قال مدير صحة الحسكة لدى حكومة النظام السوري، محمد رشاد خلف، اليوم الخميس، إن مديرية الصحة أنذرت معظم المشافي الخاصة بالمحافظة وهددتها بالإغلاق، نتيجة تقديم شكاوى على ارتفاع الأسعار عن حدها الطبيعي.
وأوضح خلف، أن مديرية الصحة طالبت المشافي الخاصة بالتقيّد والالتزام بالتعرفة الطبية المحدّدة من وزارة الصحة حسب القرار التنظيمي رقم 79/ت والقرار التنظيمي رقم 13/ت ، المتضمن تعديل تعرفة وحدة الأعمال الطبية والجراحية وتحديدها بـ750 ليرة كحد أعلى و375 ليرة كحد أدنى، حسب صحيفة الوطن.
كذلك أشار مدير الصحة إلى أن المديرية خلال جولاتها الرقابية لاحظت ارتفاع وزيادة في أجور العمليات الجراحية والإقامة والخدمات الطبية المقدمة لمرضى تلك المشافي التي زادت عن حدها الطبيعي المتعارف عليه.
بدوره أفاد نقيب أطباء الحسكة زهير جورج أن الأسعار ارتفعت قيمتها إلى عشرة أضعاف في المنطقة بشكل عام بعيداً عن المسألة الطبية، وأن أجرة الكشف الطبي أقل بكثير من حالة التضخّم النقدي الحاصل اليوم.
اقرأ أيضاً: القامشلي.. لهذا السبب فصل المشفى الوطني عدداً من موظفيه
وطالب وزارة الصحة بحلول جديدة تتناسب مع ظروف اليوم، وخاصة أن المشافي الخاصة حسب قوله تحصل على المواد الطبية اللازمة من السوق السوداء، لأنه ممنوع عليها نقلها براً وجواً من مصادرها في المركز وإلى المحافظة بما في ذلك مواد الصيانة.
وقالت هدى محمد إحدى قاطنات محافظة الحسكة لروزنة، إن "المعاينة" في المشافي الخاصة تبلغ قيمتها بين الـ 2500 إلى 4 آلاف ليرة سورية، في حين أن العمليات يبلغ سعرها بين الـ 50 – 150 ألف ليرة سورية.
وأضافت أن عملية الولادة القيصرية تتراوح قيمتها بين 100 و120 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 200 دولار أمريكي، أما عملية استئصال "الزائدة الدودية فكلّفت أحد أقربائها 90 الف ليرة سورية، في الوقت الذي لا تتناسب فيه الأسعار مع واقع المشفى من ناحية توافر الأجهزة والنظافة.
كما أفاد مراسل روزنة في الحسكة، أن معظم أهالي المحافظة غير قادرين على دفع تكاليف المشافي الخاصة، حيث يتطلب أحياناً المرض أو الحالة العلاجية النوم في المشفى لأكثر من يوم ما يرهق المواطن مادياً.
ولفت أن الأدوية في المشافي الخاصة تباع بسعر مضاعف عن الأدوية التي تباع خارج المشفى.
ويلجأ بعض الأطباء إلى إرسال مرضاهم إلى صيدليات محدّدة أو مراكز تصوير أو تحاليل مخبرية، بدون حاجة المريض لذلك بهدف الاستفادة المادية، بحسب المراسل.
وتفاقم الوضع الصحي في الحسكة إثر هجرة الكوادر الطبية والصيدلانيين منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث أوضحت إحصائيات مديرية صحة الحسكة العام الماضي هجرة 1857 طبيباً حتى نهاية عام 2015، في حين ترك 654 صيدلياً عملهم، إضافة إلى الكوادر الطبية من ممرضين ومساعدين طبيين وفنيين، بسبب تدني الرواتب والضغوط الأمنية.
الكلمات المفتاحية