تواصلت الاشتباكات، اليوم السبت، بين "هيئة تحرير الشام" وحركة "نور الدين الزنكي"، المنضوية تحت راية "الجبهة الوطنية للتحرير" غرب حلب، لليوم الثاني على التوالي، بعد هدنة بين الجانبين لم تدم سوى ساعات.
وقال محمد أديب، عضو المكتب الإعلامي في "الجبهة الوطنية للتحرير" لـ "روزنة" إنّ "(الهيئة) نقضت اتفاق التهدئة مع (الجبهة) وهاجمت صباح اليوم مواقع للأخيرة في محيط ميزناز قرب الأتارب غرب حلب".
وفي السياق ذاته، قال مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" لـ "روزنة" إنّ "ما يجري في ريف حلب الغربي، ليس صراعًا بين (الهيئة) وأي فصيل عسكري، وإنما هو حملة لاعتقال عدد من مروجي المصالحات مع النظام تطورت إلى اشتباكات معهم".
وهو ماردّ عليه القيادي في "الجبهة الوطنية للتحرير" بالقول: "ما تروجه (الهيئة) عن اعتقال مطلوبين للنظام، هو تميع للقضية، وهم حشدوا؛ بذريعة اعتقال شخص يعمل في فرع أمني تابع للنظام في حلب، وهو لم يأتي على الإطلاق إلى بلدة (كفر حلب)".
اقرأ ايضًا: "الهيئة" تسيطر على بلدة غرب حلب
وأشار إلى أنّ "جميع من اقتحم البلدة، أمس الجمعة، هم غرباء عنها"، وأنّ عناصر فصيله "فوجؤوا بمداهمة منازلهم وقراهم في البلدة؛ ما أدى إلى وقوع اشتباكات، خلفت قتلى وجرحى بصفوف المدنيين".
وأعلن، أمس الجمعة، في بيان مشترك يانٍ مشتركٍ بين الهيئة ومجلس محلي كفر حلب أنه "بعد صدور مذكرات إخطار بحق أشخاص عدة من أهالي كفرحلب، وأغلبهم من بيت عسّاف والمتورّطين بقضايا سرقة وخطف وحشيش، تم تسيير رتل فجر اليوم، لإلقاء القبض عليهم".
وقال إنه قد تم نشر مقطع فيديو من الشرطة يُثبت تورّطهم، وعدم مثولهم أمام القضاء، ووقّع على البيان كلٌ من "هيئة تحرير الشام"، وممثل عن بيت عساف، والمجلس المحلي لبلدة كفرحلب بريف حلب الغربي.
وأورد أنه "تم إلقاء القبض على عدد منهم ولاذ بعضهم بالفرار، وتمترس بعضهم بالمدنيين، ما أدى لحصول اشتباك نتج عنه وقوع قتلى وجرحى كان من بين الجرحى أخ من القوة تم أسره من قِبَل هؤلاء ورفضوا إسعافه".
وتابع: "نزولا عند رغبة أهلنا في كفر حلب تم الجلوس مع الوجهاء والمجلس المحلي في البلدة وتم الاتفاق معهم على بنود عدة"، منها تسليم مطلوبين، وخروج من أسمتهم الهيئة "المفسدين"، و"إخلاء سبيل كل شخص لا يثبت عليه ادعاء أو يكون مطلوبًا لأي جهةٍ معينة".
وتعهد الوجهاء والمجلس المحلي بعدم حماية المطلوبين وتسليمهم، وذلك حسب الاستطاعة، بالإضافة إلى "عدم رجوع المفسدين إلى كفرحلب نهائيا، وفي حال عودتهم يكونوا مطلوبين للهيئة".
ولا يعتبر الخلاف بين حركة "نور الدين الزنكي" و"هيئة تحرير الشام" جديدًا، إذ بدء الخلاف بينهما إثر خروج الأولى من ائتلاف (الهيئة) في تموز/ يوليو 2017، من تصعيد الخطاب الإعلامي بينهما إلى أن انتهى بمعارك بين الجانبين مطلع العام الجاري.
انتهت المعارك بعد أسابيع من القتال بسيطرة "الهيئة" على كامل الشريط الحدودي مع تركيا شمال إدلب، فيما انتزعت "الزنكي" السيطرة على مدينة "دارة عزة" الاستراتيجة غرب حلب من ايدي "الهيئة"، ليتفق الجانبان فيما بعد على وقف القتال الذي أودى بحياة العشرات بينهم مدنيين.
الكلمات المفتاحية