قال صحفي تونسي متخصص في شؤون الحركات الإسلامية خلال حديث خاص لراديو روزنة، أن لجنة برلمانية تونسية تعنى بملف تسفير الشباب التونسيين إلى سوريا، تواصلت مع خارجية النظام السوري بغرض معرفة أعداد السجناء التونسيين في سوريا والتهم الموجهة لهم.
ولفت الإعلامي والمحلل السياسي التونسي "باسل ترجمان" خلال حديثه لروزنة إلى أن اللجنة البرلمانية تواصلت مع خارجية النظام السوري؛ إلا أن عمل اللجنة متوقف حاليا "اللجنة تبحث حول من يقف وراء هذا الملف في تونس فأساس عملها هو كشف من قام بتسفير عدة آلاف من الشباب التونسيين الى سوريا ومن سهل عملية انتقالهم".
وتُعنى لجنة تحقيق برلمانية تونسية بشبكات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، حيث قامت هذه اللجنة بإعداد برنامج للتواصل مع وزارة خارجية النظام السوري لمتابعة ملفات الإرهابيين التونسيين الموقوفين في السجون السورية.
المحلل السياسي التونسي "باسل ترجمان" أشار خلال حديثه لروزنة بخصوص الموقوفين التونسيين ضمن جماعات إرهابية في سوريا، بأن حالات توقيفهم لها ثلاثة أشكال "منهم من تم ايقافهم على الحدود عند دخولهم إلى سوريا أثناء تسللهم إليها، ومنهم من تم إيقافهم في المعارك، وكذلك هناك من تم إيقافهم خلال وجودهم في الأراضي السورية ولكن ليس أثناء المعارك العسكرية".
وأردف ترجمان أن عمل اللجنة ينصّب على كشف حقائق هذا الملف ومن يقف وراءه، حيث سيحتاج كشف الملف الكثير من الوقت.
تبادل المعلومات الأمنية بوابة لإعادة العلاقات مع دمشق؟
وأوضح الإعلامي التونسي أن متابعة ملفات تتعلق بشؤون الإرهاب وجماعاته لا يمكن أن يتم إلا من خلال أجهزة متخصصة قادرة على فهم وتحديد مخاطر هذا الملف والتعاطي معها؛ وفق قوله.
"تبادل المعلومات الأمنية لم يعد عملا سريا او استخباراتيا كما كان من قبل، فاليوم دول العالم تتعاون حول ذلك من أجل كشف الكثير من هذه القضايا، حتى ولو كان بين الدول خصومات وعداوات".
وحول احتمالات إعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين تونس ودمشق كشف "ترجمان" خلال تصريحاته لروزنة أن "هنالك تعاطف ومطلب شعبي في تونس مع عودة العلاقات الرسمية بين تونس ودمشق؛ وعودة السفير التونسي إلى دمشق وكذلك بالمثل عودة السفير السوري إلى تونس".
وبيّن المحلل السياسي التونسي أن هناك غضب ورفض شعبي تونسي بخصوص أن تكون المعارضة للنظام السوري تقودها "جماعات إرهابية"؛ حسب تعبيره، مشيراً إلى أن هذا الأمر هو الذي أفقد المعارضة السورية كل دعم ومساندة في الرأي العام التونسي.
وكشف "ترجمان" لروزنة عن عودة هادئة للعلاقات بين تونس ودمشق، "هناك دبلوماسي سوري عاد إلى تونس للإشراف على تسيير شؤون الجالية السورية في تونس وهناك أيضا دبلوماسي تونسي في دمشق"، مضيفاً بأن عودة العلاقات ستكون قريبة ولن تتأخر وخاصة أن هنالك رغبة شعبية تونسية بعودة هذه العلاقات مع دمشق؛ وفق قوله.
وختم المحلل السياسي التونسي حديثه بالقول "هناك شعور بالذنب لدى الرأي العام التونسي، متمثل بأن سوريا لم تسىء لتونس على امتداد السنين الماضية، فيما أساء أولئك الإرهابيين التونسيين الذين أساءوا لتونس في سوريا< وشوهوا صورة التونسيين لدى الرأي العام السوري".
وكانت السلطات التونسية الرسمية قد أكدت وجود قائمة بنحو 2929 إرهابياً تونسياً موجودين ضمن التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية، ومن هؤلاء نحو 70 في المائة ينشطون فوق الأراضي السورية.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قام بتحرك ساعي لإعادة العلاقات مع النظام السوري؛ في شهر آب من العام الفائت؛ حيث اعتبرها البعض آنذاك خطوة بالاتجاه الصحيح، بينما اعترض عليها آخرون بشدة، فيما أرسلت تونس عام 2014، قنصلا عاما إلى سوريا لخدمة مصالح جاليتها.