هل تستطيع تركيا فرض "مناطق آمنة" في شرق الفرات؟

هل تستطيع تركيا فرض "مناطق آمنة" في شرق الفرات؟
الأخبار العاجلة | 26 سبتمبر 2018
بعد إعلان الاتفاق الروسي-التركي حول ملف منطقة إدلب والذي قضى من خلاله التوصل إلى تفاهمات تقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح، في إشارة بارزة على التخلي عن خطط القيام بعمل عسكري.
 
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الإثنين الفائت عن رغبة بلاده في تمديد المنطقة منزوعة السلاح إلى مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية" والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، داعياً موسكو إلى مساعدات بلاده في مواجهة "وحدات حماية الشعب الكردي" التي تصنفها تركيا على أنها "جماعة إرهابية".
 
هل تستطيع تركيا فرض مناطق آمنة في شرق الفرات؟
 
وحول ذلك يعتبر رئيس منظمة كرد بلا حدود "كادار بيري" في حديثه لراديو روزنة أنه وقبل الحديث عن قدرة تركيا على فرض المناطق الآمنة يجب أن الكشف عن ماهية التفاهمات الروسية التركية التي حصلت بشأن إدلب قبل أن الجزم باستطاعة تركيا فرض مناطق آمنة في شرق الفرات.

وأضاف "لم يصرح عن طبيعة التفاهمات بين الجانبين حيث تم الإعلان فقط عن تأجيل عملية ادلب، أما عن طرد جبهة النصرة التي تسيطر على ثلثي مساحة إدلب وكذلك هناك الإيغور الصينين والحزب التركستاني حيث لم يتم الحديث عن مصيرهم، فنجد مسعى تركي لنقلهم إلى منطقة عفرين ومناطق درع الفرات وقد تسعى تركيا لاستخدامهم من أجل خدمة اجنداتها".

معتبراً أن تصريحات الرئيس التركي هي خطوة تصعيدية وتصريحات خطيرة؛ يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وتابع "تركيا تسعى بألا يكون هناك توافق بين النسيج الاجتماعي السوري وستسعى لتكرار ما حصل في عفرين لتهجير الكرد من مناطقهم وإحداث تغيير ديمغرافي، وأرى أن الوضع الاقتصادي التركي لا يحتمل خطوات مجنونة مرة أخرى".
 
في حين أشار الكاتب والمحلل السياسي التركي "فراس رضوان أوغلو" في حديثه لروزنة أن تركيا غير قادرة على فرض رؤيتها في شرق الفرات، "لكن لابد من استمرار الضغط السياسي والإعلامي على أمريكا وربما تقدم نموذجين اما مثل منبج دوريات مشتركة تركية أمريكية، أو منطقة منزوعة السلاح كما إدلب".
 
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الأسبوع الماضي في ختام لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي "قررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس، ابتداء من 15 من تشرين الأول من هذا العام"، وأضاف بوتين أنه بموجب التفاهمات مع أنقرة، "سيتعين على الفصائل المسلحة، بما فيها جبهة النصرة، الانسحاب من المنطقة."
 
تحالف ثلاثي ضد قوات سوريا الديمقراطية؟
 
وبعد التوافق الروسي-التركي-الإيراني في آستانا وما نتج عنه في إدلب، تفترض الاحتمالات قيام تحالف ثلاثي بين هذه الدول من أجل فرض مصالحها في منطقة شرق الفرات.

وحول ذلك يشير كادار بيري في حديثه لروزنة إلى أنه في حال وجد توافق روسي أمريكي فهو شيحصل بخصوص الملف السوري بشكل كامل وليس فقط بخصوص مناطق شرق الفرات، "الأمريكي يدرك أن تواجده في المنطقة عبر قوات سوريا الديمقراطية".

في حين يرى أن تركيا هدفها القضاء على الكرد؛ ومن طرف آخر كذلك إيران تريد القضاء على الكرد خوفا من تأثيرهم على الكرد في إيران، بينما ما يزال النظام السوري يحلم بعودة سيطرته على كامل المناطق السورية كما كان سابقا، وفق قوله.
 
من جانبه استبعد المحلل السياسي التركي "فراس رضوان أوغلو" تواجد تحالف ثلاثي ضد أمريكا، معتبراً أنه قد يكون دعم لمصلحة مشتركة بينهم، "تركيا لن تستعين بروسيا وإيران على حليفها الأمريكي، هذا خطأ كبير ولكن لابد من تهدئة غرب الفرات من أجل التفرغ لشرقه وهذا يريح تركيا".
كاشفاً في حديثه لروزنة أن تركيا لا تريد لا الروسي ولا الأمريكي ولا الإيراني؛ وفق تعبيره، مشيراً إلى أن الأمور فرضت نفسها على تركيا لذا يجب عليها ان تتماشى بحكمة مع الوضع.
 
بينما يعتبر عضو هيئة العلاقات الخارجية لحزب الاتحاد الديمقراطي "دارا مصطفى" في حديث خاص لراديو روزنة أن تشكيل تحالف عسكري تركي-روسي-إيراني ضد مناطق شرق الفرات هو ضرب من الجنون "خوض حرب مع التحالف الدولي سيعني اشعال جبهات وحروب كثيرة لا تبقي ولا تذر".

لافتاً إلى أن التفاهمات بين (الثلاثي التركي- الايراني- الروسي) بشأن مناطق شرق الفرات لا يمكن أن تتحول إلى تحالف عسكري وفق رأيه وذلك عائد للتناقضات البينية الكبيرة الموجودة في مشاريعهم الاستراتيجية.

مضيفاً بقوله "هناك صراع على زعامة العالم الإسلامي بين كل من تركيا وإيران، فضلاً عن أن الشريك الروسي لن يسمح لهما أو لأحدهما بالاستفراد بالمنطقة على حساب مصالحه، كما أن كل المحاولات الروسية والإيرانية؛ لإبعاد تركيا عن حلف الناتو سيبوء بالفشل لأن تواجد تركيا داخل حلف الناتو هي قضية استراتيجية لها متعلقة بالأمن القومي التركي".
 
التصريحات التركية "بالونات اختبار"؟

ويرى القيادي في حزب الإتحاد الديمقراطي خلال حديثه لروزنة أن تصريحات الرئيس التركي حول نية بلاده فرض مناطق آمنة في شرق الفرات بقوله "حتى اللحظة لا تعدو كونها بالونات اختبار، لقياس رد فعل التحالف الدولي الذي يلعب دوراً عسكرياً كبيراً هناك".

وتابع مضيفاً "أرى أن تركيا تسعى في ذلك من أجل الضغط للحصول على بعض التنازلات من الولايات المتحدة؛ في شأن بعض القضايا وكسب الرأي العام الداخلي في تركيا؛ للتغطية على الكوارث الإقتصادية في البلاد".

ويختم "دارا مصطفى" حديثه لروزنة "حتى هذه اللحظة التقييم السياسي يؤكد أن التصريحات التركية بشأن شرق الفرات لا تستند إلى أساس سياسي أو عسكري، فالتحالف الدولي يؤكد بشكل مستمر التزامه بحماية هذه المنطقة؛ وجلب الاستقرار والأمن والتنمية لها، وهذا يتناقض مع الخطط التركية".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق