كشفت صحيفة أمريكية أن بقاء قوات الولايات المتحدة في قاعدة التنف العسكرية في سوريا أمر لا تراجع فيه، معتبرة أنها تمثل هدف مركزي للإدارة الأمريكية في استراتيجيتها الجديدة في سوريا.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بحسب ما ترجم موقع راديو روزنة أن الإدارة الأمريكية تسعى وفي مواجهة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط إلى تركيز بقاءها في قاعدة التنف العسكرية؛ التي ستكون مساعداً رئيسياً لدبلوماسيي الولايات المتحدة.
وأُنشئت قاعدة التنف العسكرية عام 2014 من قبل الولايات المتحدة في إطار محاربة التحالف الدولي لتنظيم داعش، وتقع على بعد 24 كم من الغرب من معبر التنف الحدودي ، في بادية حمص.
إلا أن قاعدة التنف أصبح لها هدفا استراتيجيا جديدا بعد اقتراب القضاء على تنظيم داعش، فالموقع الاستراتيجي للقاعدة على طول الطريق السريع الذي يربط إمدادات النظام السوري بدمشق مع داعميه في طهران يجعل من قاعدة التنف حصنا مهما ضد النفوذ الإيراني في سوريا، وفق ما أشارت الصحيفة الأمريكية.
وتعتبر واشنطن بوست أن قاعدة التنف ستصبح مكاناً ذو أهمية كبرى للإدارة الأمريكية في إطار خطط البيت الأبيض لمواجهة سعي إيران لتكريس نفوذها في المنطقة.
وتعهد الرئيس ترامب بمواجهة النفوذ الإيراني والدعم الذي تقدمه لحلفائها ووكلائها المنطقة ، من لبنان إلى اليمن إلى سوريا، وهذا الأمر الذي أصبح محور استراتيجية في الشرق الأوسط.
ويقول المسؤولون الأمريكيون الآن أن الولايات المتحدة ستلتزم بالبقاء في سوريا إلى أن تغادر القوات الإيرانية، متعهدة بإنهاء برنامج طهران للدعم العسكري والمالي الهائل الذي ساعد رئيس النظام السوري بشار الأسد وأسهم في قلب موازيين الحرب السورية.
في الأثناء صرّح قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال "جوزيف فوتيل"، أن التحالف الدولي قضى إلى حد بعيد على قدرة تنظيم "داعش"، على احتلال أراض جديدة في سوريا، وقال "فوتيل" يوم أمس، أن "وجود القوات الأمريكية في قاعدة التنف العسكرية لا يزال ضروريا، للتصدي للنشاط الإيراني المتزايد في المنطقة".
وأضاف فوتيل بحسب ما نقلت عنه الصحيفة إلى أن تواجد القوات الأمريكية في التنف سيوفر نفوذا مهما للسياسيين الأمريكيين من أجل تحقيق أهدافهم.
في حين قال روبرت فورد، السفير السابق للولايات المتحدة لدى سوريا، خلال حديث للواشنطن بوست أن النظام السوري يمكن أن يقوم بهجوم مضاد على القاعدة العسكرية من خلال العمل مع المتطرفين الإسلاميين كما فعل خلال حرب واشنطن في العراق، "لا يوجد لدى الأمريكيين أي رد واضح".
ونوهت الصحيفة إلى تصريحات مسؤول أمريكي أفاد من خلالها بأن إدارة ترامب تعهدت بتوسيع المهمة العسكرية إلى أن تحقق هزيمة دائمة لتنظيم داعش، بينما يقول البيت الأبيض الآن إن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا إلى أن تختفي القوات الإيرانية، في حين يشير مسؤولون أن المهمة الموازية للولايات المتحدة والمتمثلة بمواجهة إيران قد تكون دبلوماسية أكثر منها عسكرية.
"لم يُطلب من البنتاغون مواجهة إيران، التي يعتقد أنها تقود قوة تضم ما لا يقل عن 10 آلاف مقاتل في سوريا".