أنه تناول محاربة الإرهاب والجوانب الإنسانية وعودة اللاجئين.
الكلمات المفتاحية