هل تفتح "سوريا الديمقراطية" باب الخلافات الأمريكية-التركية من جديد؟

هل تفتح "سوريا الديمقراطية" باب الخلافات الأمريكية-التركية من جديد؟
الأخبار العاجلة | 06 نوفمبر 2018
قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية في حديث لراديو روزنة أن الدوريات المشتركة بين القوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية هي إشارة واضحة للقوات التركية بأن تصعيدها في شرق الفرات غير مقبول وعليها أن تتوقف عن ذلك.
 
وبدأت القوات الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية، يوم الأحد، بتسيير دوريات مشتركة على الحدود مع تركيا، ذلك بعدما شنت القوات التركية؛ الاسبوع الماضي قصفاً على مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، حيث تقول أنقرة أنها استهدفت جماعات على ارتباط بحزب العمال الكردستاني والتي تصنفه على لائحة الإرهاب لديها.
 
في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن تسيير الولايات المتحدة الأمريكية لدوريات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية على الحدود السورية مع بلاده "أمر غير مقبول".
 
وقال الرئيس التركي للصحافيين بعد لقائه مع كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، حسب وكالة الأنباء التركية "الأناضول" أن "تسيير القوات الأمريكية دوريات مع وحدات حماية الشعب الكردية أمر غير مقبول"، وتابع: "أتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يوقف الدوريات المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية على الحدود السورية بعد اجتماع باريس".
 
ما هي خيارات التحالف الدولي في مواجهة التهديدات التركية؟
 
وأوضح الأستاذ رياض درار في حديثه لراديو روزنة أن الدوريات المشتركة بين قوات التحالف الدولي الذي تقوده القوات الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية هو إشارة واضحة إلى أن التحالف الدولي لن يتخلى عن مشروعه الموجود في شرق الفرات.
 
ويضيف بالقول: "بالتالي هو يعطي إشارة للقوات التركية بأن حركتها غير مقبولة أن تهديدها مرفوض وبالتالي عليها أن تتوقف عن ذلك".  
 
اقرأ أيضاً.."قوات سوريا الديمقراطية" تعلن وقف عملياتها ضد "داعش"

ويعتبر درار أنه وبعد تسيير الدوريات المشتركة سوف يتراجع التهديد التركي إن لم يتوقف، مشيراً إلى أن تركيا ما تزال تسعى لتحقيق أهدافها بالحصول على شريط بامتداد حدودها مع سوريا تسميه بالخط العازل؛ وذلك وفق ما يشير له اتفاق أضنة عام 1998 الذي وقع على عهد حافظ الأسد.
 
ويتابع: "يمكننا القول أن تركيا سوف تراهن على القوى الداعمة لها (الموقف الروسي والموقف الإيراني)؛ وهذا ما سميته حلف الشرق، من أجل أن ترى إمكانية دعم موقفها والاستمرار في تحقيق أهدافها للحصول على شريط بامتداد الحدود تسميه الخط العازل بحسب اتفاق أضنة".

ويوضح رئيس مجلس سوريا الديمقراطية إلى أنه في حال استمرت تركيا بتهديداتها واستهدافا لمناطق شرق الفرات فإنها ستؤثر بذلك على مهام قوات التحالف في مكافحة داعش، مما سيعطي إشارة سلبية حول الدور التركي في محاولة عرقلة الأهداف الأمريكية في المنطقة والمتمثلة القضاء على داعش ووقف التمدد الإيراني ثم السعي للحل السياسي في سوريا.
 
كيف ستكون ردة الفعل التركية؟
 
من جانبه يعتبر الكاتب والمحلل السياسي التركي؛ الأستاذ "إسماعيل كايا"، في حديثه لراديو روزنة أن صور القوات الأمريكية أثناء الدوريات المشتركة في شرق الفرات هو أمر مستفز جدا للمسؤولين الأتراك ويدفعهم للغضب من الموقف الأمريكي.
 
ويضيف "الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر نفسها حليف استراتيجي لتركيا، وفي نفس الوقت تقيم تحالف استراتيجي أكبر مع الوحدات الكردية في شرقي نهر الفرات ".
 
قد يهمك..ما هي أبرز نتائج قمة إسطنبول الرباعية؟

ويشير المحلل السياسي التركي إلى أن الولايات المتحدة حاولت من خلال هذه الدوريات إيصال رسالة لتركيا أنها مازالت تدعم هذه القوات ولن تسمح بهجوم كبير عليها من قبل القوات التركية بعد تهديدات الرئيس التركي، "أعتقد أن ذلك سيضر بالعلاقات التركية الأمريكية وسيولد خلافات أكبر خلال الفترة المقبلة".
 
ويرى كايا بأن الضغط التركي باتجاه شرقي الفرات كان يهدف بالدرجة الأولى للضغط على تسريع اتفاق منبج وسحب "الوحدات الكردية" من هناك، ولم تكن تركيا بوارد القيام بعملية عسكرية مبكرة هناك، وفق قوله.

ويضيف بأن التهديدات التركية وحتى بدء قصف بعض مواقع عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية لا يعني بالضرورة أن تركيا أمام عملية عسكرية واسعة في شرق الفرات، "تركيا بكل تأكيد ترغب بإنهاء تواجد التنظيمات الإرهابية على الحدود السورية مع تركيا، لكنها في المرحلة الحالية غير مستعدة لذلك".

معتبراً أن تركيا ستحتاج فترة أطول للتنسيق مع الولايات المتحدة التي ينتشر جنودها في تلك المنطقة، وكذلك فإنها لن تقوم بعمليات عسكرية مباشرة يمكن أن تخاطر وتؤدي لمواجهة مع الولايات المتحدة.

ونشرت وكالة "هاوار" للأنباء مقطع فيديو، يوم الأحد الفائت، يظهر مدرعات أمريكية تقوم بدوريات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية لمراقبة الحدود السورية التركية.
 
وأفادت الوكالة، المقربة من قوات سوريا الديمقراطية، بأنه نتيجة الهجمات التي يشنها الجيش التركي، على المناطق الحدودية الفاصلة بين سوريا وتركيا شرق نهر الفرات، بدأت قبل قليل دوريات مشتركة من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، تضم آليات ومدرعات عسكرية بجولة على الحدود بين ناحية الدرباسية ومنطقة رأس العين، في محافظة الحسكة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق