انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الدعوات في لبنان لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم قبل التوصل إلى حل "مستدام" في سوريا.
وتساءل ماكرون في تصريحات صحفية على هامش مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، قائلاً "الآن، وفي مثل هذا الوقت نطالب اللاجئين السوريين في لبنان بالعودة إلى سوريا؟".
وأضاف أنه "لا يمكن أن يعود هؤلاء اللاجئون قبل وجود حل مستدام للأزمة في بلدهم"، مشدداً على أن "هناك قانون دولي يجب احترامه هنا، كما يجب احترام كرامة اللاجئين".
اقرأ أيضاً: لبنان.. منع السيارات العمومية السورية من دخول مطار بيروت
ودعا مسؤولون لبنانيون مراراً خلال الفترة الأخيرة إلى إعادة اللاجئين السوريين لبلدهم، ويشتكي لبنان دائماً من أعباء استقبال أولئك اللاجئين.
ونقلت (رويترز) في وقت سابق أمس الثلاثاء، عن مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، قوله إن "جهاز الأمن العام نظم عودة 25 ألف سوري بالتنسيق مع النظام السوري، وإن عدداً مماثلاً غادر لبنان طواعية عائداً إلى بلاده".
ولفت ماكرون إلى أن "فرنسا ملتزمة بمساعدة لبنان، لكننا بحاجة إلى حل مستدام للأزمة السورية"، وتساءل "هل تعتقدون أن دفع اللاجئين إلى العودة إلى سوريا، وبعد ما يحدث في إدلب هو حل مستدام؟".
وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، جبران باسيل، في محاضرة بجامعة أمريكية، أمس الثلاثاء، إن "لبنان مع عودة متدرجة للنازحين الآن لأسباب عدة منها العبء على الاقتصاد ولعدم تشجيع التطرف بسبب اليأس".
وعن موافقة النظام السوري على عودتهم، قال "لسنا مسؤولين في لبنان إلا عما نريده والحكومة السورية تعلن أنها تريد عودة النازحين ونحن نرسل لوائح بالأسماء وهم يقبلونهم"، على حد تعبيره.
قد يهمك: لبناني ينتحل صفة موظف أممي... ويبتز اللاجئات السوريات جنوب لبنان
ويجبر اللاجئون السوريين على العودة إلى مناطق تحت سيطرة النظام السوري، الأمر الذي يجعلهم عرضة للاعتقال أو السوق للخدمة الإجبارية أو الاحتياطية لدى جيش النظام السوري.
وتعرض اللاجئون السوريون في لبنان خلال السنوات الأخيرة إلى اعتداءات من لبنانيين وقوات الجيش والأمن لبناني، كما نظم لبنانيون حملات ضد وجود اللاجئين السوريين في لبنان، وصفها ناشطون سوريون ولبنانيون بالـ "العنصرية".
ويعيش في لبنان نحو مليون لاجئ سوري مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين تقول الحكومة اللبنانية إن أعداد اللاجئين السوريين في لبنان تتجاوز الـ مليون ونصف.