بدأ، في منتصف أيلول الماضي، العام الدراسي في مدينة الرقة شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وسط فرحة الطلاب، على الرغم من ضعف التجهيزات المدرسية التي طال معظمها القصف، إضافة إلى قلة الكادر التدريسي المؤهل.
يعبر أحمد، طالب في الصف الخامس، عن سعادته بالعودة إلى مقاعد الدراسة بعد أربع سنوات من الانقطاع، ويقول لـ "روزنة": إنني"سعيدٌ للغاية بالعودة إلى المدرسة، أقلامي وكتبي تعني لي الشيء الكثير".
ويضيف: "كانت مدرستي مغلقة منذ خمس سنوات؛ بسبب القصف والمعارك في المدينة ومحيطها.. المدرسة مدمرة..لا توجد دورات للمياه..(أبواب..نوافذ) مافي، حتّى مياه للشرب غير متوفرة".
على الرغم من الوضع السيء لمدرسة أحمد، إلا أنّه يتمنى ألا تعود الحرب إلى مدينته، كي تمكّن من متابعة تعليمه بأمان، حيث يحلم بأن يصبح طبيبًا بيطريًا يُعالح الكلاب والقطط. بحسب تعبيره
في 9 نيسان/ أبريل، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الرقة بعد طردها فصائل المعارضة منها، حيث فرض مناهجه التعليمية الخاصة على مدارسها، وأحدّث فيها عددًا من المدارس والمعسكرات الخاصة به لإعداد الأطفال إيدلوجيًا، وعسكريًا، كما أغلق المكاتب التعليمية والجامعات فيها، وأسس جامعة خاصة به تحتوي على بضع كليات منها: "الطب، العلوم الشرعية".
انسحب تنظيم "داعش" من المدينة في نهاية عام 2017، بعد محاصرته من قبل قوات سوريا الديمقرطية (قسد) بدعم من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، في جيوب صغيرة من المدينة، قبل تسمح لمقاتليه بالخروج إلى معاقله في بادية دير الزور مقابل تسليم المدينة.
تقرير من مراسل "روزنة" في الرقة
وذكر عبد الله الخلف، مراسل إذاعة "روزنة" أنّ "منظمات غير حكومية افتتحت، ثماني مدارس داخل أحياء المدينة، وأطلقوا مبادرة التعليم (التعليم لا يؤجل)"، مشيرًا إلى أنّ "الأهالي يفضلون تسجيل أبنائهم في المدارس التابعة للمنظمات؛ كونها مجهزة بشكل جيد لاستقبال الطلاب، من بينها
مدرسة السلام التابعة لمنظمة (نما)".
وقال عيد المحمد، مدير المدرسة لـ "روزنة" إننا "نمتلك كادرًا تدريسيًا مجازًا، خضعوا لدورات تدريبية (خاصة)"، وإنّ "عدد الطلاب بلغ فيها 430 تلميذًا، تراوح أعمارهم بين سبع سنوات و 12 سنة".
مدرسة السلام التابعة لمنظمة (نما)".
وقال عيد المحمد، مدير المدرسة لـ "روزنة" إننا "نمتلك كادرًا تدريسيًا مجازًا، خضعوا لدورات تدريبية (خاصة)"، وإنّ "عدد الطلاب بلغ فيها 430 تلميذًا، تراوح أعمارهم بين سبع سنوات و 12 سنة".
فيما تعاني المدارس التي افتتحها مجلس الرقة المدني، وهو الجناح الخدمي لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، والبالغ عددها نحو 43 مدرسة، حيث تفتقر إلى التجهيزات المناسبة؛ بسبب تعرضها للدمار؛ نتيجة القصف الجوي الذي تعرضت له.
وقالت أم أحمد، والدة أحد التلاميذ في المدينة لـ "روزنة": "قبل خمس سنوات لم يكن هناك أي مدارس في المدينة..أطفالنا لم يتعلموا أي شيء خلال تلك السنوات"، مشيرة إلى "تحوّل ألعابهم إلى تشييد مقرات وحواجز، وأسلحة".
وعلى الرغم من سعادة السيدة، إلا أنها تبدّي تخوّفها على صحة أطفالها من قدوم فصل الشتاء، وتقول: "الفرحة كبير بعودة أطفالنا إلى المدارس، لكنني أخاف على أطفالي من الإصابة بالأمراض؛ كون فصل الشتاء على الأأبواب، وهنا لا نوافذ..لا أبواب، والمياه يقول الأطفال إنها وسخة وملوثة".
تتحدث مصادر مطلعة في الرقة عن سوّق عدد من المعلمين إلى "التجنيد الإلزامي" في صفوف "قسد"، ما قد يؤثر على العملية التعليمة في المحافظة، ويُبشر بنقص حاد في الكادر التعليمي، إلا أنّ المسؤولين في الإدارة الذاتية يقللون من تلك الإجراءات، ويشيرون إلى أنّهم يقومون بتعويض النقص من خلال المسابقات التي يُعلن عنها بين الحين والآخر.