ما علاقة إيران بهجوم تحرير الشام على الجبهة الوطنية للتحرير؟

ما علاقة إيران بهجوم تحرير الشام على الجبهة الوطنية للتحرير؟
الأخبار العاجلة | 03 يناير 2019

اتسعت رقعة الاشتباكات بين الجبهة الوطنية للتحرير؛ وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في ريف إدلب الشرقي والجنوبي وريف حماة، حيث اندلعت مساء أمس؛ وصباح اليوم؛ اشتباكات على عدة محاور، بعد إعلان "الوطنية للتحرير" النفير العام لرد هجوم هيئة تحرير الشام على مناطق سيطرتها.

وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) شنت يوم الثلاثاء الفائت هجومًا على مناطق واقعة تحت سيطرة الجبهة الوطنية للتحرير، في العديد من بلدات غربي حلب، حيث تركز الهجوم على مدينة دارة عزة وقرى تقاد وبسرطون الواقعة تحت سيطرة حركة نور الدين الزنكي.

مدير المكتب الإعلامي للجبهة الوطنية للتحرير؛ محمد رشيد، قال في حديث لـ "راديو روزنة" أن هيئة تحرير الشام تذرعت بالمشكلة الأخيرة التي حصلت في بلدة تلعادة (غرب حلب)، وادعت أن "الوطنية للتحرير" هي المسؤولة عن قتل 4 من عناصرها.

وتابع حول ذلك: "لقد تفاجئنا بهجوم الهيئة على منطقة دارة عزة ومناطق أخرى، وباعتبار دارة عزة هي منطقة استراتيجية؛ فهي تسعى للتقدم إلى المناطق الاستراتيجية بشكل كامل".

اقرأ أيضاً: ماذا تنتظر تركيا من إتفاق إدلب؟

واعتبر رشيد أن الاعتداءات المتكررة من قبل هيئة تحرير الشام ليست بالجديدة، مشيراً إلى أن الهيئة دائما ما تحاول السيطرة على مناطق جديدة أو تفرض سيطرتها على مناطق أخرى؛ رغبة منها في فرض نفسها كقوة وحيدة مهيمنة على المنطقة بأسرها.  

و أكد محمد رشيد خلال حديثه لـ "روزنة" أن الجبهة الوطنية للتحرير مستمرة في عملها العسكري لإبعاد هيئة تحرير الشام إلى مناطقها، وأضاف: "بما أن الجبهة الوطنية أعلنت النفير العام بشكل كامل؛ فإن الجبهة لن تتراجع عن ذلك حتى إخراج هيئة تحرير الشام من المناطق التي سيطرت عليها".

معتبراً أن هيئة تحرير الشام تسعى للسيطرة على مناطق جديدة في ريف حلب الغربي كما كان هناك محاولات شبيهة في بعض المناطق بريف ادلب و ريف حماة؛ وفق قوله.

ولفت إلى استعادة "الوطنية للتحرير" المناطق التي سيطرت عليها الهيئة يوم أمس، مؤكداً على وجود أعمال عسكرية في مناطق جديدة يقومون بالتحضير لها؛ والتي ستبدأ خلال الساعات القادمة.

الجولاني امتداد لقاسم سليماني والبغدادي

من جانبه قال رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم (أحد الفصائل المعارضة العاملة في الشمال)؛ مصطفى سيجري، أن "الاعتداءات المستمرة" من قبل هيئة تحرير الشام منذ عام 2013 وحتى الوقت الراهن؛ تأتي في سياق المهام الوظيفية الموكلة لـ (زعيم الهيئة) الجولاني من الجهات المشغلة له.

ورأى سيجري خلال حديثه لـ "روزنة" أن التحركات العسكرية لـ هيئة تحرير الشام تهدف إلى فرض سيطرتهم الكاملة على المنطقة الممتدة من جبال الساحل إلى أطراف عفرين، بحثاً عن مخرج للإيرانيين والروس؛ الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة النقاط التركية بعد إتفاق سوتشي؛ ورفض تركيا لأي عملية عسكرية على أدلب وما حولها.

قد يهمك:صفقة محتملة لتعويم "حكومة الإنقاذ" في شمال سوريا

وتابع بالقول: "الجولاني بأفعاله الإجرامية المستمرة يعتبر إمتداد لمشروع العدو الخارجي وأحد أطرافه؛ إلى جانب كل من قاسم سليماني والبغدادي ومظلوم كوباني"، واعتبر أن سيطرة هيئة تحرير الشام على المنطقة يعني وضع المعارضة السورية والأتراك في مأزق كبير، كما أنها ستكون في الوقت ذاته فرصة للروس والإيرانيين لتقويض اتفاق إدلب.

وحول احتمالات تدخل تركيا لوقف هجوم الهيئة؛ قال سيجري: "تركيا كانت ومازالت تقف إلى جانبنا وبقوة من أجل حماية المنطقة وأهلها، إلا أنني استبعد أي تدخل عسكري مباشر باتجاه ضرب النصرة الآن".

وسبق أن واجهت هيئة تحرير الشام فصائل الجبهة الوطنية للتحرير في مرات سابقة العام الماضي في ذات السيناريو، ولم تسفر تلك المواجهات عن أي تغييرات ميدانية وازنة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق