لاقى الاتفاق الذي نتج عن اللقاء الثنائي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية، ترحابا من كل الأطراف المعنية بالشأن السوري.
ويعتبر الترحيب الواسع الذي لاقاه الاتفاق حول إدلب مثيراً للحيرة، باعتبار أنه أول توافق على ملف يتعلق بالمسألة السورية من جميع القوى المتصارعة في سوريا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في المعارضة السورية المسلحة يوم أمس، أن اتفاق روسيا وتركيا على إعلان منطقة عازلة في إدلب، قضى على آمال الأسد في استعادة سيطرته على كامل سوريا.
من جانبها رحبت دمشق بالاتفاق الروسي التركي، وقال مصدر في وزارة الخارجية أن "سوريا ترحب بالاتفاق حول محافظة إدلب، وتؤكد أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين روسيا وسوريا وبتنسيق كامل بين البلدين".
التوافق لأغراض مختلفة!
وحول ذلك قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة "يحيى العريضي" في حديث خاص لراديو روزنة أن هناك فرق بين الترحيب الاضطراري للنظام أمام أنصاره والذي يسعى لاستمرار كسب تأييدهم ودعمهم لآلة الحرب العسكرية، وبين حالة الترحيب المستندة إلى نجاة إدلب بملايينها المدنيين من آلة القتل والدمار، حسب وصف العريضي.
وأضاف بقوله "يأتي الترحيب العالمي والذي رأى تجاوبا مع ارادته بحماية المدنيين وحماية إدلب بشكل عام، ومن هنا نجد أن هناك حالة توافق لكن لأغراض مختلفة".
ويقضي الاتفاق بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح على الخط الفاصل بعمق 20 كيلو متر؛ بين قوات النظام السوري والقوات المعارضة في إدلب، على أن يكون تحت سيطرة روسية تركية، ويؤجل الاتفاق ولو بشكل مؤقت هجوما بريا اعتبر وشيكا على إدلب.
من جانبه يرى المحلل السياسي التركي "إسماعيل كايا" خلال حديثه لراديو روزنة أن التوافق والاجماع الدولي على اتفاق سوتشي ليس بالأمر الغريب كون الاتفاق يلبي شروط معظم الأطراف ولو بدرجات مختلفة.
ويتابع بالقول "هو اتفاق مهم لتركيا فيما يتعلق بمصالحها الأمنية والاستراتيجية في شمالي سوريا ولو مرحلياً، ويحقق الهدف الأساسي للمعارضة بمنع هجوم واسع على إدلب، ومرضي لجميع الأطراف الدولية خاصة أمريكا وأوروبا من ناحية مطلبهم بمنع حدوث كارثة إنسانية ومجازر وموجات لجوء جديدة".
ويعتبر كايا أن الاتفاق يحقق لروسيا والنظام مطلب مهم متعلق بوقف هجمات المعارضة وفتح الطرق الدولية التجارية، بالإضافة إلى ان سحب الأسلحة الثقيلة من إدلب سيكون لصالح هذه الأطراف على المدى المتوسط والبعيد، حسب تعبيره.
من الخاسر والرابح في الاتفاق؟
ويشرح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني "نضال السبع" في حديث خاص لراديو روزنة نتائج الاتفاق الروسي-التركي حول إدلب وتأثيره على الأطراف المعنية بالشأن السوري، فهو يعتبر أن دمشق ترى من خلال هذا الاتفاق أنها تخطت التهديدات الأمريكية الفرنسية البريطانية والتركية باستهدافها تحت العناوين الإنسانية؛ بحسب رأيه.
ويتابع السبع حديثه " كذلك فإن دمشق كسبت بانسحاب المعارضة من منطقة 20 الى 15 كم حول إدلب عدد من المناطق بدون قتال، وكل هذه المناطق أقامت فيها المعارضة السورية على مدى سنوات تحصينات كبيرة، وبالتالي كل هذه المناطق عمليا الذي استغرقت سنوات لتحصينها، بموجب هذا الاتفاق فالمعارضة خسرت هذه المناطق وبالتالي دمشق ترى أن ذلك أمر استراتيجي".
ويرى بأن الجانب الأمريكي استغل التباين الروسي التركي حول ادلب؛ من أجل حشد المجتمع الدولي لتحشر روسيا في الزاوية؛ وفق قوله، ويضيف "لذلك روسيا طوت صفحة استانا التي كانت تتحدث عن خفض التصعيد لصالح تفاهم جديد تم عقده في سوتشي يقضي بتراجع المعارضة وسحب السلاح الثقيل وكذلك انتشار الشرطة العسكرية الروسية في المناطق المتفق عليها ضمن التفاهم".
ويلفت المحلل السياسي اللبناني أن روسيا تعتبر اتفاقها مع تركيا إنجاز كبيراً فهي (روسيا) وفق ما يرى بأنها سحبت الذرائع الأمريكية واحتفظت بخط التواصل مع الجانب التركي، أما تركيا فهي ترى أن الواقع الميداني على الأرض يميل لمصلحة روسيا وإلى جانب دمشق.
ويتابع "صحيح أن المجتمع الدولي كان إلى جانب تركيا بمواجهة الروس؛ ولكنها ترى أن تجربة السبع سنوات بخصوص المجتمع الدولي الذي يشجع في بداية الأمر؛ ومن ثم ينسحب ويترك الأمور؛ وبالتالي احتفظت بالعلاقة والتنسيق مع روسيا"، وختم تحليله بالقول "المعارضة السورية تشعر بأن أردوغان وفر لها الحماية وعلى الرغم من خسارة بعض المناطق والسلاح إلا أنها تعتقد بأنها احتفظت عمليا لباقي مناطقها ووفر عليها خوض المعركة العسكرية".
هل يستمر التفاهم حول إدلب؟
الكاتب المختص في الشؤون التركية "إسماعيل كايا" أشار في حديثه لروزنة أنه وعلى الرغم من التفاصيل التي نشرت حتى الآن حول الاتفاق، إلا أن بعض الاستفسارات الهامة ما زالت بحاجة إلى إجابات، وأبرزها وفق رأيه يتعلق بشرط سحب الأسلحة الثقيلة من إدلب، وما إن كان الشرط متعلق بسحب هذه الأسلحة من المنطقة منزوعة السلاح التي سيتم إقامتها أم من كافة مناطق إدلب.
وتابع المحلل السياسي التركي "في حال كان الأمر متعلق بالمنطقة منزوعة السلاح فسيكون من السهل على تركيا إقناع جميع الأطراف العسكرية في إدلب بهذا الأمر وتطبيق الاتفاق بسهولة، أما إن كان يتعلق بسحب الأسلحة الثقيلة من جميع أنحاء إدلب فسيكون الأمر بالغ الصعوبة والتعقيد".
معتبراً أنه قد نشهد رفض مطلق من قبل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي لن تكتفي بضمانات تركية عادية بأن النظام وروسيا لن يهاجموا المحافظة في حال تسليمهم هذه الأسلحة.
وأشارت مصادر خاصة لراديو روزنة أن المنطقة منزوعة السلاح المتفق عليها؛ ستمتد من مدينة جسر الشغور جنوب غرب إدلب حتّى عندان شمال حلب وصولًا إلى مورك في ريف حماة الشمالي بطول نحو 90 كيلو متر وعمق نحو 17 كيلو من جانبي المعارضة والنظام.
وأضافت المصادر أنّ مدن وبلدات "حلفايا، الزوار، طيبة الامام والمصاصنة" شمال غرب حماة ستخضع لسيطرة الشرطة العسكرية الروسية، وستبعد قوات النظام عنها، فيما ستكون مدن وبلدات "كفرزيتا، مورك، اللطامنة، وكفرنبودة" تحت سيطرة القوات التركية.
ويعتبر الترحيب الواسع الذي لاقاه الاتفاق حول إدلب مثيراً للحيرة، باعتبار أنه أول توافق على ملف يتعلق بالمسألة السورية من جميع القوى المتصارعة في سوريا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في المعارضة السورية المسلحة يوم أمس، أن اتفاق روسيا وتركيا على إعلان منطقة عازلة في إدلب، قضى على آمال الأسد في استعادة سيطرته على كامل سوريا.
من جانبها رحبت دمشق بالاتفاق الروسي التركي، وقال مصدر في وزارة الخارجية أن "سوريا ترحب بالاتفاق حول محافظة إدلب، وتؤكد أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين روسيا وسوريا وبتنسيق كامل بين البلدين".
التوافق لأغراض مختلفة!
وحول ذلك قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة "يحيى العريضي" في حديث خاص لراديو روزنة أن هناك فرق بين الترحيب الاضطراري للنظام أمام أنصاره والذي يسعى لاستمرار كسب تأييدهم ودعمهم لآلة الحرب العسكرية، وبين حالة الترحيب المستندة إلى نجاة إدلب بملايينها المدنيين من آلة القتل والدمار، حسب وصف العريضي.
وأضاف بقوله "يأتي الترحيب العالمي والذي رأى تجاوبا مع ارادته بحماية المدنيين وحماية إدلب بشكل عام، ومن هنا نجد أن هناك حالة توافق لكن لأغراض مختلفة".
ويقضي الاتفاق بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح على الخط الفاصل بعمق 20 كيلو متر؛ بين قوات النظام السوري والقوات المعارضة في إدلب، على أن يكون تحت سيطرة روسية تركية، ويؤجل الاتفاق ولو بشكل مؤقت هجوما بريا اعتبر وشيكا على إدلب.
من جانبه يرى المحلل السياسي التركي "إسماعيل كايا" خلال حديثه لراديو روزنة أن التوافق والاجماع الدولي على اتفاق سوتشي ليس بالأمر الغريب كون الاتفاق يلبي شروط معظم الأطراف ولو بدرجات مختلفة.
ويتابع بالقول "هو اتفاق مهم لتركيا فيما يتعلق بمصالحها الأمنية والاستراتيجية في شمالي سوريا ولو مرحلياً، ويحقق الهدف الأساسي للمعارضة بمنع هجوم واسع على إدلب، ومرضي لجميع الأطراف الدولية خاصة أمريكا وأوروبا من ناحية مطلبهم بمنع حدوث كارثة إنسانية ومجازر وموجات لجوء جديدة".
ويعتبر كايا أن الاتفاق يحقق لروسيا والنظام مطلب مهم متعلق بوقف هجمات المعارضة وفتح الطرق الدولية التجارية، بالإضافة إلى ان سحب الأسلحة الثقيلة من إدلب سيكون لصالح هذه الأطراف على المدى المتوسط والبعيد، حسب تعبيره.
من الخاسر والرابح في الاتفاق؟
ويشرح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني "نضال السبع" في حديث خاص لراديو روزنة نتائج الاتفاق الروسي-التركي حول إدلب وتأثيره على الأطراف المعنية بالشأن السوري، فهو يعتبر أن دمشق ترى من خلال هذا الاتفاق أنها تخطت التهديدات الأمريكية الفرنسية البريطانية والتركية باستهدافها تحت العناوين الإنسانية؛ بحسب رأيه.
ويتابع السبع حديثه " كذلك فإن دمشق كسبت بانسحاب المعارضة من منطقة 20 الى 15 كم حول إدلب عدد من المناطق بدون قتال، وكل هذه المناطق أقامت فيها المعارضة السورية على مدى سنوات تحصينات كبيرة، وبالتالي كل هذه المناطق عمليا الذي استغرقت سنوات لتحصينها، بموجب هذا الاتفاق فالمعارضة خسرت هذه المناطق وبالتالي دمشق ترى أن ذلك أمر استراتيجي".
ويرى بأن الجانب الأمريكي استغل التباين الروسي التركي حول ادلب؛ من أجل حشد المجتمع الدولي لتحشر روسيا في الزاوية؛ وفق قوله، ويضيف "لذلك روسيا طوت صفحة استانا التي كانت تتحدث عن خفض التصعيد لصالح تفاهم جديد تم عقده في سوتشي يقضي بتراجع المعارضة وسحب السلاح الثقيل وكذلك انتشار الشرطة العسكرية الروسية في المناطق المتفق عليها ضمن التفاهم".
ويلفت المحلل السياسي اللبناني أن روسيا تعتبر اتفاقها مع تركيا إنجاز كبيراً فهي (روسيا) وفق ما يرى بأنها سحبت الذرائع الأمريكية واحتفظت بخط التواصل مع الجانب التركي، أما تركيا فهي ترى أن الواقع الميداني على الأرض يميل لمصلحة روسيا وإلى جانب دمشق.
ويتابع "صحيح أن المجتمع الدولي كان إلى جانب تركيا بمواجهة الروس؛ ولكنها ترى أن تجربة السبع سنوات بخصوص المجتمع الدولي الذي يشجع في بداية الأمر؛ ومن ثم ينسحب ويترك الأمور؛ وبالتالي احتفظت بالعلاقة والتنسيق مع روسيا"، وختم تحليله بالقول "المعارضة السورية تشعر بأن أردوغان وفر لها الحماية وعلى الرغم من خسارة بعض المناطق والسلاح إلا أنها تعتقد بأنها احتفظت عمليا لباقي مناطقها ووفر عليها خوض المعركة العسكرية".
هل يستمر التفاهم حول إدلب؟
الكاتب المختص في الشؤون التركية "إسماعيل كايا" أشار في حديثه لروزنة أنه وعلى الرغم من التفاصيل التي نشرت حتى الآن حول الاتفاق، إلا أن بعض الاستفسارات الهامة ما زالت بحاجة إلى إجابات، وأبرزها وفق رأيه يتعلق بشرط سحب الأسلحة الثقيلة من إدلب، وما إن كان الشرط متعلق بسحب هذه الأسلحة من المنطقة منزوعة السلاح التي سيتم إقامتها أم من كافة مناطق إدلب.
وتابع المحلل السياسي التركي "في حال كان الأمر متعلق بالمنطقة منزوعة السلاح فسيكون من السهل على تركيا إقناع جميع الأطراف العسكرية في إدلب بهذا الأمر وتطبيق الاتفاق بسهولة، أما إن كان يتعلق بسحب الأسلحة الثقيلة من جميع أنحاء إدلب فسيكون الأمر بالغ الصعوبة والتعقيد".
معتبراً أنه قد نشهد رفض مطلق من قبل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي لن تكتفي بضمانات تركية عادية بأن النظام وروسيا لن يهاجموا المحافظة في حال تسليمهم هذه الأسلحة.
وأشارت مصادر خاصة لراديو روزنة أن المنطقة منزوعة السلاح المتفق عليها؛ ستمتد من مدينة جسر الشغور جنوب غرب إدلب حتّى عندان شمال حلب وصولًا إلى مورك في ريف حماة الشمالي بطول نحو 90 كيلو متر وعمق نحو 17 كيلو من جانبي المعارضة والنظام.
وأضافت المصادر أنّ مدن وبلدات "حلفايا، الزوار، طيبة الامام والمصاصنة" شمال غرب حماة ستخضع لسيطرة الشرطة العسكرية الروسية، وستبعد قوات النظام عنها، فيما ستكون مدن وبلدات "كفرزيتا، مورك، اللطامنة، وكفرنبودة" تحت سيطرة القوات التركية.
الكلمات المفتاحية