أغلقت "الإدارة الذاتية" الكردية في محافظة الحسكة المدارس الخاصة التابعة للكنائس مجدداً، بسبب رفض مجالس الكنائس قبول شروط "الإدارة" بفرض تدريس اللغة السريانية فيها.
ونقل تلفزيون الخبر، أمس الأحد، بياناً لمطرانية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، جاء فيه، أن المحامي ماجد شمعون بحي، ذهب إلى المطرانية كوسيط لحل مشكلة المدارس، العائدة ملكيتها للمطرانية في محافظة الحسكة، وطرح عرضاً يقضي بفتح المدارس مقابل تدريس اللغة السريانية للصفين الأول و الثاني الابتدائي، بحسب ما يتم الاتفاق عليه بين لجان المدارس الخاصة التابعة للكنائس، و لجان مؤسسة "اولف تاو" السريانية، التابعة لـ "الإدارة الكردية".
وأضاف البيان، أنهم طلبوا مدة عشرة أيام تنتهي بتاريخ 21 أيلول الجاري، وتفتح فيها المدارس التابعة للكنائس، وتجري خلالها مفاوضات بين لجنة من قبل المطرانية، ولجنة من قبل مؤسسة "أولف تاو"، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص، فإن التصريح الموقع من قبل المطرانية يعتبر منتهي الصلاحية بتاريخ 21 أيلول، والكلام الوارد فيه لاغياً وغير ملزم لهم بشيء.
وأوضح البيان، أنه بناء على نتائج لقاء اللجنتين بتاريخ 20 أيلول، في مدينة القامشلي، وعدم الوصول إلى صيغة للاتفاق، فإن التصريح السابق ملغي ومنتهي الصلاحية وغير ملزم لهم بأي شيء، ليعاد إغلاق المدارس مرة أخرى.
اقرأ أيضاً: ما علاقة النظام السوري بإغلاق المدارس السريانية في القامشلي؟
بدورها قالت سميرة الحاج يوسف مسؤولة هيئة التعليم في "الإدارة الذاتية" بمنطقة الجزيرة، لراديو روزنة، إن جمعية "أولف تاو" السريانية، تعمل على إدخال المناهج السريانية إلى المدارس السريانية والآشورية والأرمنية، للصف الأول والثاني كمنهاج، وللصف الثالث والرابع والخامس والسادس، بنظام حصص للغة السريانية.
وأضافت يوسف، أن المدارس التابعة لحكومة النظام السوري قليلة جداً، وهي حالياً مدرستين أو ثلاثة في كل من مدينتي القامشلي والحسكة، مؤكدة أن "الإدارة" بحاجة إلى وقت لإدخال كل المناهج إلى تلك المدارس.
وأشارت يوسف إلى أن "الإدارة" أدخلت مناهجها هذا العام إلى الصف العاشر، ولم يبق للنظام السوري سوى الصف الحادي عشر والبكالوريا، وأردفت أنه في السنوات القادمة سيتم إدخال مناهج الإدارة باللغات الثلاثة لكل المراحل، الكردية، والعربية، والسريانية، لكل المكونات.
وأفاد تلفزيون الخبر أن القرار شكّل خيبة أمل لدى أهالي مدينتي الحسكة والقامشلي، بسبب الازدحام الكبير في المدارس الحكومية التابعة للنظام، التي تعاني من ضغط طلابي، وصل إلى تواجد اكثر من 80 طالباً وطالبة في الصف الواحد، في الدوامين الصباحي والمسائي.
وساد مدينة القامشلي أواخر آب الماضي حالة من التوتر عقب مظاهرات لعشرات المدنيين، المعارضين قيام قوات شرطة "الأسايش" التابعة لـ"لإدارة الذاتية" الكردية وقوات "المجلس العسكري السرياني" بالسيطرة على المدارس الخاصة التابعة للكنائس في المنطقة، الأمر الذي أثار استياء الأهالي، وتوجهوا إلى تلك المدارس، وقاموا بإجبار "الأسايش" على الانسحاب من مواقعها، وإعادة افتتاح المدارس.
يذكر أن "الإدارة الذاتية" الكردية ، بدأت منذ أعوام بحملة لإغلاق المدارس التابعة للنظام السوري، ووصلت إلى المرحلة الثانوية، وذلك بعد إغلاق مدارس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مناطق سيطرتها بمحافظة الحسكة، وذلك بهدف فرض منهاجها الخاصة والمطبوعة باللغات الثلاث، العربية والسريانية والكردية، أي أن كل مكون يدرس منهاج "الإدارة الكردية" بلغته الأم.