قمة رباعية جديدة في إسطنبول..هل يستمر اتفاق إدلب؟

قمة رباعية جديدة في إسطنبول..هل يستمر اتفاق إدلب؟
الأخبار العاجلة | 04 ديسمبر 2018

 

قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن موسكو مستعدة للمشاركة في محادثات رباعية جديدة حول سوريا مع كل من تركيا وألمانيا وفرنسا.
 
ونقلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية عن بيسكوف قوله: "أن اللقاء يمكن أن يتم في وقت قريب جدا"، مشيرا إلى أنه ليس مهماً أي من الدول الأربع ستبادر إلى تنظيم اللقاء، ولكن الأمر الرئيسي الذي ينبغي تركيز الانتباه عليه وفق تعبيره هو إمكانية إجراء اللقاء بحد ذاته إضافة إلى صيغته.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما يوم السبت الفائت؛ على هامش قمة العشرين في الأرجنتين، بضرورة عقد قمة جديدة لبحث الوضع في محافظة إدلب.
 
ماذا تنتظر تركيا من القمة الجديدة؟

وحول ذلك يعتبر المحلل والباحث السياسي السوري "معن الطلاّع" في حديث خاص لراديو روزنة، أن دعوة أردوغان إلى قمة جديدة تنطلق من ضرورة الحد من تحركات النظام الأخيرة في ريف ادلب الغربي؛ وضبطها وإيقاف كل ما من شأنه جعل تطبيق الاتفاق حول إدلب غير ممكناً.
 
ويشير الطلاّع إلى أن عقد القمة الجديدة يعني التفكير في تمديد اتفاق المنطقة العازلة الذي سينتهي بنهاية هذا العام؛ خاصة في ظل تنامي الأطروحات الروسية الرافضة لعمل اللجنة الدستورية، مما سيؤدي وفق تعبيره إلى تأخير مداخل الحل السياسي، والذي من شأنه أن يعيد الهواجس الأمنية التي دفعت أنقرة باتجاه حراك سياسي مكثف؛ مع موسكو وطهران لإنجاز اتفاق المنطقة العازلة.

اقرأ أيضاً:هل "ينهار" اتفاق سوتشي حول إدلب؟

بدوره يلفت الكاتب والمحلل السياسي التركي "فراس رضوان أوغلو" في حديثه لراديو روزنة، أن دعوة أردوغان تأتي من أجل تثبيت ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع السابق في إسطنبول، مضيفاً بأن الدعوة تأتي أيضاً في سياق التأكد من استمرار الدعم لتثبيت إيقاف إطلاق النار في إدلب لمصلحة تركيا.
 
ويتابع بالقول: "خصوصا بعد التصريحات القادمة من دمشق حول استعادة إدلب، وهذا التصريح لن يأتي دون رضى روسي نوعا ما، وكذلك من إيران التي تبحث لها عن موطئ قدم"، مشيراً إلى رسالة مهمة ستبعث بها تركيا من خلال القمة التي ستعقد قريباً، بأن التوافق الروسي التركي قائم، وأن الطرفان مازالا يراعيان مصالح الآخر.

وكانت قد عقدت قمة رباعية حول سوريا بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظرائه؛ الفرنسي ايمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في اسطنبول في السابع والعشرين من تشرين الأول الماضي، وأكدت في بيانها الختامي الالتزام بوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وأنه لا بديل من الحل السياسي للأزمة في سوريا، وضرورة العمل على تسهيل عودة المهجرين السوريين.
  
هل تتوصل القمة الجديدة إلى اتفاق دولي لتفكيك "جبهة النصرة"؟

النائب السابق لرئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، "خالد المحاميد" كان قد أشار في تصريحات صحفية سابقة إلى خطة دولية ضد "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في إدلب.

وقال "المحاميد" في لقاء على قناة "العربية الحدث"، يوم الجمعة؛ أن "الشهر الجاري سيشهد عدة تطورات؛ إذ تم وضع خطة للقضاء على (هيئة تحرير الشام) في الشمال وتم الاتفاق عليها من قبل الجانب الأمريكي"، وأضاف "المحاميد": أن الجانب التركي سيكون مشاركًا في العملية، كون خطر "الهيئة" يستهدف الجميع سواء الروس أو الأتراك أو أمريكا، أو حتى أربعة ملايين مدني، بحسب تعبيره.
 
وفيما يتعلق بهذا الجانب يقول الطلاّع لراديو روزنة، أن ملف تفكيك "هيئة تحرير الشام" سيبقى حاضراً في كافة التفاعلات السياسية المتعلقة بإدلب، متابعاً: "هو أمرٌ تعهدت أنقرة من خلاله بتفكيك المنظمات المتشددة في إدلب؛ وهو ما يرشح أن تكون تلك الخطط في مطلع العام القادم؛ حيث تهدف تركيا بأن تكون رؤيتها هي المتحكمة في هذا السياق نظراً لإدراك طبيعة التعقيد والتداخل ناهيك عن تداعياته المحتملة".
 
قد يهمك:ما هي أبرز نتائج قمة إسطنبول الرباعية؟

ويتوقع الطلاّع بأن تكون ملامح الرؤية التركية قائمة على سلسلة إجراءات وفق جدول زمني مؤلف من ثلاث مراحل؛ "الأولى تثبيت الاتفاق ودفع جميع الأطراف لاحترامه بما فيها تلك المنظمات؛ والثانية خلق عدة خيارات للتفكيك عابرة للأدوات العسكرية؛ أما المرحلة الثالثة فستكون في حال عدم تحقيق التفكيك السلمي هي المواجهة العسكرية".
 
معتبراً أن هذه الرؤية تتيح لأنقرة من جهة تخفيف تكلفة التدخل العسكري وما يحمله من تورط محتمل وتداعيات إنسانية؛ وتجعل السير في هذه الاستراتيجية متوازياً مع التقدم في سير العملية السياسية الذي سيتيح لتركيا من قياس هواجسها الأمنية.
 
ويختم المحلل والباحث السياسي السوري حديثه لروزنة بالإشارة إلى أن الحاجة الأبرز من عقد القمة الجديدة يبقى متسقاً مع ما تتطلبه سياسة التوازن في التحالفات التي تتبعها أنقرة في التعاطي مع الروس والأمريكان.

"لا سيما بعد تعثر تحويل التصريحات الأمريكية حول منبج لواقع يراعي الهواجس التركية؛ هذه السياسة التي تستوجب من أنقرة توجيه رسائل متمسكة بعلاقتها الاستراتيجية في موسكو بما يتعلق بالشأن السوري".
 
وكان كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، أعلنا عن توصلهما منتصف شهر أيلول لاتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب؛ بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري، وقضى الاتفاق بأن تكون المنطقة المنزوعة السلاح، بعمق ما بين 15 إلى 20 كلم.

واشترط بوتين آنذاك بسحب من سماهم "الراديكالين والإرهابيين" من المسلحين في إدلب من المنطقة، وأن تقوم دوريات روسية تركية مشتركة بمراقبة المنطقة ومنع الاحتكاك، على أن يستمر ذلك لغاية السابع من كانون الأول الجاري.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق