هل تراجع ترامب عن سحب القوات الأميركية من سوريا؟

هل تراجع ترامب عن سحب القوات الأميركية من سوريا؟
الأخبار العاجلة | 03 يناير 2019

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم أمس الأربعاء أن بلاده تسعى إلى حماية الأكراد الذين تحالفت معهم في سوريا لمحاربة تنظيم "داعش".

وأشار ترامب، خلال اجتماع مع أعضاء إدارته في البيت الأبيض؛ أن واشنطن تريد حماية الأكراد حتى رغم انسحاب قواتها من سوريا، منوهاً في حديثه إلى أن إكمال سحب العسكريين الأمريكيين من الأراضي السورية سيتطلب "فترة زمنية معينة"، بينما نفى في الوقت ذاته بأن يكون قد أمهل وزارة الدفاع الأميركية "4 أشهر" لإنجاز عملية الانسحاب.

وكانت الولايات المتحدة، أعلنت في الـ 19 من كانون الأول الفائت، عن بدء انسحاب قواتها من سوريا على إثر ما وصفته بدحر تنظيم "داعش" هناك، في خطوة لقيت انتقادات شديدة دوائر واسعة من السياسيين الأمريكيين بالإضافة إلى حلفاء واشنطن الدوليين.

كما واجه هذا الإعلان مواقف غاضبة من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وتعاونت معها الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأساسي لها ضد تنظيم "داعش" في سوريا.

وفي ظل هذه الانتقادات ذكر ترامب يوم 31 كانون الأول أن سحب القوات الأميركية من سوريا سيجري بصورة بطيئة، موضحا: "نعيد جنودنا ببطء إلى ديارهم ليكونوا مع أهاليهم بالتزامن مع مطاردة فلول داعش".

ما سر التصريح الأخير للرئيس الأميركي؟

الأكاديمية والباحثة السياسية السورية من واشنطن؛ د.مرح البقاعي، قالت في حديث لـ "راديو روزنة" أن تصريحات الرئيس الأميركي ليس فيها تراجع عن الانسحاب؛ مشيرة إلى ما قاله ترامب سابقاً حول أن فترة الانسحاب كانت من 60 إلى 100 يوم وهي فترة طويلة بالنسبة إلى عدد الجنود الأميركيين المتواجدين على الأرض السورية؛ وفق تعبيرها.

وأضافت البقاعي (رئيسة الحزب الجمهوري السوري) "العدد الموجود حوالي 2000 جندي؛ وبالإمكان سحبهم خلال 24 ساعة كما فعل ترامب مع المستشارين الدبلوماسيين عندما قرر الانسحاب؛ حيث تم انسحابهم خلال 24 ساعة".

اقرأ أيضاً:مساعي لمنح قوات النظام السيطرة على شرق الفرات.. ما حقيقة ذلك؟

كما لم ترى أي نوع من التراجع لدى الرئيس الأميركي وفق رأيه؛ معتبرة أن الشرح المستفيض من ترامب عن موضوع الانسحاب وقوله بأنه لم يجدول بعد زمنيا الانسحاب؛ يعود إلى اللقاء الذي حدث بينه وبين السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، حيث طلب منه السيناتور بأن يؤخر الانسحاب و أن يحمي حلفاء أميركا.

وكان السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام قال يوم الأحد الفائت؛ أنه خرج من اجتماع مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، متأكدا من التزام ترامب بدحر تنظيم داعش حتى مع اعتزامه سحب القوات الأميركية من سوريا.

وحذر غراهام من أن سحب كل القوات الأمريكية من سوريا؛ سيضر بالأمن القومي من خلال إتاحة الفرصة أمام تنظيم داعش لإعادة بناء نفسه؛ والتخلي عن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين تدعمهم الولايات المتحدة والذي يحاربون فلول ذلك التنظيم؛ وتعزيز قدرة إيران على تهديد إسرائيل.

إرث سيء من أوباما

من جانبه أكد مدير منتدى الفرات للدراسات؛ صلاح مسلم، خلال حديثه لـ "روزنة" أن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب كان مفاجئاً وذلك في وقت كان تتحدث فيه تصريحات المسؤولين الأميركيين إلى أن جنودهم ستخرج من سوريا بعد القضاء على داعش.

حيث جاء قرار الانسحاب المفاجىء وفق رأي مسلم وسط استمرار حملة تحرير الشمال السوري من داعش، وكذلك بعد التهديد التركي لشمال سوريا.

مضيفاً: "لذا لم يكن من المنطقي الانسحاب من شمال سوريا دون التأكد من القضاء على آخر داعشي، وعدم تدخل الدول في مصير الشعب السوري، فأميركا ليس لها مكان في النهاية في سوريا، ووجودها مؤقت تكتيكي".

قد يهمك:الإمارات وفرنسا في شرق الفرات.. من يتصدر المشهد هناك؟

واعتبر أن التصريحات الأخيرة لـ ترامب هي تحول إلى الصواب من أجل القضاء نهائياً على تنظيم "داعش"؛ والذي من شأنه تأكيد حل الشمال السوري ضمن الوطن السوري، لافتاً إلى أن الحل يكمن حالياً بالالتفات إلى الوطن السوري لتحريره عامةً من "رجس الإرهاب"؛ حسب قوله.

من جانبها لفتت الأكاديمية والباحثة السياسية السورية؛ د.مرح البقاعي إلى توجيه ترامب اللوم والاتهام للرئيس الأميركي باراك أوباما؛ بصفته مسؤولاً عن ضياع سوريا وعن ظهور الإرهاب فيها، ونوهت أن ترامب تسلّم تِركة سيئة من سلفه أوباما؛ حينما وضع الرئيس الأميركي السابق خطوطاً حمراء بخصوص استعمال الكيميائي في سوريا.

مضيفةً: "وعندما استعمل النظام الكيميائي لم يوجه له ضربة في ذلك الوقت، ولم يحترم أوباما وعده للشعب السوري، وفي ذلك الوقت لم يكن العالم يعرف داعش بعد، ولو أنه استأصل جذور الاستبداد منذ ذلك الوقت؛ لما خسرنا الكثير من السوريين، ولما كانت ظهرت داعش".

وكان دونالد ترامب، اعتبر في تصريحاته يوم أمس أن الولايات المتحدة خسرت سوريا منذ وقت طويل، مشيراً بأنه لم يعد فيها سوى الرمل والموت، وتابع قائلاً: "إننا لا نريد سوريا، أوباما سلمها منذ سنوات برفضه تجاوز الخط الأحمر، وأنا من تجاوزته عندما أطلقت 59 صاروخا عليها، لكن ذلك حصل بعد مرور فترة طويلة".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق