تضاربت الأنباء حول إجهاض 20 امرأة سورية، خلال الأيام الأخيرة، في مخيمات اللاجئين السوريين ببلدة عرسال على الحدود السورية اللبنانية، لأسباب مجهولة، بينما نفت مصادر محلية لروزنة تلك المعلومات.
وذكر المسؤول الصحي في الهيئة الطبية بمنطقة عرسال، بحسب ما أفاد موقع زمان الوصل، أن مشفى الهيئة الطبية وجمعية الإرشاد في بلدة عرسال شهدا حضوراً غير مسبوق لنساء سوريات، أحضرن في حالة إسعاف بعد إجهاضهن لحملهن لأسباب غريبة ومجهولة.
وبعد متابعة روزنة للقضية ، أفادت مصادر محلية، نقلاً عن مستوصف الإرشاد، أنه لم يردهم أي حالة إجهاض، وأن تلك المعلومات خاطئة، كما نفت الهيئة الطبية في المنطقة الحادثة بشكل كامل.
وأضاف المسؤول الصحي المشرف على معاينة ومعالجة بعض أولئك النسوة، حسبما ذكرت زمان الوصل، أن جميع الحالات اللواتي تمت معاينتهن ومعالجتهن لم تقمن بأي محظورات صحية أو جسدية توجب الإجهاض كشرب أدوية أو حمل أوزان ثقيلة.
اقرأ أيضاً: هل تستطيع الحكومات الأوروبية ترحيل اللاجئين السوريين؟
وأشار إلى أن جميعهن بعد الاطلاع على سجلهن الصحي لم يتعرّضن لأي حالة إجهاض من قبل، وأنهن ولدن العديد من الأطفال ولادة طبيعية، حيث تراوحت فترات الحمل بين النسوة من شهر إلى تسعة أشهر.
ولفت المسؤول الصحي، أنه من خلال مقاطعة الشهادات والروايات التي وصلت من ذوي النساء المجهضات، أن المياه التي يتم إحضارها إلى المخيم بواسطة صهريج قد تكون هي السبب الرئيسي لهذه الحادثة الجماعية.
بدروه أكد محمد الضاهر في الهلال الأحمر القطري لراديو روزنة، عدم صحة المعلومات الواردة عن عملية الإجهاض، مشيراً إلى أن المياه التي يوزّعها الهلال الأحمر القطري مفلترة ونقية وصحية، ويتم فحصها بشكل شهري.
وقالت الطبيبة منى السالم إلى راديو روزنة، في حال حدوث عمليات الإجهاض فإنه يجب دراسة كل حالة على حدة لمعرفة السبب، وفي حال عدم وجود سبب مجهض، حينها يكون الموضوع مرتبط بأمر وبائي كوجود جرثومة معينة، لكن أيضاً يجب إجراء بعض التحليلات لمعرفة السبب الحقيقي.
وطالب أهالي المخيم بتحليل تلك المياه لمعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام والشرب، حيث تعرضت خمس نساء للإجهاض في إحدى مخيمات عرسال، الذي يتألف من 55 عائلة فقط من أصل 20 امرأة من كامل المخيم، بحسب زمان الوصل.
وأضافت الطبيبة لراديو روزنة، أنه لايمكن إثبات أن المياه السبب الرئيسي في إجهاض أولئك النسوة إلا بعد عمل تحاليل للمياه، وللأجنّة المجهضة، ودراسة كل حالة إجهاض على حدة.
وأشارت إلى أنه في حال تأكيد وجود جرثومة "الإي كولاي" التي تنتقل عبر المياه، والتي تؤدي إلى انتانات بولية نسائية، فهي تؤدي إلى الإجهاض.
قد يهمك: ألمانيا.. مسؤول الهجرة واللجوء يطالب بسياسة "حازمة" حيال اللاجئين
وتابعت، أنه من أسباب الإجهاض في الأشهر الأولى وجود تشوهات صبغية أي "خلل بالإلقاح" لذلك أكدت أنه يجب دراسة حالة كل امرأة بشكل منفرد، كما أن ظروف المخيم غير الجيدة ممكن أن تكون سبباً في الإجهاض، كنقص التغذية والفيتامينات اللازمة لنمو الجنين، وقلة النظافة في المخيم والتي تؤدي إلى الانتانات النسائية أو البولية، كل تلك ممكن أن تكون أسباباً للإجهاض، بحسب الطبيبة.
كما أكّدت أنه يجب معرفة عدد النساء الحوامل في المخيم، لمعرفة نسبة النساء اللواتي أجهضن، ففي حال كانت نسبة النساء المجهضات بين 50 – 70 في المئة، فهي نسبة عالية جداً، مما يعني وجود وباء أدى لذلك.
ويعيش في مخيمات عرسال القريبة من الحدود السورية، ما يقدر بنحو 60 ألف لاجئ، وفق تقديرات لمنظمات إنسانية، فيما يستقبل لبنان بشكل عام أكثر من مليون لاجئ سوري، إذ يشتكي مسؤولون لبنانيون مراراً من أعباء استضافة السوريين، كما تعرض لاجؤون سوريون في لبنان لإساءات عنصرية من مواطنين لبنانيين في عدد من المناطق.
وكان المحامي اللبناني "جوزيف أبو فاضل" الموالي للنظام السوري طالب في وقت سابق اللاجئين السوريين في لبنان بوقف الولادات الجديدة، على اعتبار أنها تزيد من الأعباء في لبنان، مشيراً إلى أنه لا يستطيع تحمل وجود اللاجئين السوريين في لبنان.
وسبق أن أكد الرئيس اللبناني ميشال عون إن بلاده لم تعد قادرة على تحمل عدد اللاجئين السوريين في لبنان، مطالباً مساعدة القوى العالمية لإعادتهم إلى المناطق الآمنة في سوريا.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني في شهر آب الماضي، أنها خصصت مراكز في جميع الأراضي اللبنانية لاستقبال طلبات اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة إلى سوريا، كما أصدرت تعليمات بخصوص تسوية أوضاع المغادرين.
الكلمات المفتاحية