من يرغب باستمرار "فَزّاعة" داعش في السويداء و دير الزور؟

من يرغب باستمرار "فَزّاعة" داعش في السويداء و دير الزور؟
الأخبار العاجلة | 17 أكتوبر 2018
على عكس ما أعلنت عنه مسبقاً معارك مواجهة تنظيم داعش في بادية السويداء وريف دير الزور، فبعد أكثر من شهر على انطلاق المعارك التي أعلنت عنها قوات النظام السوري في ريف السويداء الشرقي، وكذلك ما أعلنته قوات سوريا الديمقراطية في معركتها "عاصفة الجزيرة" ضد تنظيم داعش في آخر جيوب التنظيم في المحافظة.

إلا أن مجريات المعارك ضد داعش وتطوراتها على الأرض، تشي بأن أمد المعارك سيكون أطول مما كان قد أعلن عنه وما كان متوقعاً ضمن النطاق الجغرافي المحصور والمحدد ضمن هذه المعارك.
 
وفي وقت تشير تقارير أن لكل طرف ممن يحارب داعش له أهدافه وأسبابه في إطالة أمد المعركة، سواء أسباب بشرية أو متعلقة بالعوامل الطبيعية، بينما تتوقع تحليلات أن الأهداف تختلف بشكل جذري عن الأسباب المعلنة، فالنظام السوري في السويداء يسعى لاستعمال تنظيم داعش كورقة ضغط على أهالي المحافظة الرافضين للانضمام إلى صفوف قواته وتجاوز عددهم الـ 40 ألف.

بينما لا تسعى الولايات المتحدة والتي تدعم قوات سوريا الديمقراطية في مكافحة تنظيم داعش (شرق الفرات) أن ينتهي أمد المعارك سريعاً على ما يبدو، سعياً في الانتهاء من إرساء عوامل تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في سوريا، بعدما أعلنت الإدارة الأمريكية مؤخراً أن هدف بقاء قواتها في سوريا أصبح بشكل رئيسي يتمثل في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وليس فقط محاربة تنظيم داعش.
 
هدنة بين قوات النظام وداعش في السويداء!
 
وأفادت تقارير محلية يوم أمس إلى توصل قوات النظام السوري وعناصر تنظيم داعش الإرهابي لاتفاق "وقف إطلاق نار" في منطقة الصفا، شرق محافظة السويداء، ورجحت التقارير أن وقف إطلاق حصل لتنفيذ اتفاق لم يكشف عن تفاصيله بعد.
 
وحول ذلك يشير الأكاديمي والمحلل السياسي "د.مهيب صالحة" في حديث خاص لراديو روزنة إلى أن المعلومات عن وقف إطلاق النار فيما لو كانت صحيحة فإن الهدف منها وفق اعتقاده هو عسكري تكتيكي ولا يتسم بالديمومة.

 وبرر ذلك بالقول "الصراع مع تنظيم داعش الإرهابي ليس مؤقتاً ولا سهلاً وهو يحتاج إلى وقت طويل وتحشيد إمكانات وقدرات، وهذا ما يجري الآن سواء شرقي الفرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية، أو في البادية شرق السويداء من قبل القوات الحكومية وحلفائها من إيران والتابعين لها".

وأضاف صالحة في حديثه لروزنة بأن بقاء التنظيم في منطقة تلول الصفا لا يشكل تهديداً لمحافظة السويداء طالما بقيت قوات النظام السوري والجماعات المسلحة الأهلية والايرانية الرديفة له تشكل مانعاً لا تستطيع داعش تخطيه غرباً إلا بتواطؤ ما لأن الصراع على جبل العرب في أوجه الآن بين دول إقليمية مهمة.
 
 "الدول التي تتصارع حاليا على جبل العرب هي إيران واسرائيل ـ وفي ظهرهما روسيا وأمريكا اللتان لم تتوافقا بعد على شكل تموضع المنطقة الجنوبية وخاصة جبل العرب في الخارطة الجيوسياسية لسوريا".
 
لافتاً في حديثه إلى أن اللاعبين في البادية الآن وكذلك في شرق وغرب الفرات تتحكم بقرارتهم جملة تقاطعات وتناقضات في مصالحهم، وبين هؤلاء اللاعبين الدوليين نلاحظ تشظي اللاعبين المحليين من الجانبين، المعارض والموالي، وداعش التي لا تعدو كونها شركة مساهمة مغفلة الكل له فيها أسهم يحركها متى يشاء في بورصة السياسة المحلية والإقليمية والدولية.
 
ماذا عن "مكرمة القائد" في السويداء؟

ويشير المحلل السياسي "د.مهيب صالحة" في حديثه إلى روزنة أنه وفي سياق الصراع المحتدم على جبل العرب؛ تأتي زيارة كل من وفد حميميم العسكري الروسي والاجتماع بالجماعات المحلية المسلحة في قرية قنوات بهدف التحاق المطلوبين للخدمة الالزامية والاحتياطية؛ وكذلك المسلحين إلى الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا وتموله ويعمل تحت إمرتها.

وكذلك أتت بالتزامن مع ذلك زيارة وفد عسكري من الفرقة الرابعة اجتمع مع شخصيات أهلية من الجبل في قرية مياماس لدعوة المطلوبين للالتحاق بالجيش وفق صيغة وصفت " بمكرمة القائد ".

ويضيف صالحة "في الحالتين من الواضح أن الوفدين ومن خلفهما قياداتهما السياسية والعسكرية لا يدركان الأسباب الحقيقية لتخلف شباب ورجال الجبل عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والتي يمكن اختصارها بموقف سياسي أخلاقي بديهي وعفوي من المقتلة السورية".
 
وتابع حديثه حول العرض المقدم من قبل الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام السوري "إن ما أسموها مكرمة القائد لا تقرأ إلا في سياق التسابق بين اللاعبين الدوليين وملحقاتهم المحليين على الجبل وأبنائه من شباب ورجال، ليكونوا رافداً بشرياً ومعنوياً في ظل النقص الشديد في الموارد البشرية والمعنوية لمعارك جديدة؛ يتم التحضير لها سواء في إدلب أو تلول الصفا أو شرق الفرات".

العوامل الطبيعية في مصلحة داعش!

وكانت قوات النظام السوري؛ أطلقت في الحادي عشر من شهر أيلول الفائت، عملية عسكرية في البادية السورية ضد مجموعات تتبع لتنظيم داعش منتشرة في المنطقة.
 
وقالت وسائل إعلام النظام الرسمية إن العملية انطلقت من بادية السخنة من جهة تلة الصاروخ جنوب الشولا في ريف دير الزور الغربي باتجاه شمال غرب التنف على الحدود العراقية السورية، وأضافت أنها تهدف إلى تمشيط تلك المنطقة من فلول تنظيم داعش الهاربين من بادية السويداء.
 
 وتحصن تنظيم داعش في منطقة تلول الصفا الوعرة بعد انسحابه من مناطق واسعة في البادية، كما يتحصن أيضاً في جيب يمتد بين محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور.
 
ومن جانب آخر كانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أعلنت في العاشر من أيلول الفائت عن عملية عسكرية ضد التنظيم الإرهابي المتحصن في مدينة هجين شرق الفرات، وقالت أنها في المرحلة الأخيرة من عملياتها العسكرية والتي تستهدف السيطرة على بلدات هجين، السوسة، الشعفة مع القرى والمزارع التابعة لها.
 
وتبعد مدينة هجين مسافة 110 كيلومترات إلى الشرق من دير الزور، وحوالي 35 كيلومترًا عن مدينة البوكمال، وتبلغ مساحتها 250 كيلومترًا مربعًا عدا القسم الصحراوي منها.
 
وكان القيادي في قوات سوريا الديموقراطية ريدور خليل، قال في تصريحات لوكالة فرانس برس يوم أمس أن العمليات العسكرية لطرد تنظيم "داعش" الإرهابي من مدينة هجين ستستغرق وقتا أطول من المتوقع.
 
وقال أن " داعش يستفيد كثيرا من الظروف المناخية، بما في ذلك العواصف الرملية"، مشيرا إلى أن ذلك ساعدهم على الفرار من طائرات الاستطلاع ووسائل مراقبة أخرى.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق