من الشائع جداً عند مرضى "فقرالدم بعوز الحديد" التوجه لأقرب صيدلية من أجل الحصول على دواء الحديد، والذي يعتبر أمراً خاطئاً، وخاصة بوجود المواد الغذائية المليئة بعنصر الحديد، بين أيدينا والتي تعتبر علاجاً طبيعياً وصحياً، الأمر الذي يوضحه الطبيب محمد نديم الحاج لراديو روزنة، إضافة لأسباب مرض "فقر الدم بعوز الحديد" وأعراضه وطرق الوقاية.
وأوضح الطبيب محمد نديم الحاج، اليوم الأربعاء، أن لفقر الدم أنواع عديدة أهمها، "فقر الدم بعوز الحديد"، وهو شائع جداً ولا سيما بمرحلة الطفولة المبكّرة "الرضّع" وعند الإناث اللواتي هنّ في سن النشاط التناسلي.
وهناك سببان رئيسيان لفقر الدم بعوز الحديد، إمّا نقص المدخول الغذائي من الحديد، وإما ضياع الحديد عن طريق فقد الدم، لذلك قلنا أنه شائع عند الإناث اللواتي هنّ في سن النشاط التناسلي، لأنهن كل شهر يفقدن كمية من الدم خلال الدورة الطمثية، مشيراً إلى أنه بعد عدة أشهر أو عدة سنوات يصبح لديهن نقص شديد بالحديد وبالتالي فقر الدم بعوز الحديد.
أما الرضع الذين تجاوزت أعمارهم ستة أشهر، المعتمدين على حليب الأم بشكل كامل، أفاد الحاج، أن حليب الأم فقير بعنصر الحديد، فالطفل إذا لم يأكل مع الحليب بعد 6 شهور الطعام المنصوح به في هذا العمر، سيصبح عنده فقر دم بعوز الحديد.
أعراض فقر الدم بعوز الحديد
أفاد الطبيب محمد نديم الحاج، أن أعراض فقر الدم عديدة، أهمّها الدوخة التي يشعر بها المريض، إضافة إلى التعب العام، وعدم القدرة على إنجاز الأعمال اليومية المعتادة، هذه الأعراض في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة.
أما في الحالات الشديدة، فربما تصل الأعراض أن يكون التعب شديداً، والدوخة شديدة جداً، إضافة إلى أعراض غير نوعية، ممكن أن تعطي آلاماً عضلية أوبطنية، لكن الدوخة والتعب العام أكثر أعراض فقر الدم بعوز الحديد، بحسب الحاج.
تشخيص المرض:
أشار الحاج إلى أن التشخيص يكون سريرياً عن طريق الطبيب، عندما يرى في المريض شحوباً، وعندما ينظر إلى الملتحمة في العين فتكون شاحبة، إلّا أن التشخيص النهائي يكون في المخبر، عن طريق معايرة الحديد في الدم، وعن طريق معايرة "الفيريتين" الذي هو مخازن الحديد في الدم.
ولفت أن غالبية المرضى بفقر الدم بعوز الحديد، نجد قيم الحديد في الدم وقيم "الفيريتين" منخفضة جداً، ومخازن الحديد شبه فارغة.
اقرأ أيضاً: متى تتحوّل المنتجات البلاستيكية إلى مواد مسرطنة!
علاج فقر الدم:
فيما يتعلّق بالعلاج أفاد حاج أن عند الناس فكرة شائعة، أنه لمجرد أن يصبح عند المريض فقر دم، يلتجئ على الفور إلى أقرب صيدلية أو مستوصف ليأخذ الحديد الدوائي، لافتاً أن هذا الأمر صحيح في كثير من الأحيان، لكن يجب أولاً الالتجاء إلى الغذاء، فالأغذية مليئة بالحديد.
فيجب على المريض أن يتناول الأطعمة الطبيعية، فإن لم يشعر بتحسّن يذهب إلى الطبيب أو إلى المشفى ليعطيه الحديد كدواء.
الأغذية المليئة بعنصر الحديد:
قال الحاج، إن أكثر الأغذية التي بمتناول الأيدي وغنية بعنصر الحديد، هي الخضروات الخضراء، من البقدونس والنعنع والملوخية والسبانخ،والسلق، إضافة إلى السمك، فهو عنصر جيد ملئ بالحديد، فضلاً عن البقوليات، من الفول والحمص والبازلاء.
ولفت الحاج إلى أن الحديد موجود في معظم المواد الغذائية، لذلك يوصي المريض بالتنوع الغذائي، وأن يأكل من كل شيء، وأن يبتعد قدر الإمكان عن الأطعمة الفارغة، والتي تسمى بـ"الجانك فود" كالشيبس والشوكولا والبسكويت، مؤكداً أن هذه الأطعمة فقيرة بعنصر الحديد وباقي العناصر المغذّية، ومليئة بالعناصر الممرضة او الدسم، أو ما إلى ذلك.
وفي حال لم يستجب المريض إلى العلاج الغذائي، يُنصح بالتوجّه إلى الطبيب لمعايرة الحديد و الفيريتين (مخازن الحديد في الدم) ومن ثم يُعطى الحديد عن طريق الدواء وعن طريق بروتوكول معين يستخدمه الطبيب حتى يمتلئ الدم بعنصر الحديد.
وأردف الحاج أنه بالغذاء الجيد وعن طريق أكل المأكولات الغنية بالحديد سالفة الذكر، نقي أنفسنا من مرض فقر الدم بعوز الحديد.
وفيما يتعلق بانواع فقر الدم الأخرى، قال الحاج إنها عديدة لكنها أقل شيوعاً وأكثر ندرة من فقر الدم بعوز الحديد.