ما هي الحروب الثلاثة التي تنتظر سوريا؟

ما هي الحروب الثلاثة التي تنتظر سوريا؟
الأخبار العاجلة | 27 سبتمبر 2018
كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكي أن ملف الصراع السوري يدخل مرحلة جديدة على إثر اتفاق سوتشي حول إدلب بين روسيا وتركيا.
 
وقال موقع المجلة الأمريكية في مادة تحليلية ترجمها راديو روزنة أنه مع اقتراب انتهاء مكافحة تنظيم داعش، بالتزامن مع التوافق الحالي حول إدلب؛ فإن سوريا تنتظر ثلاثة حروب وذلك بفعل الأطراف المتورطة في النزاع بسوريا، حيث ستحدد هذه المواجهات مستقبل البلاد.
 
وأشارت فورين بوليسي إلى أن كلاً من إيران وإسرائيل قد تشعلان حرباً محتملة بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة؛ بعد حملة التصعيد العسكري الكبيرة التي قادتها إسرائيل على التواجد الإيراني في سوريا، بينما تأتي منطقة شرق الفرات على جدول احتمالات الحروب التي قد تشهدها سوريا وذلك على إثر التواجد العسكري الأمريكي هناك والذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية في حربها على داعش.
 
إلا أن المجلة الأمريكية تفترض أن أولى الحروب التي قد تشتعل في سوريا، ستستهدف محافظة إدلب، معتبرة أنه وعلى الرغم من إعلان الاتفاق الروسي-التركي حولها، إلا أن النظام السوري قد يسعى لفتح معركة عسكرية هناك.
 
وتشير فورين بوليسي أن النظام السوري مصمم على السيطرة على محافظة إدلب وهو الذي كان يعتبر أن طريقه سالكة نحو المحافظة؛ بعد سيطرته على حلب ودرعا والغوطة الشرقية، حيث سيتذرع النظام بأن تواجد قوات تركية منتشرة في إدلب وبالقرب منها لن يكون مرغوباً فيه.
 
فضلاً عن ذريعة استهداف الفصائل المصنفة على لائحة الإرهاب؛ والتي ستكون مبرراً رئيسياً لدمشق في فتح معركتها بالشمال، يأتي ذلك في وقت تهدد فيه الولايات المتحدة وتركيا النظام من استهداف ادلب، وهو ما دفع دمشق لتأجيل معركتها إلا أنها لن تلغيها بشكل نهائي؛ على الرغم من أن حليفها الروسي توافق مع تركيا حولها، مما يشير أن هذا التوافق قد يكون مؤقتا ولن يكتب له الاستمرار.
 
الصراع الإيراني-الإسرائيلي في الجنوب السوري!
 
وتشير المجلة الأمريكية بحسب ما ترجم راديو روزنة إلى أن الصراع بين إسرائيل وإيران قد يتأجج في سوريا بعد سلسلة من الاستهدافات العسكرية الإسرائيلية التي طالت مواقع إيرانية داخل سوريا، فما تزال إسرائيل قلقة من استخدام إيران وحزب الله اللبناني لسوريا كجبهة ثانية ضدها، لذا فإن إسرائيل استفادت من حالة الفوضى التي تشهدها الساحة السورية من أجل تنفيذ ضربات جوية متعددة.
 
وفي ضوء ذلك حاولت روسيا من جانبها، تهدئة الأجواء بين الطرفين من خلال دفع إيران إلى الابتعاد عن الحدود السورية في الجولان المحتل لمسافة 60 ميل، إلا أن إسرائيل ما تزال مصرة على انسحاب إيران من كامل الأراضي السورية، هذا وما يزال النظام السوري يرغب في بقاء النفوذ الإيراني في سوريا واستمرارها كحليف رئيسي له لأن القوات المدعومة من إيران ما تزال مفيدة ولأن إيران كانت دائماً له حليفاً موثوقاً به، في حين ترى إسرائيل وإدارة ترامب أن الأسد ليس لديه أي نفوذ على التواجد الإيراني.

وتنظر المجلة الأمريكية إلى أنه وعلى الرغم من الاستهدافات المتكررة للتواجد الإيراني، إلا أن طهران كانت حذرة في الرد عليها، وتضيف بالقول "من الصعب معرفة الأسباب الدقيقة لحذر إيران، لكن ذلك قد يشي بأن تأثير الهجمات الإسرائيلية لم يكن لها الشأن الكبير في التأثير على نفوذها، فضلاً عن أنه قد لا تكون لدى طهران خطط لفتح جبهة ثانية، وقد ترغب أيضا في تجنب فعل أي شيء يمكن أن يقلل الدعم الأوروبي للاتفاق النووي الإيراني".
 
إلا أنها تلفت إلى أن إصرار إسرائيل ما يزال مستمراً لإنهاء نفوذ إيران في سوريا بشتى الوسائل التي قد تقدم عليها.
 
وفي شرقي الفرات يبدو أن تواجد القوات الأمريكية هناك يزعج حلفاء سوريا "روسيا وإيران" فضلاً عن انزعاج تركيا من استمرار دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية هناك.
وعلى الرغم من إعلان أمريكا سابقاً أن تواجدها في مناطق الشرق السوري يأتي لمكافحة الإرهاب ودعم جهود قوات سوريا الديمقراطية في ذلك، إلا أن الرؤية الأمريكية الجديدة المتمثلة باستمرار البقاء لأهداف أخرى، سيثير حفيظة كل أطراف الصراع السوري.

الأمر الذي قد يؤدي لتصعيد عسكري محتمل في حال لم يتم التفاهم حول مستقبل منطقة شرق الفرات، ومصير القوات الأمريكية فيها بمقابل استمرار إيران في تواجدها وإثارتها لمخاوف الولايات المتحدة وإسرائيل، لذا تعلن أمريكا عن عزمها حرمان إيران من مد "جسر بري" بين العراق وسوريا ولبنان والذي من شأنه تهديد المصالح الإسرائيلية.
 
وتتساءل المجلة الأمريكية عما إذا كان الأكراد في المنطقة يستطيعون الاعتماد على الحماية الأمريكية الدائمة الآن بعد أن خدموا هدفهم في الحملة ضد تنظيم داعش، أو أنه سيتوجب البدء للتحضير من أجل انسحاب أمريكي دائم سيترك الأكراد معرضين للاندماج مع قوات النظام السوري، وكذلك في هذا الحال قد يثير رغبة تركيا في فتح صراع مباشر معهم لما قد يشكلونه من خطر على أمنهم القومي بحسب وجهة النظر التركية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق