دعا المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها، إلى النفير العام ضد تهديدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، داعياً حكومة النظام السوري إلى اتخاذ موقف رسمي ضد هذا التهديد.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، أن بلاده تعتزم إطلاق عملية عسكرية ضد مقاتلي سوريا الديموقراطية في شرق الفرات بسوريا "خلال أيام"، وقال في تصريحات نشرتها وكالة "الأناضول"، إن "أنقرة ستبدأ العملية العسكرية شرق الفرات خلال بضعة أيام، ولن يكون الجنود الأميركيون هدفها أبداً".
ما هي مساعي تركيا الحقيقية؟
الكاتب والمفكر السوري؛ د. سربست نبي، اعتبر خلال حديثه لراديو "روزنة" أن تصريحات الرئيس التركي مستمرة منذ سنوات؛ ضمن إطار التهديدات التركية؛ مؤكداً أنه لن يكون الأخير.
وتابع: "لنفترض أن هذه التصريحات جديّة، فهي قد تكون صدرت بعد ضوء أخضر أميركي بأن تكون العملية محدودة وضمن نطاق محدد"، لافتاً إلى أن عملية عسكرية محدودة ستلبي رغبات الرئيس التركي، على اعتبار أن خشية أردوغان وفق رأي نبي؛ تتمحور حول وجود كردي على الحدود التركية الجنوبية.
وأضاف أنه من الناحية الجيوسياسية فإن أردوغان يرغب في أن يحقق اختراقاً آخر؛ على غرار اختراق عفرين، بما سيفرض واقعاً يقسم المناطق الكردية في سوريا إلى ثلاث مناطق؛ ما من شأنه أن يضعف الموقف الكردي في المطالبة بوضع محدد لهم؛ وفق تعبير الكاتب السوري.
اقرأ أيضا:هل تشارك المعارضة السورية في التصعيد العسكري بمنطقة شرق الفرات؟
وأردف: "إذا كان هناك هجوم تركي محتمل؛ فهو لن يتعدى منطقة تل أبيض وأطرافها"، متابعاً "إذا حقق (أردوغان) انتصاراً سياسياً فحينها سيقر بذلك؛ ويلبي رغبات جمهور حزب العدالة والتنمية التركي".
من جهة أخرى، لا يشكك العقيد إسماعيل أيوب خلال حديثه لراديو "روزنة" بأن منطقة شرق الفرات تشكل تهديداً أمنياً لتركيا، وهي التي هددت مراراً بعملية عسكرية في المنطقة الممتدة على مدى 500 كلم من جرابلس وحتى الخابور، ويضيف: "كانت كل التهديدات التركية تتصادم مع الوجود الأميركي، والقواعد العسكرية الفرنسية والألمانية والإنكليزية والنرويجية".
ما هو موقف واشنطن؟
وزارة الدفاع الأميركية؛ أكدت في بيان لها أمس الأربعاء، أن "إقدام أي طرف على عمل عسكري من جانب واحد في شمال شرقي سوريا وخصوصاً في منطقة يحتمل وجود طواقم أميركية فيها، أمر مقلق للغاية، ولا يمكن قبوله".
وشدد على أن "الحل الوحيد للمخاوف الأمنية بالمنطقة، هو التنسيق، والتشاور المتبادل بين تركيا والولايات المتحدة"، وأفاد البيان بأن الولايات المتحدة ملتزمة العمل الوثيق مع تركيا، ومعنية بأعمال مجموعة العمل رفيعة المستوى حول سوريا، بين البلدين، من أجل تحقيق التنسيق، والتعاون، والتشاور بينهما".
ورأى نبي أن الرد الأميركي يمثل إشارة صريحة إلى أن واشنطن لن تقبل بالرضوخ للابتزاز التركي؛ بحسب وصفه، لافتاً في الوقت ذاته إلى صعوبة التكهن بدرجة الرفض الأميركي وعلى أي نحو ستكون.
ونوه إلى أن واشنطن قامت بوضع نقاط مراقبة حول منطقة تل أبيض؛ بشكل مكثف أكثر من غيرها في مناطق التماس الأخرى، من أجل أن تسقط واشنطن المناطق الذرائع من يد الرئيس التركي بأن قوات "قسد" أو "وحدات حماية الشعب" تشكل تهديداً لتركيا؛ بحسب نبي.
في المقابل، يرى الخبير بالأمور العسكرية؛ العقيد إسماعيل أيوب أن نقاط المراقبة الأخيرة أدت إلى تصاعد الخلاف بين أنقرة وواشنطن.
واستطرد في حديثه: "تهديدات أنقرة على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان قد تنفذ وقد لا تنفذ وقد تنفذ باتفاق سري مع واشنطن، ولكن في الوقت نفسه نحن شهدنا تحذيراً أميركياً جاداً، لذا لا بد من استبعاد إقدام تركيا على القيام بعملية عسكرية كبيرة، وربما يصل الطرفان إلى تسوية معينة تسمح خلالها واشنطن لتركيا بالقيام بعمليات عسكرية جراحية".
وعرج أيوب على إمكان إخراج واشنطن وقوات التحالف الدولي من سوريا، وقال إنها القوة الأكبر بالعالم، "ناهيك بانخراط الاتحاد الأوروبي، وروسيا وإيران وتركيا، وبالتالي ما يحدث في سوريا ليس بمعزل عما يحصل في منطقة الشرق الأوسط عموماً".