هل أصبحت عَمّان مُجبرة على إعادة العلاقات مع دمشق؟

هل أصبحت عَمّان مُجبرة على إعادة العلاقات مع دمشق؟
الأخبار العاجلة | 11 ديسمبر 2018

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أنه من الضروري فتح صفحة جديدة في التعامل مع "الأزمة السورية"، ودعا الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا؛ أمس الإثنين من عمّان، إلى التعامل مع "الأزمة السورية" وفق مقاربات جديدة تأخذ بعين الاعتبار الحقائق على الأرض وتستهدف إنهاء الأزمة.

مشيراً إلى أن غياب الدور العربي عن جهود الحل السياسي في سوريا؛ هو أمر غير مقبول؛ وفق وصفه، وشدد الصفدي على أهمية دور عربي إيجابي يساعد في التوصل إلى حل سياسي يقبله السوريون وينهي "الكارثة" في سوريا.

المحلل السياسي الأردني؛ عامر السبايلة؛ قال في تصريحات لـ "راديو روزنة" أن ما قاله وزير خارجية بلاده تفكير "طموح" إلا أنه يرى بأن تحقيق ذلك صعب في الفترة القادمة، معتبراً بأنه في ظل إستمرار واشنطن بوضع "فيتو" على تدخل عربي مباشر في الحل السياسي السوري؛ فإن ذلك سيصعب على الأردن التدخل بشكل فاعل.

وأضاف بالقول: "مساحة المناورة مع دول المحور الأمريكي تجاه الحليف الأمريكي هي مساحة ضئيلة، إلا أن الأردن تحاول إقناع واشنطن بأهمية تدخلها، لما له من تأثير بالنسبة لها على الصعيدين الداخلي والاقتصادي"، لافتاً إلى أن الأردن لديها حضور في المجموعة المصغرة حول سوريا؛ بسبب الطبيعة الجغرافية المشتركة مع سوريا فقط.

ونوه متابعاً: "إذا أرادت الأردن أن تلعب دوراً أهم، فعليها أن تقوم بخطوات أكبر تجاه النظام السوري، ليستطيع أن يخلق نوع من أنواع التوازن من أجل البدء بالحل السياسي".

اقرأ أيضاً..هل تطوي الجامعة العربية "صفحة الماضي" مع الأسد؟

واعتبر السبايلة خلال حديثه لـ "روزنة" أن عمّان مضطرة إلى أن تقوم بإعادة العلاقات مع النظام، فالأردن بحسب وصفه شبه معزول ومضطر لتفعيل حدوده، وبالتالي يتوجب تفعيل أهم حدوده المشتركة والتي تجمعه مع سوريا.

وفي سياق مواز كان وزير الخارجية الأردني قد التقى أيضاً المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، مساء أمس، وبحث معه مستجدات الملف السوري والجهود الهادفة إلى إيجاد حل سياسي لها.

وأوردت الخارجية الأردنية في بيان لها؛ بأن اللقاء تطرق إلى التأكيد على أهمية استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين السوريين في الأردن، وأكد الجانبان حرص واشنطن وعمان على الاستمرار في تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون والتنسيق، وفقًا للبيان الأردني.

ما أهمية الدور العربي في الملف السوري؟

المحلل السياسي الأردني؛ عامر السبايلة، لفت خلال حديثه لـ "روزنة" إلى إمكانات تدخل بعض دول المنطقة العربية بشكل أكبر في الملف السوري، موضحاً بأن الأردن ممكن أن يقوم بدور ريادي في مسار الحل السياسي بخصوص سوريا، فالمناخات داخل الأروقة العربية؛ بحسب تعبيره؛ تتشكل لذلك.

إلا أن السبايلة يعتقد بأن مصر مؤهلة أكثر للعب الدور الريادي في سوريا، وذلك يعود وفق رأيه إلى حجم وثقل مصر في الجامعة العربية، فضلاً عن طبيعة العلاقة المتوازنة لها مع أغلب الدول الخليجية وخصوصا السعودية.

قد يهمك..هل تُعلن الأردن إعادة علاقاتها مع النظام السوري؟

ويختم حديثه بالقول: "ممكن للجهود الأردنية المصرية أن تنسق ضمن هذا الاتجاه، لكن هناك معضلة أساسية مازالت مستمرة بالنسبة للأردن، وهي أن هذه الجهود يستطيع أن يقوم به من يملك علاقات مع دمشق؛ يستطيع أن يوظفها ضمن هذا الاتجاه".

يذكر أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأردني؛ يوم أمس، أن الاستقرار في سوريا يحتاج عملية سياسية "ذات المصداقية"، وقال دي ميستورا: "مع اقتراب نهاية مهامي مبعوثا أمميا إلى سوريا، فإنه من الضروري بذل جهد إضافي، وبحث كل السبل لدفع العملية السياسية في سوريا قدما".

وفي سياق ذي صلة رفض رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، انعقاد قمة اقتصادية عربية في لبنان منتصف الشهر المقبل، دون دعوة النظام السوري إليها ومشاركتها الفعّالة فيها، وفق ما نقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية؛ يوم أمس، وقال: "أعجب كيف أنهم لا يدعون سوريا، علما أنّ لبنان وسوريا تربطهما علاقات كاملة".

وأضاف: "أنا من جهتي قلت أكثر من مرة وفي اجتماعات برلمانية عربية، لا أقبل انعقاد الاجتماعات من دون سوريا، ولن أقبل أي اجتماع عربي آخر من دون سوريا".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق