جددت قوات النظام السوري يوم أمس الخميس؛ من خرقها لإتفاق المنطقة المنزوعة السلاح في ريفي حماة الشمالي والغربي، حينما تعرضت كلاً من قريتي تل الصخر والجيسات وأطراف كلاً من مدينة اللطامنة وكفرزيتا ومورك لقصف بالقذائف المدفعية والصاروخية وقذائف الدبابات.
في حين استهدفت قوات النظام المتمركزة في قرية معان؛ بالمدفعية الثقيلة قرية سكيك وتل سكيك بريف إدلب الجنوبي.
المحلل العسكري والاستراتيجي؛ العقيد فايز الأسمر، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن القصف على محيط وعمق المنطقة العازلة يهدف للتضييق على المدنيين واخافتهم واجبارهم على إفراغ المنطقة و النزوح للعمق استعدادا وتحضيرا لأي أعمال قتالية مستقبلية واجتياح سيقدم عليه لتلك المناطق.
مشيراً إلى هدف آخر تسعى له كلاً من روسيا والنظام من خلال القصف؛ من أجل الضغط على السكان المدنيين لتشكيل عبء زائد عليهم؛ وتأليبهم على الفصائل المعارضة، وخلق شرخ بينهم.
اقرأ أيضا..هل "ينهار" اتفاق سوتشي حول إدلب؟
واعتبر الأسمر أن النظام السوري ومنذ توقيع إتفاق سوتشي؛ يعمل وبتوافق من تحت الطاولة وفوقها؛ حسب تعبيره مع الضامن الروسي، لينسجم ذلك مع تصريحات النظام القائلة أن الاتفاق مؤقت ومرحلي، وبأنه يهدف لعودة إدلب تحت سيطرته سلما واستسلاما أو حربا؛ وفق رأي العقيد الأسمر.
وكان رئيس النظام السوري، اعتبر في منتصف شهر تشرين الأول الماضي، أن الاتفاق الروسي-التركي بشأن إدلب "مؤقت"؛ مشيراً إلى أن النظام حقق مكاسب كبيرة منه.
وقال الأسد في حينه؛ أن إدلب ستعود لسيطرة نظامه كغيرها من المناطق السورية.
المحلل العسكري؛ العقيد فايز الأسمر قال في حديثه لـ "روزنة" أن التكرار اليومي لمحاولات النظام اقتحام المنطقة العازلة من عدة محاور؛ بأنها استطلاع بالقوة بما ينذر بتحضير النظام والروس لأعمال قتالية قد تكون قريبة؛ وهدفها التكتيكي يأتي لتحديد أي المناطق الأكثر قوة أو ضعفا؛ في خطوط الفصائل الدفاعية وتحديد أماكن الوسائط النارية والأنفاق والتحصينات وأخذ إحداثياتها للتعامل معها مستقبلا.
وأضاف بقوله: "منذ توقيع الاتفاق؛ الخروقات لا تنتهي؛ فضلا عن خلق ذرائع مكشوفة باستخدام الفصائل للكيماوي من الروس والنظام وهدفهم من ذلك الانقلاب وخلق الأسباب لتحضير لاجتياح إدلب".
قد يهمك..هل تحارب الولايات المتحدة "تحرير الشام" بعد "داعش"؟
وحذر الأسمر في حديثه لـ "روزنة"؛ الفصائل المعارضة بضرورة اعتماد مبدأ التحصين للخطوط واعتماد بناء الدفاع بعمق وعلى عدة أنساق والبقاء على تماس دائم مع قوات النظام لتحييد الطيران والمدفعية بعيدة المدى، وتعزيز الحراسة والرصد والقيام بأعمال التلغيم.
وختم قائلاً: "الأهم من ذلك تأمين المدنيين واحتياجاتهم في مخيمات بعيدة عن خطوط النار؛ لكي لا يكونوا أداة ضغط نفسي عليهم".
وكان كلا من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان؛ أعلنا نهاية شهر أيلول الماضي في مدينة سوتشي عن اتفاق مشترك حول إدلب. وتضمن الاتفاق؛ برنامجا زمنيا لإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً، وكذلك الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب وتحصين نقاط المراقبة التركية.
الكلمات المفتاحية