هل تكون اللجنة الدستورية "موضع خلاف" بين موسكو وأنقرة؟

هل تكون اللجنة الدستورية "موضع خلاف" بين موسكو وأنقرة؟
الأخبار العاجلة | 14 نوفمبر 2018
في تطور جديد يشي باختلاف محتمل في التوجهات السياسية لكلاً من موسكو وأنقرة حول ملف الحل السوري، أكد نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، يوم الاثنين الفائت، على وجوب تضمين الأكراد السوريين بشكل أكبر في عملية تشكيل اللجنة الدستورية وتحضير مسودة الدستور السوري.

ويأتي التوجه الروسي الجديد حول مشاركة الأكراد في اللجنة الدستورية على النقيض من موقف تركيا الرافض بشكل مستمر لأي تواجد كردي في العملية السياسية حول مستقبل الحل في سوريا.

وما تزال تركيا ترفض مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي أو أي طرف من قبل الإدارة الذاتية بشمال شرق سوريا، في أي مسار سياسي أو تفاوضي للحل في سوريا، مشيرة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي وما يتصل به من تنظيمات سياسية وعسكرية يشكلون تهديداً على تركيا.

حيث تعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب وهي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي؛ والتي تشكل أساساً مهماً في قوات سوريا الديمقراطية؛ امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تضعه أنقرة على قوائم الإرهاب.

ما موقف الأكراد من التصريحات الروسية؟

وأكد "عضو هيئة العلاقات الخارجية في حزب الإتحاد الديمقراطي بأوروبا"؛ دارا مصطفى، في حديثه لروزنة ترحيبهم بتصريحات نائب وزير الخارجية الروسي معتبراً أن ما قاله الدبلوماسي الروسي يمثل الحقيقة.

مضيفاً "نحن نعتقد أن ماقاله يمثل الحقيقة التي تتجسد بضرورة إشراك الكرد و جميع الأطراف المعارضة و التي تؤمن بالحل السياسي التوافقي و السلمي للأزمة السورية، و يبقى السؤال؛ هل روسيا قادرة على الالتزام بهذه الحقيقة التي أعلنتها هي بنفسها و في أكثر من تصريح و مناسبة؟".

اقرأ أيضاً..هل تؤجل الولايات المتحدة تشكيل اللجنة الدستورية من أجل حلفائها؟

وكان بوغدانوف قال في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، حول رأيه بغياب جزء كبير من الأكراد عن عمل اللجنة الدستورية السورية، "السؤال الذي كان دائماً مطروحاً خلال العمل على الحل السياسي في سوريا هو "من يمثل المصالح الكردية".

وأضاف "حين كان يجري النقاش سابقاً على المستوى السياسي وحول مسودات الدستور، طبعا كان المنطق الصحيح هو تضمين الأكراد في هذا العمل وليس إبعادهم وبالتالي تغذية المشاعر الانفصالية، وهذا كان موقفنا منذ البداية".

وبالنسبة لتعطيل تشكيل اللجنة الدستورية و انطلاق العمل بمهامها فيرى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "أحد المكونات الرئيسية لمجلس سوريا الديمقراطية" أن لتركيا مصلحة لها بتعطيل عمل اللجنة الدستورية.

ويعتبر دارا مصطفى في حديثه لروزنة أن تركيا تريد الحفاظ على مبررات وجودها في سوريا و الاستفادة قدر المستطاع من الفوضى و الأزمة التي تمرّ بها سوريا، وفق تعبيره.

ويتابع بالقول "الأزمة السورية بوابة لتركيا لتصدير أزماتها السياسية والإقتصادية إلى الخارج أما الروس فهم الأحوج إلى استقرار سوريا خاصة بعد توقيعهم اتفاقيات تضمن استمرار وجود قواعدهم و قواتهم في المياه الدافئة إلى أمد طويل وهو ما يعزز حضورهم كلاعب دولي في المنطقة".

منوهاً إلى أن ما ذكره يندرج تحت إطار المنطق الاستراتيجي أما من حيث الواقع و التكتيك السياسي فستبقى روسيا تبتز تركيا حتى إقرار آخر بند في الدستور وتسليم آخر شبر من الأرض إلى النظام.

واعتبر الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية؛ رياض درار، أن نجاح اللجنة الدستورية السورية المزمع تشكيلها خلال الفترة القادمة يكمن في مشاركتهم فيها، ولفت درار في حديث سابق إلى راديو روزنة أنهم مهتمون بالمشاركة في اللجنة الدستورية، مبيناً أنه في حال عدم مشاركتهم في اللجنة فإنها لن تنجح ولن تقدم شيئاً صحيحاً لمستقبل سوريا.

هل تعكر موسكو من صفو علاقتها مع أنقرة؟

المحلل السياسي الروسي والمتخصص بشؤون الشرق الأوسط "أندريه اونتيكوف" قال خلال حديث خاص لراديو روزنة أن موسكو كانت دائما ما تصر على دور بارز للأكراد في الملف السوري.

حيث أصرت موسكو سابقاً على دعوة الأكراد إلى مفاوضات جنيف، وكذلك مشاركتهم أيضاً في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي "بداية العام الجاري"، ولكن الرفض التركي هو ما كان يمنع ذلك.

قد يهمك..هل يشارك الأكراد في اللجنة الدستورية؟

ويتحدث أونتيكوف عن الموقف الروسي تجاه التواجد الكردي في ملف العملية السياسية السورية، حيث يشير إلى أن روسيا ترى بأنه وبدون احترام المصالح الكردية لا يمكن إيجاد حل للأزمة السورية، وفق قوله.

ويضيف بقوله: "خاصة و أنه في ضوء التطورات الخاصة بمنطقة شمال شرق سوريا وتشكيل مؤسسات الإدارة الذاتية هناك، فلذلك الطريق الوحيد للحفاظ على وحدة الأراضي السورية هو مشاركة الأكراد في كل جوانب العملية السياسية السورية".

وفي الوقت الذي يشير فيه المحلل الروسي خلال حديثه لروزنة إلى أن الموقف التركي الرافض لتواجد الأكراد في العملية السياسية هو مشكلة كبيرة في المستقبل السوري، إلا أنه يلفت إلى عدم إمكانية حصول هناك خلاف تركي روسي بسبب اختلاف الموقف من الأكراد.

ويعتبر أونتيكوف أنه وعلى الرغم من الموقف المختلف بين الجانبين؛ إلا أن موسكو تسعى للحفاظ على علاقات متينة مع أنقرة، بسبب أن النفوذ التركي قوي في تطورات الملف السوري.

ويختم حديثه مشيراً إلى أن روسيا تحتاج للمشاورات مع الجانب التركي بخصوص الدور الكردي في مستقبل سوريا، معتقداً أن موسكو ستتجه نحو تحقيق هذا التعاون، "نحن بحاجة لتعميق التعاون مع الجانب التركي، وكذلك بحاجة لتنسيق أعمق، ويجب الوصول إلى نقاط مشتركة مع الجانب التركي بخصوص دور الأكراد في العملية السياسية". 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق