يستمر أهالي مخيم الركبان الحدودي في اعتصامهم المفتوح الذي أطلقوه في التاسع من الشهر الجاري، و ذلك حتى تحقيق مطالبهم في إدخال المواد الإنسانية والإغاثية إليه، وفتح طريق دمشق بغداد الذي أغلقه النظام مازاد من صعوبة الوضع الإنساني داخل المخيم.
و قال المتحدث الرسمي بإسم حملة أنقذوا مخيم الركبان عماد غالي: إنَّ المعتصمين قاموا بتوجيه نداء إلى منظمة اليونيسيف لإيجاد حلّ لوضع أكثر من مئتي حالة طبية موجودة في المخيم بحاجة إلى دخول سريع و فوري إلى المستشفيات الأردنية لتلقي العلاج، من بينهم أطفال مصابون بحالات إلتهاب الكبد الوبائي، ونساء بحاجة لإجراء عمليات ولادة قيصرية، إضافة إلى مصابي الحرب.
و كان الدفاع المدني السوري الخوذ البيضاء، قد أعرب عن استعداده لإرسال كوادر لتقديم المساعدة في مخيم الركبان المحاصر على الحدود السورية الأردنية.
وقال مدير الدفاع المدني رائد الصالح، في تغريدات على "تويتر"، إنهم مستعدون لإرسال كوادرهم لمساعدة المدنيين المنكوبين في مخيم "الركبان"، وطالب الأمم المتحدة بتسهيل مرورهم إلى المخيم للمساعدة وتقديم الخدمات لآلاف النازحين المحاصرين.
كما دعى ما يقارب 120 منظمة من منظمات المجتمع المدني في سورية، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكك، بالضغط على النظام السوري، والقوات المساندة له، وللذين يحاصرون مخيم الركبان و يمنعون وصول المواد الغذائية إليه، وذلك لإنقاذ عشرات الآلاف من النازحين المحاصرين.
وارتفع عدد وفيات المخيم نتيجة نقص الرعاية الصحية والغذاء في مخيم "الركبان" إلى 15 حالة، خلال الأسابيع الماضية.
و يخضع مخيم الركبان الحدودي ، منذ حزيران الماضي لحصار خانق، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات النظام .
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” قد ناشدت جميع الأطراف الفاعلة في سوريا، لإدخال المساعدات إلى النازحين المحاصرين في مخيم الركبان، بعد أيام على وفاة طفلين لسوء الرعاية الطبية.
وقالت المنظمة، عبر حسابها في “تويتر”، في وقت سابق “نناشد جميع أطراف النزاع في سوريا وأولئك الذين لهم نفوذ عليهم، لتسهيل وصول الخدمات الأساسية والسماح لها، بما فيها الصحية، إلى الأطفال والعائلات”.
فيما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء إن النظام السوري وافق على طلب الأمم المتحدة بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان الحدودي مع الأردن.
ووفق ما نقلت الوكالة عن مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة، فإن المساعدات سوف تدخل المخيم الأسبوع المقبل، على أن يتم إيصالها لآلاف المدنيين السوريين العالقين في المخيم ، في حين لم يأكد أحد من النشطاء داخل المخيم على إخطارهم عبر أي منظمة بقرار إدخال هذه المساعدات .
يشار إلى أن مخيم الركبان هو مخيم عشوائي يقع في المنطقة الحدودية السورية الأردنية، من الجهة السورية، ويمتد على طول 7 كيلومترات من المنطقة المحرمة المنزوعة السلاح بين البلدين، وبعمق 3 كيلومترات، وتم إنشاؤه بعد فرار الآلاف من السوريين إلى هذه المنطقة بحثًا عن الأمن عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات شاسعة من شرق سوريا.
وينحدر معظم قاطنيه من أرياف، الرقة ودير الزور وحمص وحماة، ولا يُسمح لهم بدخول الحدود الأردنية إلا للحالات الاضطرارية، وذلك بعد قيام تنظيم داعش بمهاجمة قوات حرس الحدود الأردنية في عام 2016
ويعاني سكان المخيم من ظروف معيشية قاسية في ظل غياب دور المنظمات الإغاثية وصعوبة إدخال المساعدات الإنسانية لهم.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت إنها لم تستطع إدخال سوى دفعتين من المساعدات الإغاثية للمخيم، خلال العام الماضي، كان آخرها في حزيران 2017، محذرة من تدهور الوضع الإنساني هناك.