رأى ممتاز أبو عمار، عضو سابق في لجنة سياسية معارضة بالمحافظة أنّ "محاولة (الهيئة) تسويق رفضها لاتفاق (سوتشي) شعبيًا عبر ما أسمتها بالندوة (الشعبية) التي عقدت، أمس في إدلب المدينة، يأتي في سياق الضغط على الجانب التركي؛ من أجل التفاوض معها، ومع الهيئة السياسية التابعة لها، حول مستقبل المنطقة".
وقال لـ "روزنة" إنّ "رأي الشارع في محافظة إدلب هو الترحيب بالاتفاق"، وأنّ "من أراد قتال النظام والروس فساحة الحرب مفتوحة للجميع"، مبديًا اعتراضه على تسمية الندوة بـ "الشعبية"، معللًا ذلك، بالقول: "الفاعليات الوطنية رفضت الحضور، الذي اقتصر على مجالس محلية تابعة لهم، وأشخاص من موالي (الهيئة) فقط".
وأوضح ممتاز أنّ "الحل هو الترحيب بالاتفاق، مع البقاء في حالة الجهوزية التامة؛ كوننا نثق بالضامن التركي"، مبينًا أنّ "الفصائل الجهادية تحاول أن تحافظ على مكاسبها حتّى الرمق الأخير كـ (الهيئة، أنصار الدين وغيرهم)"، مؤكدًا أنّ "مواقفها تُعبر عن صراع نفوذ وليس محاولة صمود".
اقرأ أيضًا: (تحرير الشام) وموالوها يرفضان اتفاق "سوتشي"
وكانت الهيئة التأسيسية للمؤتمر السوري العامة في إدلب المدينة عقدت ، أمس الأحد، في إدلب المدينة ما أسمتها بـ "الندوة الشعبية" لبحث اتفاق "سوتشي"، وخرجت بجملة من التوصيات، التي تؤكد في مضامينها على رفض ما جاء في الاتفاق المبرم بين الرئيسين التركي رجب الطيب أر دوغان والروسي فلاديمير بوتين.
وجاء في التوصيات جملة من البنود، أبرزها: "التأكيد على استمرارها الثورة حتى إسقاط النظام بكامل أركانه، عدم الثقة بالطرف الروسي، عدم انسحاب أي مقاتل من نقاط الرباط، عدم تسليم الفصائل للسلاح؛ لأنه ملك للثورة، رفض تسليم أي منطقة لصالح النظام والدفاع عنها حتّى آخر رمق".
كما تضمنت التوصيات: "التأكيد على عودة المهجرين بالعودة إلى مناطقهم دون وجود الاحتلالين الأسدي والروسي، دعوة المدنيين لمؤازرة المرابطين ماديًا ومعنويًا، عدم تجاهل السوريين في تقرير مصيرهم، المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام، دعوة أحرار وشرفاء العالم لمساندة قضية إدلب".
إلى ذلك، اعتبر أنس أبو محمد أنّ "الهدف من ماسمي بـ (الندوة الشعبية) التي عقدتها (هيئة تحرير الشام) في إدلب المدينة توجيه رسائل غير مباشرة إلى تركيا، وإظهار رفضها للاتفاق كـ (فصيل) على أنه شعبي وليس عسكري، وبالتالي تعقيد خطوات تركيا وإحراجها دوليًا".
وأوضح أبومحمد، الذي يعتبر عضو فاعل في حراك شبابي مثقف داخل محافظة إدلب، أنّ الشباب المثقف في إدلب على عاتقه حمل كبير، يتمثّل في الاستفادة من ورقة الحراك الرابحة، من خلال زخمها الشعبي، وإرسال رسائل واضحة إلى الضامن التركي والمجتمع الدولي ترحب بالاتفاق وتدعمه".
وأكدّ أبو محمد "قدرة الجانب التركي على إنفاذ الاتفاق؛ كونه يوجد عسكريًا على الأرض، ويحيط بالمنطقة كقوس"، مشددًا على "قدرة الشباب في الشمال السوري على التغير من خلال امتلاكهم للإرادة الشعبية والمؤسسات الوطنيىة، والثقة بالضامن التركي".
وكان الرئيسان التركي رجب الطيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين أعلنا في 16 من الشّهر الجاري التوصل إلى اتفاق بشان إدلب يقضي بـ "إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق 15-20 كيلو مترًا بين مناطق المعارضة والنظام".
تنوّه "روزنة" إلى أنّ الأسماء الواردة في التقرير ترميزية، وقد تم حجب الاسم الحقيقي، بناءً على طلب المشاركين بالتقرير؛ خوفًا من الملاحقات الأمنية التي قد يتعرضون لها.